رئيس مركز الخليج: اعترافات الخلايا الحوثية تكشف الهدف الاستراتيجي لإيران في البحر الأحمر
السياسية - Sunday 21 August 2022 الساعة 09:09 pmقال رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية، شريف عبدالحميد، إن اعترافات الخلايا التابعة لمليشيا الحوثي بتهريب الأسلحة من ميناء بندر عباس الإيراني إلى موانئ الحديدة في اليمن، بإشراف "الحرس الثوري"، تكشف مدى التدخل الإيراني في الشأن اليمني والهدف الاستراتيجي لها في البحر الأحمر.
وقال عبدالحميد، وهو باحث مصري في الشؤون الإيرانية، في تصريح لوكالة "2 ديسمبر"؛ إن الدور المزعزع لإيران في اليمن يتصاعد مع سعي الأطراف إلى الحفاظ على الهدنة الحالية، وتطلّع الجميع إلى بدء محادثات سلام تُنهي معاناة اليمنيين المستمرة منذ سيطرة "الحوثيين" على العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014 حتى الآن.
وأضاف إن "هذه الاعترافات الدامغة لخلايا التهريب البحري التي تابعناها عبر فيديوهات نشرتها القوات المشتركة اليمنية الأسبوع الماضي، تؤكد استخدام النظام الإيراني لمليشيا "الحوثي" كأداة لقتل اليمنيين، وزعزعة أمن واستقرار اليمن، ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة برمتها، فضلًا عن تهديد المصالح الإقليمية والدولية في منطقة البحر الأحمر.
واعتبر رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية أن ذلك يُعد تحديًا سافرًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ولقرارات مجلس الأمن، ذات الصلة بالأزمة اليمنية؛ لافتًا إلى أن تهريب الأسلحة الإيرانية لجماعة "الحوثي" أمر أكدته العديد من الدلائل من قبلُ مرارًا، وهذه الخلية هي رقم 15 التي يتم الإعلان عنها، ما يعني أن عمليات "الحوثي" مستمرة لتهريب الأسلحة عبر السفن والقوارب الصغيرة عبر شبكات محلية ودولية.
وعن مزاعم إيران ونفيها هذه الحقائق، أفاد عبدالحميد أن ذلك أمر لا قيمة له، خصوصًا في ظل اعترافات عدد من كبار مسؤولي النظام الإيراني في السابق، بأن طهران تقدم دعمًا لوجستيًا وعسكريًا لـ"الحوثيين"، فضلًا عن اكتشاف عدد من السفن الإيرانية التي تعمل في تهريب السلاح إلى اليمن، لإشعال نيران الحرب الأهلية في البلاد.
وأوضح أن هناك بُعدًا جيوسياسيًا أعمق لمحاولة إيران السيطرة على الساحل اليمني الواقع على البحر الأحمر، وصولًا إلى مضيق "باب المندب" الاستراتيجي، حيث يسعى "الحرس الثوري" ومخططو الحرب الإيرانية في اليمن، إلى السيطرة الاستراتيجية على جنوب البحر الأحمر، عبر مرافئ وقواعد حوثية على الساحل، ومحاولة احتلال جزر المضيق الجنوبي، وصولًا إلى الهدف العسكري الأكبر، وهو زرع منصات الصواريخ الباليستية الإيرانية، لتهديد الداخل السعودي، وحتى استهداف الخليج من اليمن.
ولفت إلى أنه من بين الأهداف الإيرانية -أيضًا- في البحر الأحمر، نصب بطاريات صواريخ بعيدة المدى؛ لإغلاق المجال الجوي فوق البحر الأحمر وجزر باب المندب، من أجل استخدامها لإغلاق المضيق أمام الملاحة الدولية، حال اندلاع نزاع عسكري مع الولايات المتحدة، وذلك لإحداث أزمة كبرى في المنطقة، سيتأثر بها العالم أجمع.