شيخ من "وصاب" عن يمن ما بعد سبتمبر: الثورة بدت عليهم وأهملتنا
السياسية - Sunday 28 August 2022 الساعة 04:14 pmالشيخ محمد بن محمد الجند في ذمة الله.
كان بيته مزارا دائما لأبناء المنطقة، حتى خسر تجارته في غفلة من الزمن، فعاش على مجده القديم وحيدا، وصارع المرض في فراشه لسنوات حتى انتصر عليه الأخير.
كان تاجرا كبيرا بعد أحداث المناطق الوسطى (حرب الجبهة) مطلع الثمانينات من القرن الماضي، وحينها منح ضمانته التجارية مجانا لقرابة 2000 شاب من الشمال والجنوب، وعندما أوقف الأمن العمل بضمانته لكثرة من ضمنهم عند قطع جوازات سفر للعمل في السعودية، قال لضابط الأمن:
هل تريدونهم أن يبقوا عاطلين في الداخل ليضطروا للانخراط مجددا مع الجماعات المسلحة؟
اتركوهم يبحثوا عن أرزاقهم بعيدا، هذا أفضل لهم وللبلد، وهكذا كان.
مطلع التسعينات حصل على توجيه لتسوية وضعه (أسوة بأمثاله) باعتباره أحد مناضلي ثورة سبتمبر، فسأله موظف الإدارة المحلية: من هم أمثالك/أقرانك الذين قيل (أسوة بهم)، فرد عليه: الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والشيخ سنان أبو لحوم، وغيرهم.
ضحك الموظف ساخرا، فقال له الشيخ محمد:
يا ابني والذي نفسي بيده إني كنت أدخل من زغط وهم يخرجوا من الثاني، لكن الثورة بدت عليهم وأهملتنا، ورفض عرض الموظف برتبة عسكرية كما جرت العادة، وغادر إلى قريته بكل كبرياء.
في انتخابات البرلمان (1993) كان لا زال لديه بعض الطموح للمشاركة كمرشح مستقل، وكان يرى بعض المرشحين يمنحون الناخبين مالا، وهو ما لا يملكه، فصاغ شعاراً تلقائيا خاطب به الناخبين: (يا من غداك زوم، وعشاك زوم -مطيط - ما ينفعك تخزينة يوم).
في العام 1997 كنت طالبا في الجامعة، وأعمل في فندق الشيراتون مساء (tell marketer) وتفاجأت باسمه على قائمة كبار العملاء للفندق، وكنت لا أعرف كثيرا عن حياته، ولا يعرف الفندق أنه لم يعد من كبار العملاء، لأن الزمن قد تغير وهبت عواصفه عليه بقسوة، وهذا جعلني أسأل عن حياته أكثر، وكان مما عرفت هذه المواقف.
رغم صراعه الطويل مع المرض وتراكم السنين، لم يخرج يوما من منزله إلا بهذه الهيئة.
*نقلا عن صفحته في الفيسبوك