الإرهاب.. ثمرة لتحالف الإخوان والحوثي وخدمة عابرة للحدود لضرب "المدعوم إماراتياً"
السياسية - Tuesday 06 September 2022 الساعة 09:03 pm"الإرهاب لا يضرب مناطق سيطرة الحوثي، لا يضرب الإصلاح، هذا إرهاب موجه، هذا إرهاب مغطى سياسياً ومتفق عليه"، بهذه الكلمات يعيد الكاتب والصحفي خالد سلمان تسليط الضوء على جدلية انحصار استهداف التنظيمات الإرهابية لفصيل معين على الخارطة اليمنية منذ اندلاع الحرب عام 2015.
تعليق سلمان جاء على إثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف، فجر اليوم الأحد، نقطة تابعة لقوات الحزام الأمني في مديرية أحور بمحافظة أبين، وأسفر عن استشهاد 21 من عناصر الحزام ومصرع 7 من المهاجمين وأسر آخرين.
الهجوم جاء بعد أيام فقط من عودة انتشار قوات الحزام الأمني في المديرية ضمن عملية سهام الشرق التي تنفذها القوات الجنوبية لتطهير محافظة أبين من العناصر الإرهابية التي عاودت الانتشار فيها عقب سيطرة القوات الموالية لجماعة الإخوان على أجزاء من المحافظة في أغسطس من عام 2019م.
عودة قوات الحزام إلى أحور جاءت بعد نحو عام ونصف على مغادرتها للمديرية إثر هجوم عنيف شنه تنظيم القاعدة على نقطة أمنية تابعة لها في مارس من عام 2021م، وأسفر عن مقتل 8 من عناصر الحزام، لتسيطر على المدينة القوات الموالية لجماعة الإخوان.
هجوم أحور جاء بعد يوم واحد فقط من مقتل جنديين وإصابة ثلاثة بهجوم للقاعدة على آلية عسكرية لقوات دفاع شبوة في مرخة، ضمن سلسلة حوادث استهدفت هذه القوات منذ فشل التمرد الذي قادته تشكيلات عسكرية وأمنية موالية للإخوان في عتق الشهر الماضي، وانتهى بطردها من المحافظة بشكل كامل.
هذه الحوادث تضاف إلى قائمة طويلة من الهجمات التي تعرضت لها القوات المحسوبة على المجلس الانتقالي من قبل التنظيمات الإرهابية منذ 7 سنوات، في حين لم تسجل أي حادثة مماثلة بحق القوات الأمنية والعسكرية المحسوبة على جماعة الإخوان، رغم أن مناطق سيطرتها هي ذاتها مناطق تواجد هذه التنظيمات الإرهابية.
اللافت أن الهجوم الوحيد الذي استهدف فيه عناصر القاعدة لأول مرة قوات عسكرية محسوبة على الإخوان والمتمركزة في شقرة، كان في أحور أواخر يونيو الماضي وادى لمقتل 5 من عناصر ألوية الحماية الرئاسية، إلا أن تنظيم القاعدة سرعان ما أصدر بياناً تبرأ فيه من عناصره التي شنت الهجوم، وقال بأنهم "خالفوا الأوامر الواضحة بعدم القيام بأي عمل ضد حكومة شقرة بهذه المرحلة، وذلك من باب السياسة الشرعية".
الهجوم الدامي في أحور يأتي في ظل حملة تحريض مستمرة من قبل جماعة الإخوان ضد القوات الجنوبية عقب أحداث شبوة وأبين، لعل أبرزها التهديد الذي أطلقه القيادي في تنظيم القاعدة، عادل الحسني، توعد فيه القوات المشاركة في عملية "سهام الشرق" بالقول: "الأيام القادمة ستكون عليكم جهنم في أبين وشبوة".
تهديدات وتحريض الإخوان يتلاقى مع تهديد مماثل من قبل جماعة الحوثي ضد القوات الجنوبية تحت لافتات "حماية الوحدة ومواجهة مشروع الانفصال"، وسط تزايد الأصوات من داخل الجماعتين لإشهار التحالف تحت هذا الهدف المشترك، وهو ما يجعل من الهجمات الإرهابية التي تستهدف القوات الجنوبية حصراً إحدى الدلائل على أن هذا التحالف قائم بالفعل.
فامتناع التنظيمات الإرهابية عن استهداف القوات المحسوبة على الإخوان يقابله امتناعها عن مهاجمة مليشيات الحوثي، بعد اختفائها بشكل مريب من مناطق سيطرة المليشيات عقب سيطرتها على صنعاء وبعض المحافظات عام 2014م، حيث لم يُسجل أي هجوم لها في هذه المناطق منذ ذلك التاريخ.
وتأكدت هذه العلاقة المريبة بين الحوثي والتنظيمات الإرهابية عقب الكشف عن إفراج الحوثي عن المئات من قيادات وعناصر القاعدة من السجون خلال السنوات الماضية، مقابل الانتقال إلى المناطق المحررة والعمل فيها لاستهداف خصوم الحوثي ما يحقق لها هدفها بإغراق هذه المناطق في الفوضى مقابل صورة كاذبة عن الأمان في مناطقها، إلا أن الاستهداف ظل حصراً على خصوم الحوثي والإخوان فقط.
وفي هذا الجزئية يتساءل الناشط والصحفي أحمد الوافي، في منشور له، تعليقاً على هجوم أحور: "لماذا لا يوجد هجوم للقاعدة في صنعاء والا تعز والا مأرب؟!"، ويجيب الوافي بنفسه عن سؤاله بالقول: "لأن ريموت القاعدة بيد الإصلاح والحوثي وهم الذين يوجهون تحركات القاعدة".
حصر التنظيمات الإرهابية نشاطها باستهداف القوات الجنوبية يخفي من ورائه أهدافاً بخدمة أجندة إقليمية لدول ومشاريع تسعى لضرب دور التحالف العربي في اليمن، وتعمل على إغراقه في مشهد من الفوضى في المناطق المحررة.
فالاستهداف الذي تتعرض له القوات الجنوبية هو في حقيقة الأمر استهداف للقوات "المدعومة إماراتياً"، المتتبع لإصدارات القاعدة خلال السنوات الماضية يلاحظ تركيزها بالهجوم العنيف ضد الإمارات لدعمها القوات الجنوبية، في حين يغيب تماماً في خطابها الحديث عن إيران وذراعها في اليمن المتمثلة في الحوثي.