الفل والبخور والدروع.. طقوس "الخميس" العدنية تدهش "الحداثة"
السياسية - Thursday 08 September 2022 الساعة 08:05 pmللخميس في عدن طقوس خاصة، برائحة الفل والمشموم والكاذي، ومذاق الشاي الحليب "الملبن"، وغيرها لم تستطع حداثة الزمن ولا الحرب ولا صعوبة المعيشة أن تمحيها..
تفّرد يوم الخميس في المجتمع العدني، بطقوس عائلية حميمية، تبدأ منذ الظهيرة، بطباخة الغداء المميز، حيث تنتشر رائحة "المطفاية" "صانونة الصيد"، مع الرز الأبيض، والشتني العدني، حيث يتم إعداده بواسطة سحق الطماط والبسباس والثوم بالخلاط مع الجبن المالح، الذي تستطيع شمها وأنت تمر بين حواري وأزقة عدن.
وعصر الخميس تشتهر البيوت العدنية برائحة البخور والفل واللبان الذكر، رذاذ فواح يخطف أنفك، وكأن هذه الروائح الزكية منصوبة كتذكار عدني في الشوارع منذ الأزل..
تُهيء العائلة العدنية المدكى والشاي الملبن وجلسة "القات"، والشراب الغازي الأحمر، في جلسة أسرية مفعمة بكل أنواع الود والحب والالتزام..
فيما يذهب الأطفال لشراء الحلاوة الصوري والعدني والهريسة، والسمبوسة والباجية، والتمبل الذي يعتبر أيضا من طقوس العدانية التي قدمت مع هدايا الهنود الذين استوطنوا المدينة فأحبتهم وأحبوها.
المرأة، تجمل يوم الخميس بلبس الدرع العدني الويل أو السهرة، وتتجمل بالمشموم والفل والكاذي؛ وتضع المشموم والبعيتران والكاذي بين ثنايا شعرها بشكل جميل متناسق، وتضع عقد الفل على صدرها لتكتمل صورتها العدنية الرقيقة، وتكون قد سبقت كل تلك الطقوس بالبخور الخميسي المميز والعطر الرزين أو "المطبوخ".