الهدنة أفادت الحوثي ولم تحقق شيئاً لليمنيين.. لماذا الإصرار على تمديد الفشل؟
السياسية - Sunday 09 October 2022 الساعة 08:03 pmكثفت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من وتيرة التحركات، من أجل إثناء مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- عن موقفها الذي تسبب في إفشال إبرام اتفاق جديد للهدنة في البلاد.
ورفضت مليشيا الحوثي مقترح المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، هانس غروندبرغ، لتمديد وقف إطلاق النار، بينما هددت في غير مرة، باستئناف شن الهجمات الصاروخية ضد السعودية والإمارات.
واشترطت المليشيا دفع رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في شمال اليمن "دون تمييز"، ما يعني أن تقوم الحكومة اليمنية بدفع رواتب المقاتلين المنخرطين في صفوف الجماعة.
ورغم أن الهدنة الهشة، لم تحقق شيئاً لليمنيين، وبالرغم من الخروق العسكرية التي رافقتها منذ إعلان سريانها وحتى انتهائها في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ومع الإخفاق في تنفيذ بنود حاسمة من جانب الحوثيين، فإن المزاج الدولي ما يزال يدفع نحو تمديد وتوسيع الاتفاق.
ويقول مسؤولو الأمم المتحدة، إن الهدنة سمحت بخفض القتال واتّخاذ بعض التدابير لتخفيف صعوبات الظروف المعيشية لليمنيين، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
لكن المؤكد هو أن الهدنة أفادت جماعة الحوثي بينما لم تحقق شيئاً لليمنيين ولم تحدث أي تغيير في الواقع، خصوصاً مع رفض الحوثيين فتح الطرق الرئيسة لمدينة تعز المغلقة منذ نهاية 2015 على رغم أن الاتفاق لم يطلب منهم سوى وقف النار، وهو ما نفذ جزئياً؛ إذ توقفت بالفعل هجمات المسيرات الانتحارية والصواريخ الباليستية خارج الحدود، وفتح المعابر وهو ما لم يتم.
ويعزو المجتمع الدولي رغبته لاستمرار وضع الهدنة في اليمن إلى ما يقول إنه انخفاض في عدد الضحايا خلال الستة الأشهر الماضية (مدة الهدنة)، وهي مزاعم تنفيها الإحصائيات الرسمية للأمم المتحدة والحكومة اليمنية.
1300 قتيل وجريح خلال الهدنة
والسبت، انتقد وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، أحمد عرمان، المواقف الدولية والتعاطي الأممي مع جرائم مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن.
وقال عرمان، في كلمة خلال الدورة الـ51 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، المنعقدة في جنيف يوم (السبت)، إن «انتهاكات ميليشيات الحوثي خلفت طيلة 6 أشهر من الهدنة التي انهارت في 2 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكثر من 1300 ضحية، بينهم 300 قتيل من المدنيين والعسكريين، وأكثر من 1000 مصاب».
ودان تلك الانتهاكات، مستغرباً «هذا الصمت المشين، خصوصاً من قبل الجهات الدولية المعنية بمراقبة وتنفيذ الهدنة وبطريقة تدفع مليشيا الحوثي الإرهابية إلى مزيد من التعنت والعنف، برغم التقارير المثبتة عن انتهاكاتها».
وفي وقت سابق أعلن المرصد اليمني للألغام، سقوط 273 ضحية من المدنيين بألغام الحوثيين خلال فترة الهدنة، وذلك في أحدث إحصائية لضحايا الألغام الحوثية التي تستمر بحصد أرواح اليمنيين.
وأكد المرصد، في بلاغ صحفي، مقتل 81 شخصاً بينهم 43 طفلاً وخمس نساء، في انفجارات الألغام منذ بداية الهدنة في 2 أبريل وحتى الأول من أكتوبر، وتصدرت محافظة الحديدة (غربي اليمن) قائمة ترتيب المحافظات اليمنية من حيث أعداد الضحايا، وفقاً للبلاغ.
وخلال نفس الفترة سقط 192 جريحاً من المدنيين بألغام مليشيا الحوثي، بينهم 82 طفلاً و13 امرأة، معظم هؤلاء الجرحى أصيبوا بجروح بليغة، فيما بات كثير منهم مجبرين على التعايش مع إعاقات دائمة.