معارك عسكرية وسياسية.. تحالف الإرهاب وإيران يستهدف الجنوب
السياسية - Monday 10 October 2022 الساعة 09:23 pmمن جبهات القتال إلى ساحات الإعلام، يعيش المشهد الجنوبي حالياً معارك مفتوحة ضد أطراف وقوى مختلفة في الرؤى والتوجهات، لكنها تلتقي في مطامعها بالسيطرة على مناطق الجنوب المحرر وفرض مشروعها على أبنائه.
أحدث هذه الجبهات والمعارك، ما شهدته محافظة أبين خلال الساعات الماضية هجوم إرهابي استهدف القوات الجنوبية في مديرية مودية شرقي المحافظة، حيث انفجرت عبوتان ناسفتان زرعتهما عناصر من القاعدة أسفرتا عن مقتل ستة جنود وإصابة اثنين آخرين.
الهجوم جاء أشبه بالرد من قبل تنظيم القاعدة على بدء القوات الجنوبية المرحلة الرابعة من عملية "سهام الشرق"، وإعلانها، السبت، السيطرة على مركز مديرية المحفد المجاورة لمحافظة شبوة.
وتعد مديرية المحفد آخر مديريات أبين التي تسيطر عليها القوات الجنوبية التي تخوض معركة مفتوحة منذ أغسطس الماضي لتطهير محافظة أبين من عناصر التنظيمات الإرهابية التي عاودت انتشارها بمديريات المناطق الوسطى عقب سيطرة القوات الموالية لجماعة الإخوان عليها في أغسطس 2019م.
وفي حين تخوض القوات الجنوبية معركة مفتوحة مع الإرهاب في أبين، خاضت هذه القوات مواجهات عنيفة خلال اليومين الماضيين مع ذراع آخر للإرهاب في محافظة لحج.
حيث خاضت القوات الجنوبية معارك عنيفة ضد مليشيات الحوثي على طول جبهات الحد بيافع المجاورة لمحافظة البيضاء، كبدت فيه المليشيات خسائر فادحة، في حين سقط 7 قتلى و8 جرحى بصفوف القوات الجنوبية، وفق تصريح مسئول محلي.
وإلى جانب المعارك العسكرية على الأرض بين القوات الجنوبية وذراعي الإرهاب الحوثي والقاعدة، يخوض الجنوب معركته المفتوحة منذ سنوات ضد جماعة الإخوان المسلمين بأشكال وساحات متعددة، كان آخرها ما شهدته مناطق وادي حضرموت مؤخراً من دعوات للتحشيد تحت شعار المطالبة بدولة حضرموت.
دعوات تقف خلفها جماعة الإخوان عبر قياداتها وإعلامها وناشطيها على مواقع التواصل الاجتماعي، كرد انتقامي منها على تساقط نفوذها من مناطق الجنوب لصالح المجلس الانتقالي الجنوبي سياسياً وعسكرياً وكان آخرها ما حدث في شبوة.
ورغم فشل هذه الدعوات كحال فشل هجمات القاعدة والحوثي، إلا أنها تعكس حجم المعارك الانتقامية التي يواجهها الجنوب اليوم من قبل هذه الأطراف والقوى رداً على فشلها في فرض مشاريعهم التسلطية على الجنوب.
تكالب هذه القوى واتحادها نحو الجنوب لا يمثل تهديداً للجنوب فقط، بل يمثل تهديداً يستهدف رقعة جغرافية تمثل 90% من مساحة المناطق المحررة من قبضة مليشيا إيران في اليمن، ما يجعل منه تهديداً مباشراً لمستقبل المجلس الرئاسي ولمعركة التحالف ضد إيران في اليمن ويتطلب معه موقفاً واضحاً وحاسماً ضد مشاريع تسليم الجنوب للفوضى أو لإيران.