لماذا يطالب أبناء حضرموت بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى؟

الجنوب - Wednesday 12 October 2022 الساعة 08:52 pm
حضرموت، نيوزيمن، خاص:

تتصاعد المطالب الشعبية في محافظة حضرموت يوماً بعد آخر بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من المحافظة وإحلال قوات أمنية من أبناء المحافظة بدلاً عنها.

محافظة حضرموت ومدن الوادي بالتحديد شهدت تظاهرات شعبية غاضبة طوال هذا الأسبوع تطالب المجلس الرئاسي بسرعة إخراج القوات العسكرية من الوادي وإحلال قوات النخبة بدلاً عنها والبدء بتجنيد أبناء الوادي ليؤمنوا مناطقهم بعد فشل القوات في تأمين حياتهم وممتلكاتهم.

ودعا أبناء حضرموت لإحياء فعالية أسموها فعالية "الخلاص" في مدينة سيئون يوم الجمعة 14 أكتوبر 2022 والتي تأتي بمناسبة العيد 63 لثورة أكتوبر المجيدة، وتكمن أهميتها في كونها تأتي في سياق تصعيد شعبي تشهده مناطق الوادي يطالب بتسليم أبناء الوادي جميع الملفات الأمنية والعسكرية والإدارية في مناطقهم، وكذا استكمال تنفيذ اتفاق الرياض الذي نص على نقل كافة القوات العسكرية إلى الجبهات.

ويقول أبناء الوادي إن مطالبتهم بخروج قوات المنطقة الأولى يأتي بسبب أنها أصبحت عبئاً على المنطقة وحولتها إلى بؤرة للتنظيمات الإرهابية والمتقطعين ووطن بديل لكافة العناصر والشخصيات المطلوبة والمتمردة على قرارات مجلس القيادة.

وأشاروا أن العسكرية الأولى استقبلت كافة الهاربين من التنظيمات الإرهابية في أبين عقب حملة سهام الشرق، والشخصيات المتمردة على القرارات الشرعية في محافظة شبوة، وأصبحت المنطقة دولة لا تعترف بالشرعية الدستورية.

كما وأن أحد أهم مطالبهم هي الفشل الكبير للقوات الموالية للإخوان في تأمين المنطقة بحيث أصبحت الاغتيالات والتفجيرات والاختطافات بصورة يومية ودون أي تحرك لمنعها من قبل القوات بل يتهم أبناء الوادي القوات بتوفير الحماية لكافة منفذي العمليات الإرهابية والبلاطجة وقطاع الطرق.

ويرى أبناء الوادي أن النموذج الأمني في مناطق ساحل حضرموت يدعو للفخر بعد أن شهدت المناطق حالة من الأمان ربما هي الأفضل بين مناطق الجمهورية وحضورا لشكل الدولة والاستقرار والسكينة للمواطنين، وهو ما جعلهم يطالبون بنقل تجربة النحبة الناجحة إلى مناطقهم خصوصا وأن نجاح النخبة جاء بسبب الاعتماد على أبناء حضرموت وهو ما لم تفعله القوات الموالية للإخوان في الوادي.

إلى ذلك يتهم أبناء الوادي وحضرموت عموما قوات المنطقة العسكرية الأولى بتسهيل تهريب الأسلحة والمتفجرات والطائرات المسيرة والأموال لجماعة الحوثي التي تأتي عبر سلطنة عمان ويشرف عليها القيادي الإخواني المقرب من جماعة الحوثي في محافظة المهرة "علي الحريزي".

وأكد أبناء حضرموت أن رحيل القوات إلى جبهات مارب والجوف سيساهم في دعم القوات هناك في مواجهة المليشيات الحوثية، كما أنه سيجعل من أبناء حضرموت يتحصلون على الأمن والأمان اللذين فقدوهما منذ سنوات.

ولم تشارك القوات العسكرية في وادي حضرموت، وهي قوات كبيرة، في المعارك ضد المليشيا الحوثية ولا التنظيمات الإرهابية، ورغم سقوط الدولة بيد جماعة الحوثي قبل سنوات واستنفار الجميع لإنهاء الانقلاب إلا ان هذه القوات رفضت القتال والدفاع عن الدولة وظلت في مكانها ما جعل أبناء حضرموت والجنوب يتهمونها بالتعاون مع المليشيات الحوثية.

أثناء الحرب الحوثية على البلاد سقطت محافظة حضرموت (مناطق الساحل) بيد تنظيم القاعدة ولم تتدخل هذه القوات للدفاع عن المحافظة، بل إن أبناء المحافظة أكدوا أنها كانت تسهل الكثير لعناصر التنظيم ليتمددوا ويسيطروا على أهم المواقع في المحافظة.

وتحكم القوات الإخوانية سيطرتها على موارد النفط وشركة بترو مسيلة في محافظة حضرموت وتنهب الثروات وترفض الخروج من المحافظة خوفا من خسارة الأموال التي تجنيها من نهب النفط وتهريب الأسلحة والمتفجرات والحشيش والمخدرات.

المجلس الانتقالي أكد مرارا وتكرارا حرصه على أن يحكم أبناء حضرموت أرضهم لحمايتها وتأمينها.

وقال الناطق الرسمي للمجلي الانتقالي علي الكثيري، في حوار مع إدارة الاعلام لانتقالي مديريات وادي وصحراء حضرموت ”نحن حريصون على أن تكون القوات التي ستمسك زمام الأمور في الوادي والصحراء حضرمية خالصة، والأشقاء في دول التحالف العربي لديهم القدرة في دعم تجنيد المزيد من أبناء حضرموت، ليقوموا بحماية أمن المحافظة وملء فراغ خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى، وقوات النخبة الحضرمية موجودة وقادرة على الانتشار في كل مديريات الوادي والصحراء، بالإضافة إلى حاجتها الماسة للتعزيز“.

وعن موقف دول التحالف العربي، ومجلس القيادة الرئاسي، من تولي أبناء حضرموت إدارة شؤونهم العسكرية والأمنية في وادي وصحراء حضرموت، أكد  الكثيري أن ”الأشقاء في دول التحالف العربي، وبالذات في المملكة العربية السعودية، لا يمكن أن يكونوا ضد أن يكون لحضرموت وأبنائها حقهم في إدارة أمورهم، وهذا الأمر مؤكد بالنسبة لنا، وعملية تأمين الحدود لا يمكن أن تتم إلا بأبناء الوادي خاصة وأبناء حضرموت عموماً، فالمسألة ليست محل نقاش أو خلاف. الأشقاء في دول التحالف العربي يؤيدون تنفيذ بنود ومخرجات اتفاق الرياض، والتي تنص على أن قوات المنطقة العسكرية الأولى يجب أن تواجه الحوثي، ونحن اتفقنا في مشاورات الرياض على توحيد الجهود باتجاه العدو الحوثي الذي يستهدف الجميع، وكذلك يستهدف المنطقة بشكل عام، وعلى هذا الأساس نحن ملتزمون بهذا الجانب“.

وأضاف الكثيري ”من الأمور التي يجب أن تتم هو نقل كل القوات العسكرية إلى الجبهات للمواجهة مع الحوثي، وليس إبقاءها لإذلال أبناء حضرموت أو المهرة أو غيرهم، فأعتقد أن التحالف العربي لا يمكن أن يكون إلا مع توحيد الجهد باتجاه مواجهة العدو الحوثي الذي يهدد كل الأطراف، ويهدد حتى الإقليم ومصالح القوى الدولية في بلادنا، وخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت، ضمن الأولويات التي سيتم حسمها، ولا أعتقد أن هناك مجالاً للإبطاء في عملية تنفيذ هذه الأمور، لأنه أيضاً مجلس القيادة الرئاسي ملتزم بمشاورات واتفاق الرياض، وينبغي عليه أن يتحرك بسرعة لإنهاء حالة التوتر القائمة في الوادي الآن، والمسألة تعد مسألة وقت“.