ممارسات الحوثي الوحشية تجبر اللاجئين الإثيوبيين على رحلة العودة
تقارير - Saturday 15 October 2022 الساعة 08:15 am"أريد العودة إلى بلدي".. هكذا قالت "أبيبا" اللاجئة الإثيوبية ذات الـ27 عاما، بعد سنوات قضتها في صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي –الذراع الإيرانية في اليمن.
"أبيبا"، واحدة من مجموعة لاجئين اثيوبيين في اليمن، قرروا مغادرة صنعاء إلى بلدهم الأصل، ضمن مشروع العودة الذي تنفذه منظمة الهجرة الدولية، وذلك هربا من الانتهاكات والتضييق الذي تمارسه مليشيا الحوثي بحق اللاجئين الأفارقة.
>> في أول رحلة تنطلق من صنعاء.. 129 مهاجراً يعودون إلى ديارهم في إثيوبيا
قالت الشابة الإثيوبية لـ"نيوزيمن"، قبل عودتها، إن "رحلة هجرتها غير الشرعية إلى السواحل اليمنية كانت خطيرة وفقدت خلالها أختها".
فرحة أبيبا كانت أكبر من فرحة باقي اللاجئين الذين غادروا معها إلى إثيوبيا وعددهم 129 مهاجراً، كونها ستلتقي طفلها ذا الثماني سنوات والذي تركته هناك قبل رحلتها الخطيرة مع أختها إلى اليمن.
بدت "أبيبا"، أفضل حالا من صديقتها المغادرة إتينش، ذات الـ18 عاماً، والتي تعرضت للضرب من قبل المهربين من داخل جيبوتي قبل صعودها إلى قارب الموت للوصول إلى السواحل اليمنية.
>> ناشطة إثيوبية تكشف مقتل عشرات اللاجئين الأفارقة جندهم الحوثيون
هروب من الجحيم
تؤكد منظمة الهجرة الدولية أن الكثيرين من المهاجرين يتوقون للعودة إلى ديارهم في السنوات الأخيرة، ويلجأون في الغالب لنفس شبكات التهريب للعودة في رحلات محفوفة بالمخاطر على متن نفس القوارب التي وصلوا بها.
وأفادت تقارير مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، إن آلاف المهاجرين سافروا بالقوارب عائدين من اليمن إلى جيبوتي والصومال هذا العام، كما تمكن أكثر من 1,800 مهاجر تقطعت بهم السبل في عدن ومأرب من المغادرة على متن رحلات العودة الإنسانية الطوعية حتى الآن من هذا العام.
ولا يمكن فصل اختيار اللاجئين العودة عن الانتهاكات التي تعرضوا لها من جانب مليشيا الحوثي، ففي مارس 2021، ارتكبت المليشيا محرقة جماعية بحق أكثر من 500 لاجئ إفريقي في مركز احتجاز مصلحة الهجرة والجوازات بصنعاء، وهي جريمة أتت في سياق عام وممارسات ممنهجة ضد المهاجرين الأفارقة في اليمن.
وبعدها فضت المليشيا اعتصاما لأبناء الجالية الإثيوبية للمطالبة بلجنة تحقيق دولية في الجريمة، مخلفة قتيلين اثنين وعشرات المعتقلين، بينهم نساء.
>> تمهيداً لتجنيدهم.. مليشيا الحوثي تستدرج اللاجئين الأفارقة إلى فعالية طائفية
وقد كان اللافت في جريمة إحراق اللاجئين، ومحاولة إسكاتهم بالقوّة، هو تقاعس المنظمات الدولية عن القيام بواجبها تجاه هؤلاء اللاجئين أو حتى تسليط الضوء على تلك الجريمة الوحشية بما يكفل ملاحقة ومحاسبة المتسببين بها.
ولاحقا أقدمت مليشيا الحوثي على ترحيل مئات اللاجئين قسراً إلى مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، بعد أن تم إجبارهم على التوقيع بعدم العودة إلى صنعاء.
مضايقة وتهديد وابتزاز
وفرضت الميليشيا قيودا كثيرة على اللاجئين في صنعاء ومناطق سيطرتهم، ومنعت منح تراخيص لهم للعمل أو فتح مشاريع صغيرة لكسب لقمة العيش، وكل ذلك من أجل إجبارهم على الالتحاق بجبهاتها وهو ما رفضه الكثيرون ودفعهم إلى الجلوس في الشوارع والعراء واتخاذه مساكناً لهم ولعائلاتهم.
>> 2000 دولار أو التجنيد.. الحوثي يزج بمئات الأفارقة إلى محارقه
التضييق الحوثي على الاثيوبيين وصل إلى حد تقييد تحركاتهم وحتى استهداف الأماكن التي يرتادونها كما حدث في أبريل الماضي إغلاق أحد أشهر المطاعم الإثيوبية في صنعاء المعروف بمطعم "سميرة" تحت مبررات واهية.
المطعم أشبه بقنصلية شعبية للمهاجرين الاثيوبيين الذين يصلون إلى اليمن عبر البحر الأحمر، ليجد فيه التائهون منهم ملاذا آمناً بعدما تقطعت بالكثيرين منهم السبل عقب ما شاهدوه من هول رحلة الهجرة والوصول إلى مناطق الحوثي، كما أصبح ملتقى يتم من خلاله متابعة أحوال اللاجئين والمرضى والمعتقلين في سجون مليشيا الحوثي، ما أثار مخاوف الأخيرة من إيصال جرائهما بحق اللاجئين إلى العالم، لتقوم بإغلاقه.
مساومة مستمرة
ويتعرض اللاجئون الإفريقيون في صنعاء، للمضايقة والمعاملة السيئة والتهديد من قِبل الحوثيين، ناهيك عن التجنيد الإجباري للقتال في صفوف المليشيا.
>> المنظمة الأرومية لحقوق الإنسان: آلاف الاثيوبيين تدفعهم المليشيا قسراً للقتال معها
وتشير مصادر إلى أن مساومة الحوثيين لهؤلاء اللاجئين ما زالت مستمرة، حيث يتم مساومتهم بين الذهاب إلى جبهات القتال، أو دفع مبالغ مالية كبيرة.
ويستخدم الحوثيون المهاجرين كوسيلة من وسائل الابتزاز وجني الأموال، حيث يقومون بتجميع هؤلاء اللاجئين من مناطق مختلفة خاضعة لسيطرتهم إلى صنعاء، ومن ثم يخيرونهم بين الذهاب للقتال أو التواصل مع أهاليهم من أجل تحويل مبلغ يصل إلى 1500 ريال سعودي.