إثراء للعائلة وإفقار للشعب.. مناسبات الحوثي الاستثمارية
تقارير - Sunday 16 October 2022 الساعة 08:28 amيوظف الحوثيون مناسباتهم الدينية والسياسية، لغرض الاستعراض والإثراء المادي، وتحولت مناسباتهم إلى وسيلة لابتزاز وقهر وإذلال لليمنيين في مناطق سيطرتهم، فلا تتوقف المناسبات الحوثية، وما أن ينتهي الحوثيون من مناسبة حتى يبدؤون مناسبة أخرى، وما أن تنتهي حملة نهب وجباية لأموال المواطنين، حتى تبدأ حملة جديدة، وهكذا طوال العام.
مؤخرا اختتمت الجماعة الإرهابية، فعاليات احتفالاتها بالمولد النبوي الذي أحالته إلى أكبر "مورد" للجبايات، وذلك بعد أيام من انتهاء احتفالاتهم وعروضهم العسكرية بذكرى "نكبة 21 سبتمبر" المشؤومة.
وترصد المليشيا مليارات الريالات لتلك المناسبات، بينما تتفاقم الأوضاع المعيشية جراء مصادرة المليشيا للمرتبات منذ أواخر 2016، ورفضها صرف رواتب الموظفين الحكوميين بشقيهم المدني والعسكري في المناطق الخاضعة لسلطتها، إضافة إلى أنها عمدت إلى إقصاء وفصل الآلاف من وظائفهم واستبدلتهم بموالين لها.
ومنذ انقلابها على الدولة خريف 2014، دأبت ذراع إيران في اليمن، على الاحتفاء بعشرات المناسبات الطائفية والسياسية الخاصة بها على مدار العام، فمن "يوم عاشوراء" إلى "يوم القدس"، ومن "يوم الغدير" إلى "يوم الشهيد"، ومن "ذكرى الصرخة" إلى "ذكرى مصرع حسين الحوثي"، ومن "يوم الولاية" إلى "يوم الصمود"، إلى غيرها من المناسبات الطائفية.
وتأتي على رأس تلك المناسبات الحوثية الدينية والسياسية والاستعراضية، احتفالاتهم بذكرى "نكبة21 سبتمبر" وذكرى "المولد النبوي"، المناسبتين اللتين تعدان الأكبر من حيث الإعداد والتحشيد لهما، والأكبر من حيث حجم الجبايات والنهب لموارد الوزارات والمؤسسات الإيرادية، والشركات التجارية والتجار، وهي الجبايات التي تمتد إلى جيوب المواطنين أيضا، وتطال حتى الموظفين المقطوعة رواتبهم منذ سنوات، ولا يسلم منها طلاب المدارس الذين يذهب غالبيتهم لمدارسهم دون وجبة إفطار.
وتعد هاتان المناسبتان الأكثر قهرا وإذلالا لليمنيين في مناطق سيطرة الذراع الإيرانية، واللتان حولتهما المليشيا الحوثية، إلى مناسبتين سنويتين للنهب والسلب وفرض الإتاوات غير القانونية، لتجني من ورائها مليارات الريالات لدعم حروبها لقتل اليمنيين، ومضاعفة أرصدة وثروات العائلة الحوثية وقادة مليشياتها.
وبدأت المليشيا الطائفية بتقسيم إيرادات المولد النبوي التي قدرتها مصادر مالية هذا العام بـ50 مليار ريال تم نهبها وجبايتها من المواطنين والتجار والشركات التجارية والمؤسسات الحكومية الإيرادية، ووزعت على أفراد الأسرة الحوثية، والقيادات الموالية لها.
ويرى المتابعون بأنه لا عجب في أن يحصل أصغر فرد في الأسرة الانقلابية "سوسن محمد علي الحوثي" على 150 مليون ريال "نصيبها من إيرادات مناسبة مولد جدها النبي" وفقا لتوجيهات زعيم المليشيا الإرهابية عبدالملك الحوثي، وللمرء أن يتخيل كم نصيب الكبار في الأسرة الحوثية من تلك الإيرادات، وكم نصيب قادة مليشياتهم، وذلك في الوقت الذي ترفض المليشيا الإرهابية صرف المرتبات، وتمعن في إذلال الموظفين الخاضعين لسلطتها.
ونهب الحوثيون مليارات الريالات وملايين الدولارات، من موارد الدولة ومن أموال التجار والمواطنين، ففي سبتمبر الفائت جمعت المليشيا من أجل عروضها العسكرية التي نفذتها في ذكرى انقلابها على الدولة، من إيرادات الهيئات والمؤسسات الحكومية فقط، بحسب مصادر مالية، ما يزيد عن 38 مليار ريال، تم نهبها من البنك المركزي فرع الحديدة من عائدات الميناء، ومن موارد وزارة المالية الضريبية والجمركية، ومن شركة يمن موبايل، ومن عائدات الزكاة والأوقاف والبريد.
ذلك بالإضافة إلى 5 ملايين و200 ألف دولار، نهبتها المليشيا الإرهابية لأجل عروضها العسكرية في الحديدة وصنعاء، من مؤسسة موانئ البحر الأحمر، والهيئة العامة للطيران، هذا خلاف ما تم نهبه وجبايته من الشركات الخاصة ومن التجار وأصحاب المحال التجارية.
وتستغل الذراع الإيرانية في اليمن، العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية لتمويل فعالياتها السياسية والطائفية أبرزها: ميناء الحديدة، شركة النفط، شركة كمران، شركة الغاز، إضافة إلى شركات الاتصالات وغيرها من المؤسسات.
ومنذ انقلابها على الدولة، حوّلت مليشيا الحوثي مناسباتها الطائفية والسياسية في مناطق سيطرتها، إلى كابوس يؤرق حياة المواطنين الذين يعيش معظمهم أوضاعا معيشية واقتصادية بائسة ومتردية، نتيجة استغلال المليشيا، وفرض إتاوات غير قانونية، يجبرون على دفعها بالقوة، انعكست سلبا على حياتهم وفاقمت من معاناتهم اليومية.