إخوان "العكيمي".. هوس بالمناصب والجبايات على ركام الهزيمة
تقارير - Sunday 16 October 2022 الساعة 09:26 pmلا يزال صراخ جماعة الإخوان على إقالة محافظ الجوف أمين العكيمي مستمراً منذ نحو أسبوع على صدور القرار من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في حين أصدر فرعها بالمحافظة بياناً أعلن فيه رفض القرار وملوحاً بمواجهته.
وبعيداً عن الاتهامات الموجهة للرجل بمسئوليته عن سقوط المحافظة بيد مليشيا الحوثي في مارس 2020م، يثير صراخ الجماعة، الذي وصل حد إعلان التمرد، السخرية من تمسكها بمنصب محافظ لمحافظة باتت في قبضة الحوثي.
فعملياً باتت سلطة المحافظة سلطة "نازحة" داخل مدينة مأرب، بعد أن سيطرت مليشيا الحوثي على مديريات المحافظة الـ12، باستثناء مساحة الصحراء المقفرة خالية من تجمع سكاني في مديرية واحدة هي خب والشعف، وهي ما يمكن اعتبارها الأراضي المحررة تحت سلطة الشرعية.
مساحة من صحراء بلا سكان ولا موارد ولا قوة حقيقية على الأرض تثير السخرية والاستغراب من صراخ الإخوان لإقالة رجل من منصب محافظ بات "نازحا" في محافظة مجاورة بلا سلطة إلا على الجبايات والأموال التي يتحصل عليها من ختم المحافظة وختم قيادة المحور، ما يفضح السبب الحقيقي لصراخ الإخوان.
فسلطة العكيمي لم يعد لها وجود إلا في نقاط الجباية التي أقامها الرجل على الطرق الرابطة بين الجوف ومأرب، وفي كشوف الراتب للمحور الذي تساقطت كل معسكراته بيد الحوثي ولم يعد له وجود إلا في هذه الكشوف.
صراخ يعيد التذكير بحالة الإخفاق التي منيت بها المعركة ضد مليشيا الحوثي منذ بداية الحرب على يد الشرعية في جبهات الشمال بسبب سيطرة جماعة الإخوان على القرار فيها، وجعلت منها معركة حول المناصب والجبايات لا أكثر.
حيث ترى الجماعة بأن المحافظات بالنسبة لها ليست أكثر من كشف وختم يدر عليهم الأموال، حتى وإن سقطت في قبضة جماعة الحوثي كما هو الحال مع الجوف أو كانت ترزح تحت قبضته كحال باقي محافظات الشمال.
فبدلاً من أن تسعى لتحرير محافظات الشمال، سارعت الجماعة إلى فرض عناصرها وتعيينهم في مناصب محافظين ووكلاء لهذه المحافظات رغم أنها تحت قبضة الحوثي بالكامل، كما هو الحال مع محافظة المحويت التي عينت الجماعة فيها أحد قياداتها وهو صالح سميع محافظاً "افتراضياً" لها منذ العام الأول للحرب.
هوس إخواني حول المناصب والأموال جسد صورة العبث والفساد التي ضربت المعركة ضد الحوثي شمالاً وأفقدتها كل الدعم المقدم من الأشقاء في سنوات الحرب الأولى عبر الشرعية، وحرمت اليمنيين من فرصة سانحة توفرت فيها كل الظروف والإمكانات للقضاء على الحوثي واستعادة صنعاء في أشهر وبأقل الخسائر.