زيد يكشف دور العزي في اغتيال شرف الدين.. ملف التصفيات يفجّر «البيت الحوثي»
تقارير - Monday 17 October 2022 الساعة 08:28 amتصاعدت حدة التراشق المتبادل بين قيادات الصف الأول لمليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- في منصات التواصل الاجتماعي، على خلفية التصفيات الجسدية الداخلية التي طالت عدداً من رؤوس الجماعة.
في هذا السياق كشف الدكتور عباس زيد شقيق وزير الشباب والرياضة السابق في حكومة الحوثيين، حسن زيد الذي صفته الجماعة في صنعاء، عن دور خطير للقيادي الحوثي حسين العزي (نائب وزير الخارجية في حكومة المليشيا حاليا) في اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين.
>> التصفيات البينيّة تفكّك التركيبة الداخلية للحوثيين
والدكتور أحمد شرف الدين قيادي حوثي وكان أحد ممثلي الجماعة في مؤتمر الحوار الوطني سابقا، قبل أن تصفيه في 21 يناير 2014م بصنعاء.
وألمح عباس زيد، في تعليق بـ"تويتر"، ردا على حسين العزي إلى أن الأخير كان على علم بمخطط قيادة الجماعة لتصفية "شرف الدين"، مشيرا إلى أن الأول الذي كان يعمل ضمن أفراد حراسة الثاني اعتذر عن المهمة قبل 9 ساعات من اغتياله.
>> بعد أن عصفت الخلافات بأركانها.. التصفيات تنذر بتآكل المليشيا الكهنوتية
وقد كانت تصفية شرف الدين حلقة ضمن مسلسل تصفيات داخل جماعة الحوثيين، طالت قيادات بارزة من بينها الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، والدكتور عبدالكريم جدبان والصحفي والقيادي في المليشيات عبدالكريم الخيواني، والقيادي حسن زيد والمرجعية الزيدية زيد المحطوري.
وأفصحت أسر أربعة ضحايا عن وقوف الحوثيين وراء اغتيالهم، وعن وجود تلاعب بملفات القضية، وإجراء محاكمات بدون علم أولياء الدم، فيما آثرت أسرة "المحطوري" الصمت حتى الآن، بعد أن أغلقت مليشيا الحوثي ملف التفجير الذي طال مسجده، باتهام تنظيم داعش.
>> الحوثي كداعش تحتكم داخلياً للدم.. سيرة التصفيات الداخلية لجماعة الموت
وسبق أن وجهت عائلات الدكتور أحمد شرف الدين والدكتور محمد المتوكل وحسن زيد وعبدالكريم الخيواني اتهامات لمليشيات الحوثي بمحاولة إخفاء معالم جريمة اغتيالهم والتستر على مرتكبيها الحقيقيين وإجراء محاكمات شكلية هدفها تحميل أشخاص لا علاقة لهم بهذه الجرائم مسؤولية عمليات الاغتيالات التي تكتسب أبعادا سياسية لها صلة بصراعات قيادات المليشيات على النفوذ وتحديد مستقبل الحركة ورسم سياساتها في إدارة السلطة والدولة.
وقد كشفت أسرة "زيد" عن تفاصيل أكثر أهمية بشأن عملية تصفية والدهم، تفيد بأن منفذي الجريمة ما زالوا أحياء وليس كما زعمت مليشيا الحوثي بأن المجرمين قتلوا خلال عملية ملاحقة نفذتها أجهزتها الأمنية.
ورغم أن التصفيات البينية التي طالت بعض قيادات المليشيا، بدأت منذ انقلاب الحوثيين على مؤسسات الدولة في سبتمبر 2014، لكنها تحولت لاحقا إلى ظاهرة متزايدة حيث حصدت عدداً من القيادات الحوثية.
وخارج دائرة المعارك المحتدمة بين طرفي الحرب وخطوط التماس تبرز حاجة أخرى للقتل وبطريقة مختلفة أكثر هدوءا لدى مليشيا الحوثي لإشباع رغبة جامحة لتصفية الحسابات والتخلص من المشكوك فيهم أو المغضوب عليهم من داخل الجماعة نفسها.
وعادة وبعد كل عملية اغتيال يتم تنفيذها يلجأ الحوثيون إلى تقييد التهمة ضد مجهول أو إقحام مصطلحات فضفاضة في القضية، حيث يبادرون بتوجيه تهمة القتل إلى من تسميهم بـ"الدواعش" أو "دول العدوان" بالوقوف وراء عمليات التصفيات والاغتيالات المتكررة التي تحدث بحق شخصيات بارزة سواء من الموالين أو المنتمين للمليشيا.
وما يزيد الأمر ريبة هو الطريقة التي تتعامل بها مليشيا الحوثي مع حوادث الاغتيالات والتي تتسم دائما بالضبابية والغموض، الأمر الذي يعزز الشكوك ويؤكد فرضية وقوف المليشيا خلف العديد من عمليات الاغتيالات والتصفيات التي تحدث بين الفينة والأخرى.