إرهاب الحوثي يهوي باليمنيين في طرق "الموت" البديلة
تقارير - Monday 17 October 2022 الساعة 10:47 amتتواصل معاناة اليمنيين في التنقل بين المحافظات الجنوبية والشمالية عبر طرق وعرة ومحفوفة بالمخاطر والحوادث المميتة جراء إصرار مليشيات الحوثي الإرهابية على رفض فتح الطرق الرئيسية منذ ما يزيد عن 6 سنوات.
أحدث صور هذه المعاناة جسدها الحادث المروع الذي شهده ليلة أمس، طريق نقيل "ظمران" بمديرية القبيطة التابعة إدارياً لمحافظة لحج، بسقوط إحدى الحافلات التابعة لشركة نقل محلية، وعلى متنها حوالي 42 راكباً.
وبحسب المصادر الإعلامية فقد أسفر الحادث عن وفاة ثلاثة أشخاص بينهم امرأة، وإصابة العشرات من ركاب الحافلة بعضهم إصاباتهم خطرة نقلوا إلى مستشفى "الراهدة" وعيادات أخرى في المنطقة.
وتناقل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للحادثة والتي تظهر الحافلة بعد أن هوت إلى أسفل الطريق وتبدو حقائب المسافرين وأمتعتهم وهي متناثرة جوار الحافلة، في مشهد مؤلم يجسد حجم ما يعاينه اليمنيون بسبب إجرام مليشيات الحوثي.
الحادثة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة جراء وعورة الطريق الضيق وغير المعبد ما يجعله غير صالح لمرور الحافلات والسيارات الكبيرة التي تضطر للمرور عبره نحو عدن ومحافظات الجنوب جراء إغلاق مليشيات الحوثي للطرق الرئيسية بين الجنوب والشمال.
فالطريق اصبح طريقاً بديلاً للطرق الرئيسية التي تربط بين صنعاء وعدن منذ سنوات، وهي طريق الشريجة – كرش والذي يعد الطريق الرئيسي الرابط بين عدن ولحج وتعز ومنه نحو صنعاء والذي أغلقته المليشيات عقب طردها من الجنوب عام 2016م، وترفض إلى اليوم إعادة فتحه.
وعقب إغلاق هذا الطريق لجأ المسافرون إلى طريق آخر وهو طريق الضالع – قعطبة – دمت، ولكن المليشيات سارعت إلى إغلاقه، ليتحول السفر عبر طريق آخر هو الضالع – الفاخر – إب، والذي أغلقته المليشيات عام 2018م ولا تزال ترفض إعادة فتحه رغم الوساطات المحلية.
إغلاق هذه الطرق جعل من الطرق البديلة بين صنعاء وعدن، الطريق الوعر الذي يمر عبر جبال القبيطة، وآخر لا يقل عنه وعورة ويمر عبر جبال يافع إلى البيضاء والذي تلجأ إليه شاحنات نقل البضائع رغم طول المسافة للوصول إلى صنعاء عبر هذا الطريق والتي تتجاوز 1200كم أكثر من ضعف المسافة عبر الطرق الرئيسية.
طرق وعرة جعلت من السفر بين المحافظات الجنوبية والشمالية (صنعاء – عدن) تستغرق يوماً كاملاً بدلاً من مدة السفر عبر الطرق الرئيسية التي تتراوح 5- 7 ساعات فقط، فضلاً عن مضاعفة تكاليف السفر، مع ما يتعرضون له من مخاطر.
معاناة وألم يتجرعه اليمنيون على يد ذراع إيران، التي جعلت من حقهم في التنقل عبر طرقاتهم إلى ورقة يتم التفاوض عليها والمساومة عليها وإدراجها كبند من بنود الهدنة الأممية، ورغم ذلك لا تزال ترفض إلى اليوم تنفيذ هذا البند.
وجع اليمنيين على طرقات الموت البديلة، يبقى جريمة إنسانية تفضح كل مزايدات وأكاذيب عصابة الحوثي برفع ورقة "المطالب الإنسانية" لتبرير عرقلتها لجهود تمديد الهدنة الأممية.