دعوات الثورة ضد الحوثي.. بين شكوك المؤامرة وتحديات الواقع
تقارير - Monday 17 October 2022 الساعة 08:45 pmخلال الساعات الماضية من ليلة أمس الأحد، كانت مواقع التواصل الاجتماعي تشهد حالة جدل عنيف بين المستخدمين حول الدعوة التي وجهها شخص مغمور للمواطنين في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي بالثورة ضدها.
الدعوة التي أطلقها عصام الآنسي وحدد لها يوم الاثنين 17 أكتوبر موعداً للتحرك أو الثورة كما أسماها، قابلها انقسام حاد بين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومتحمس لها، وآخر مشكك وحذر منها.
المؤيدون للدعوة اعتبروها فرصة مناسبة لإسقاط ذراع إيران من الداخل خاصة وأن الظروف مهيأة لذلك جراء تصاعد الغضب الشعبي ضد مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، رافق ذلك ضخ مكثف خلال الليلة الماضية لأنباء تزعم عن مواجهات واشتباكات وخروج الوضع عن السيطرة بالعاصمة صنعاء.
حلول ساعات الصباح لليوم الذي حدده الآنسي والتأكد من عدم وجود أي تحرك على الواقع، عزز الأصوات المشككة في دعوتها والمحذرة من أنها خطة مدبرة من جماعة الحوثي لكشف المعارضين والمحرضين ضد سلطتها خوفاً من انتقال مشهد الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها إيران إلى مناطق سيطرتها، في ظل تشابه الواقع ومظاهر الاحتقان والغضب الشعبي.
وبين وجهتي النظر المؤيدة والمشككة، يبرز إجماعها على توافر الظروف المتهيئة لأي تحرك شعبي ضد جماعة الحوثي في ظل الواقع المزري الذي تعيشه مناطق سيطرتها على مختلف الأصعدة وباتت مهددة بشبح المجاعة وفق تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة، كما أن تزايد حوادث الانتحار خلال الأشهر الماضية في هذه المناطق يعد أحد المؤشرات الخطيرة على هذا الوضع.
وبعيداً عن هذا الإجماع، فإن السؤال الذي يطرح نفسه يدور حول مدى نجاح أي تحرك شعبي ضد سلطة جماعة دينية تحكم بعيداً عن أدوات الدولة ومؤسساتها، ويخضع قرارها لأوامر رجل مختبئ عن الأنظار في مكان مجهول، وما تقدمه من شخصيات ومسميات في صنعاء عبارة عن ديكور لا أكثر.
واقع يشبه إلى حد بعيد الوضع في إيران التي تشهد احتجاجات متقطعة خلال السنوات العشر الأخيرة، إلا أن تركيبه النظام هناك وصبغته الدينية مثلت وتمثل أكبر تحدٍ لنجاح هذه الاحتجاجات، فكل مؤسسة رسمية توازيها مؤسسة دينية تمثل السلطة الحقيقية، فالمرشد أو الولي الفقيه هو الحاكم الحقيقي وليس الرئيس المنتخب شكلياً من الإيرانيين، والحرس الثوري و"الباسيج" هم الجيش والأمن الحقيقي.
يضاف إلى هذا التحدي، معضلة غياب وتشتت النخب في الشمال في الداخل والخارج وعجزها حتى اليوم عن بناء مشروع جامع لمواجهة مليشيات الحوثي وقيادة معركة تحرير الشمال كما حدث في الجنوب خلال العام الأول من الحرب.
وهو ما يعني غياب وجود حامل سياسي يسند أي تحرك شعبي سلمي أو مسلح قد يتفجر ضد مليشيا الحوثي وفي أي لحظة ولن تمنعه أي تحديات أو محاذير بقدر تأثيرها فقط على حسم المواجهة بسرعة وبأقل التكاليف.