تنمية المحرر.. جبهة حاسمة تضيع في صخب المعارك العبثية
تقارير - Saturday 22 October 2022 الساعة 09:27 amقبل ساعات من عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى العاصمة عدن صباح الثلاثاء، كانت كهرباء المدينة تعلن خروج عدد من محطات التوليد عن الخدمة جراء نفاد وقود الديزل، في مشهد يعكس محصلة 6 أشهر من تشكيل المجلس.
انتكاسة كهرباء المدينة رغم انتهاء فصل الصيف ودخول فصل الشتاء الذي يشهد تحسناً في الخدمة كما هو معتاد خلال السنوات الأخيرة، يعد خيبة للآمال الكبيرة التي علقت على تشكيل المجلس الرئاسي بتحسين الوضع في المناطق المحررة.
آمال كبيرة عقلت على المجلس جراء مناخ السلام الذي خيم على المشهد في اليمن مع إعلان اتفاق الهدنة ووقف الحرب ضد مليشيات الحوثي، وتأكيد المجلس في كل تصريحات رئيسه وأعضائه بأنه "مجلس سلام"، ما يعني توفر الفرصة والظروف لتسخير الجهود والإمكانيات نحو معركة التنمية والاقتصاد في المناطق المحررة.
وتعمقت هذه الآمال مع استقرار المجلس وقيادات الدولة والحكومة في العاصمة عدن، وتكرار تأكيدها على أن عدن ستحظى بأولوية في معركة التنمية وتحسين الوضع الاقتصادي والخدمي بالمناطق المحررة، وأن مرحلة جديدة قد بدأت على خلاف العبث والفساد والمعارك العبثية التي اتسمت بها مرحلة هادي السابقة.
خطابات وشعارات سرعان مع بدأ بريقها في الخفوت مع مؤشرات بصعوبة طي مرحلة هادي وتصحيح أخطائها الكارثية، وبدأت تبرز أصوات القوى التي استأثرت بالقرار في مرحلة هادي وعلى رأسها جماعة الإخوان ضد كل قرار تغيير أو تصحيح.
تطور الأمر من الاعتراض إلى مؤشرات لتحرك على الأرض لتفجير معركة بالمناطق المحررة تعيد أجواء الحرب وتوقف مسار معالجة إرث المرحلة السابقة، ووصل الأمر مطلع أغسطس الماضي، ذروته بتفجير الوضع في شبوة بتمرد تشكيلات أمنية وعسكرية موالية للإخوان على السلطة المحلية.
ومع تفجير الوضع على الأرض، فجر الإخوان الوضع داخل المجلس الرئاسي عبر ممثلهم عبدالله العليمي، لينفرط عقد المجلس في عدن بمغادرة رئيسه وأعضائه على فترات نحو الرياض، وتنقطع اجتماعات المجلس والحكومة لأكثر من 70 يوماً وينقطع معها الحديث عن جهود تحسين الوضع بالمحافظات المحررة.
وعلى الرغم من أن هذا الوضع يعد أفضل نسبياً مقارنة بالوضع في مناطق سيطرة جماعة الحوثي من حيث الخدمات ومستوى المعيشة، إلا أنه يمثل أهم ورقة دعائية بيد الجماعة لترسيخ سطوتها وأن البديل لن يكون أفضل منها.
تعزز الجماعة من تأثير ذلك بالتركيز على جانب الخلافات والصراعات بالمناطق المحررة بين القوى المناوئة لها، وتقديمه كميزة تحسب لها بالظهور كقوة موحدة رغم الصراعات الخفية بين أجنحتها، والتي يفشل خصوم الجماعة في استثمارها.
تستخدم الجماعة الفشل المتواصل في إدارة المناطق المحررة لمواجهة أي محاولات للتحرك الشعبي والاحتجاج ضد جرائمها في مناطق سيطرتها، لإدراكها بأن القضاء على هذا الفشل يفتح الطريق للقضاء عليها.