بين مطرقة الحوثي وسندان الفساد.. ابتزاز الإخوان يمنع إنقاذ مأرب
تقارير - Saturday 22 October 2022 الساعة 08:35 pmفي تعليق له على فشل مفاوضات تمديد الهدنة بسبب الخلاف على مسألة دفع الرواتب في مناطق سيطرة الحوثي، أثار القيادي بالمجلس الانتقالي سالم ثابت العولقي قضية رفض السلطات في مأرب توريد عائدات المحافظة من الغاز والنفط المكرر إلى البنك المركزي في عدن.
هذا الرفض يعتبره العولقي "انفصالا تكرسه سلطات مأرب.. بالإضافة إلى الانفصال القائم في الشمال عبر الحوثي"، معرجاً على المزايدات التي ترفعها جماعة الإخوان والقوى الحليفة لها والمسيطرة على السلطة في مأرب باسم الوحدة، حيث يرى بأنه "شعار للمزايدة والنهب والاستحواذ".
حديث العولقي اعتبر انعكاساً للصراع الدائر داخل مجلس القيادة الرئاسي حول الوضع في مأرب والرفض الشديد الذي تبديه جماعة الإخوان وحلفاؤها ضد تعيين محافظ جديد لمأرب بدلاً عن عضو مجلس الرئاسة سلطان العرادة الذي يرفض أن يسري عليه ما سرى مع عضو المجلس فرج البحسني الذي أقيل من منصب محافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الثانية.
إصرار الرجل ومن خلفه الإخوان على رفض تغيير محافظ مأرب يضمن لها استمرار عدم توريد إيرادات المحافظة إلى البنك المركزي في عدن، وهي المهمة الرئيسة للجنة الموارد التي شكلها مجلس القيادة برئاسة عضو المجلس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي، وهو ما يفسر تصريحات العولقي السابقة.
الرفض الشديد لمسألة توريد عائدات مأرب يراه أمين عام مجلس شباب سبأ خالد بقلان في منشور له إلى وجود ما أسماها بـ"سلطة أمر واقع في مأرب تستمد شرعيتها من الفساد وعائدات النفط والغاز"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسيطرة على إدارة المحافظة.
ويشير بقلان إلى ما تمتلكه هذه السلطة من "إعلام ممول يصور الأمور بشكل معكوس ولا يمكن أن أحدا ينتقد إلا وأصبح في السجن"، مؤكداً على وجود اعتقالات وسجن خارج القانون في المحافظة، حسب قوله.
الرفض الشديد لمسألة تغيير العرادة يقابل بسخرية من نشطاء وأبناء المحافظة على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين ذكروا الرجل بتوليه المنصب وجميع مديرياتها الـ14 محررة من مليشيات الحوثي، واليوم باتت 12 منها بقبضة المليشيات وتهدد المديريتين المتبقتين (المدينة ومأرب الصحراء).
يؤكد أبناء المحافظة بأن خطر الحوثي الذي يهدد ما تبقى من مساحة مأرب، يعد ثمرة للفساد والعبث الذي مارسته مافيا الحرب ممثلة بجماعة الإخوان وجنرالها علي محسن الأحمر جراء سيطرتها على القرار داخل الشرعية بشكل عام وفي مأرب بشكل خاص وأشد.
فساد وعبث دفعت مأرب ثمناً باهظاً بتضحيات خيرة شبابها ورجالها تركوا لمواجهة غير متكافئة مع مليشيات الحوثي، بعد أن تم اقصائهم من القرار في محافظتهم لصالح كوادر الإخوان والموالين لهم وغالبيتهم من خارج المحافظة.
وتتعمق معاناة أبناء المحافظة حالياً مع التمترس الذي تبديه مافيا الفساد والعبث الإخواني بالتمسك بنفوذها داخل مأرب جراء خسارتها المتواصلة لنفوذها في الجنوب وبات آخر تواجد لها هناك مهدداً بالضغط الشعبي في وادي حضرموت.