تخادم الإخوان والحوثي يحول "الجوف" إلى منصة إطلاق لـ"مُسيرات" إيران
تقارير - Sunday 23 October 2022 الساعة 08:24 amكشف الهجوم الذي استهدفت ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت، الجمعة، تحول محافظة الجوف، شمالي اليمن، إلى منصة رئيسة تعتمد عليها ذراع إيران في تنفيذ هجماتها باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
واستهدفت طائرتان مسيرتان الميناء عقب بدء عملية تفريغ شحنة من النفط الخام إلى ناقلة نفط يونانية، في هجوم تبنته جماعة الحوثي وقالت بأنه تنفيذ لتهديداتها بمنع عملية تصدير النفط من المحافظات المحررة كورقة ابتزاز لتنفيذ مطالبها بتقاسم عائدات النفط.
محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي أكد في تصريحات له عقب الحادثة أن المسيرات التي استهدفت الميناء النفطي أطلقتها مليشيات الحوثي من منطقة تقع بين محافظتي مأرب والجوف، في أحدث هجوم تنفذه المليشيات من هذه المنطقة.
حيث نفذت الجماعة عدة هجمات بصواريخ وطيران مُسير انطلاقاً من محافظة الجوف، كان آخرها محاولة استهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي بصاروخين بالستيين أواخر يناير الماضي، أعقبه إعلان وزارة الدفاع الإماراتية بأن طائرة F16 تابعة لها دمرت منصة إطلاق صواريخ في محافظة الجوف اليمنية.
وجاء الهجوم الحوثي على الإمارات كردة فعل يائسة على الهزيمة المذلة التي تلقتها مليشياته بطردها من مديريات بيحان في شبوة ومديرية حريب في مأرب على يد قوات العمالقة الجنوبية والمدعومة من الإمارات، بعد 3 أشهر من سقوط هذه المناطق بدون مقاومة تذكر بيد مليشيات الحوثي إثر انسحاب القوات الموالية لجماعة الإخوان.
وهو ذات المشهد الذي حدث في محافظة الجوف في مارس عام 2020م بسقوط عاصمة المحافظة ومديرياتها المحررة بيد مليشيات الحوثي عقب بانسحاب القوات التابعة للشرعية منها بدون مقاومة، رغم ما يمثله الأمر من خسارة عسكرية فادحة لمحافظة تعد رقعة استراتيجية في جغرافيا الصراع في اليمن.
فالمحافظة التي تعد من أكبر محافظات اليمن مساحة تتوسط 5 محافظات هامة بدءًا من محافظتي حضرموت ومأرب النفطيتين ومررواً بصنعاء وعمران وانتهاءً بصعدة، بالإضافة إلى شريط طويل من الحدود مع السعودية، وهو ما يفسر تحولها اليوم إلى منصة مثالية لاستهداف حقول النفط وموانئ التصدير وأيضاً كأقرب نقطة لاستهداف دول التحالف.
مكسب لم يكن أن تحصل عليه جماعة الحوثي لولا ثمار التخادم مع جماعة الإخوان والذي تجلت أهم صوره في تسليم الأخيرة محافظة الجوف للأولى، بعد أن تلقت قوات الشرعية هناك أوامر بالانسحاب عبر "اللاسلكي" باعتراف القيادي الإخواني البارز وقائد مقاومة الجوف سابقاً الحسن علي أبكر، الذي حمل المسئولية للمحافظ المعزول مؤخراً، أمين العكيمي، والذي ظهر في صورة تجمعه مع قيادات حوثية من أبناء المحافظة قبل مشهد السقوط بأيام.
وما يعزز من صحة ذلك، هو مشهد الاستعراض المسلح الذي تنفذه حالياً جماعة الإخوان في الجوف قرب الحدود السعودية بمئات المسلحين وعشرات الأطقم رفضاً لقرار إقالة العكيمي، والذي يفضح تواطؤها في تسليم المحافظة للحوثي وتحويلها اليوم إلى منصة لأسلحة النظام الإيراني ضد اليمنيين وجيرانهم.