أكاديمية عسكرية أمريكية: إيرانيون يديرون مجلس "الجهاد الحوثي"
الحوثي تحت المجهر - Thursday 27 October 2022 الساعة 07:38 pmسلط مركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية "West Point" العسكرية الأمريكية، الضوء على سلطة القيادة العليا لمليشيا الحوثي –الذراع الإيرانية في اليمن- وكذا على دور إيران فيما يسمى "مجلس الجهاد" الذي يرأسه زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي.
جاء ذلك في دراسة حديثة حملت عنوان:(مجلس الجهاد الحوثي: "القيادة والسيطرة في حزب الله الآخر") أعدها ثلاثة باحثين متخصصين في الشأن اليمني هم: الدكتور مايكل نايتس، وعدنان الجبرني، وكيسي كومبس.
واستعرضت الدراسة نشأة وتطور الجناح السياسي والعسكري لمليشيا الحوثي، والارتباط العضوي بين الحوثيين وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
وقالت إن "مجلس الجهاد الحوثي" (استنسخ عن حزب الله ويعتبر أعلى سلطة في الهيكل القيادي لمليشيا الحوثي ويقوده عبدالملك الحوثي) يبرز كشريك بارز لإيران، وأن العلاقة بين الطرفين، ليست علاقة ضرورة، بل تحالف قوي وعميق الجذور يرتكز على تقارب أيديولوجي قوي وتحالف جيوسياسي.
وأكدت أن لمجلس "الجهاد الحوثي" تشابه لا لبس فيه مع مجلس الجهاد التابع لحزب الله اللبناني، بما في ذلك مركزية وظائف الاستخبارات ومكافحة التجسس.
وأشارت إلى أن زعيم المليشيا الحوثية (عبدالملك الحوثي) يرأس "مجلس الجهاد". وبحسب تقييم مؤلفي هذه الدراسة، هناك الكثير من الأدلة على أن عبد الملك نادرا -إن وجد- يلتقي جسديا بكل أعضاء مجلس الجهاد بسبب الاحتياطات الأمنية الصارمة التي يتخذها، ولا يلتقي بأي قادة حوثيين آخرين، باستثناء أحمد حامد وأحسن الحمران.
وذكرت أن لمجلس "الجهاد الحوثي" أمانة صغيرة، هي مكتب الجهاد، ويقودها أحد الموالين لعبد الملك المعروف باسم (الأمين العام أو المقرر) أبو محمد، بالإضافة إلى ممثلين إيرانيين ولبنانيين.
وطبقا للدارسة فإن الأعضاء الكاملين المتبقين في مجلس الجهاد يشملون مراقبا من المجلس العام (الذي يمثل أيضا المجلس التنفيذي)، مسؤول العمليات، ومسؤول المناطق العسكرية، ومسؤول تحضيرات الجهاد، ومسؤول القوات الخاصة، والمسؤول الأمني، ويساعد مسؤولو العمليات والمناطق العسكرية في مهام التنسيق العملياتي عبر المناطق العسكرية الجغرافية المختلفة، ويركز مسؤول إعداد الجهاد على قضايا التجنيد والتلقين وتكوين القوة.
ونوهت أن تصفية الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، على أيدي الحوثيين في ديسمبر 2017م مكنت الحركة من السيطرة العسكرية الكاملة وغير المقيدة على حكومة صنعاء لأول مرة، فيما مارس "مجلس الجهاد الحوثي" المؤلف من حوالي تسعة أعضاء، سلطته دون إزعاج.
وقالت الدراسة إن عبدالملك الحوثي ودائرته المقربة من أتباعه ليسوا الآن سوى وسطاء ضعفاء، يعززهم أكثر من عقد من النصائح والإجراءات الأمنية الداخلية التي قدمتها إيران وحزب الله اللبناني، لكنها قالت إن قادة الحوثيين يمكن أن يحكموا من خلال "السيطرة الاستبدادية"، وقمع المعارضة وتطبيق منطق القهر والهيمنة تجاه القبائل الشمالية.
ونبه مركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الأمريكية إلى أن مليشيا الحوثي باتت تمثل تهديدا لاستقرار الممرات الملاحية في البحر الأحمر وباب المندب ولأمن الولايات المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط، معيدة ذلك إلى التوجيه الوثيق والمباشر الذي تتلقاه من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.