هتافات وطنية تطمس الصرخة الإيرانية.. احتفالات ثورية تدفع الحوثي للجنون في إب
السياسية - Saturday 29 October 2022 الساعة 05:55 pmتثبت ميليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن، كل يوم حقدها الكبير الذي تكتنزه ضد الثورات اليمنية التي ضحى من أجلها الشعب اليمني شمالاً وجنوباً لأجل تحقيقها ونيل حريته واستقلاله والتخلص من الظلم والاضطهاد والاستبداد.
ما شهدته بعض المدارس الحكومية في محافظة إب، وسط اليمن، أثار جنون الميليشيات وقياداتهم ودفعهم للاستنفار وعقد الاجتماعات لأجل تدارس الرد وإيقاف الزخم الثوري الوطني التي صدحت به محافظة إب بأعياد ثورات اليمن 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر.
فعاليتان وطنيتان شهدهما مجمع السعيد ومجمع حميد دارس، بثتا روح الوطنية في حين أعادت الشعارات الوطنية التي جرى ترديدها من قبل طالبات في المجمعين نفس الحياة للوطن المختطف من قبل أتباع الصرخة الإيرانية.
القيادات الحوثية التي تحكم محافظة إب بالحديد والنار منذ 8 سنوات، استوعبت حقيقة تلك الفعاليات التي عبرت عن الرفض الشعبي لمشروع الإمامة والتخلف والجهل الذي يحاولون فرضه بقوة سلاحهم الموضوع على رقاب الشعب اليمني.
رد عنيف اتخذته القيادات الحوثية بحق شخصيات تربوية بارزة، تهمتها تنظيم احتفالات طلابية بفرحة أعياد الثورة اليمنية، إجراءات متعددة بين إيقاف عن العمل والإحالة للتحقيق وصولاً إلى التهديد بالاختطاف والاعتقال لكل من يناصر ويؤيد إقامة هذه الاحتفالات الوطنية.
كسر شوكة الحوثي
مجمع السعيد التعليمي في إب الذي تقوده الأستاذ فائزة البعداني، أول المنشآت التعليمية التي كسرت حاجز الخوف والترهيب الحوثي، وأقامت احتفالية طلابية بمناسبة إحياء ذكرى 26 سبتمبر التي طردت الإمامة والتخلف والجهل من شمال اليمن وثورة 14 أكتوبر التي حررت الجنوب من حكم الاستعمار البريطاني.
ما شهده مجمع السعيد كان بمثابة شرارة قوية لمنشآت التعليمية أخرى بينها مجمع حميد دارس التعليمي في مديرية الظهار والذي تقوده الأستاذة القديرة فاطمة حاتم والتي أقامت هي الأخرى احتفالية رمزية لطالبات المجمع.
أعلام وطنية وشعارات ثورية، صدحت في سماء محافظة إب، بعيدة عن شعارات الطائفية والصرخة الإرهابية التي ترددها الميليشيات الحوثية وتحاول إجبار الطلاب وأبناء الوطن على رفعها وترديدها داخل المدارس والشوارع والمرافق الحكومية وحتى داخل المساجد ودور العبادة.
ما شهده المجمعان التعليميان كان بمثابة صفعة قوية للميليشيات الحوثية التي تحاول طمس الهوية اليمنية وإنهاء أي تواجد لثورات البلد الخالدة، خوفا من أن تولد تلك الثورات شرارات الانتفاضة ضد سلطتها الإجرامية التي لا تختلف عن سلطات الاحتلال البغيض.
إجراءات تعسفية
الاحتفالات الوطنية في المدارس لم يمر مرور الكرام من قبل الميليشيات الحوثية التي سارعت إلى اتخاذ إجراءات عقابية صارمة بحق الإدارات المدرسية التي أقامت تلك الاحتفالات، وتوجيه لها اتهامات كيدية وتحت غطاء عدم التنسيق مع إدارات التربية والتعليم في المحافظة لأجل إقامة هكذا فعاليات.
وباشرت الميليشيات بإصدار توجيهات بإيقاف الاستاذة فائزة البعداني، مديرة مجمع السعيد التعليمي في مدينة إب، عن العمل وإحالتها للتحقيق بتهم مخالفتها للتوجيهات والتعليمات بعد إقامة الاحتفالات بمناسبة ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
المكانة الكبيرة التي تحظى بها الاستاذة فائز البعداني، على مستوى القطاع التربوي في محافظة إب، دفع بالكثير من النشطاء والمواطنين إلى استهجان هذا القرار وإطلاق حملات مناصرة لمواجهة هذه الانتهاكات والتصعيد، الذي دفع بالحوثيين إلى التراجع عن القرار والتغاضي عن ما قامت به المديرة خشية اندلاع احتجاجات طلابية على مستوى مدارس إب.
كما أن الإجراءات التعسفية طالت أيضا مديرة مجمع حميد دارس التعليمي في مديرية الظهار الأستاذة القديرة فاطمة حاتم التي إحيلت للتحقيق وإيقافها عن العمل بسبب إقامتها حفلا رمزيا أقامه طلاب المجمع بمناسبة الاحتفال بالثورات اليمنية الوطنية.
استنفار حوثي
الإجراءات التعسفية التي قامت بها السلطة المحلية المختطفة من قبل الحوثيين بقيادة عبدالواحد صلاح، وإدارة مكتب التربية والتعليم في إب بحق قيادات تربوية، جابهها نشطاء حقوقيون وإعلاميون من داخل المحافظة بحملات مضادة أغضبت الميليشيات الحوثية ودفعتهم إلى محاولة إخماد تلك الحملات عبر حملات تحريضية ضد أبرز النشطاء وحملات اختطافات واعتقالات تعسفية بحق عدد منهم.
وقال مصدر حقوقي في إب لنيوزيمن، إن الميليشيات الحوثية المسيطرة على السلطة المحلية وإدارة التربية والتعليم لم تكن تتوقع أن يتم شن حملات مضادة لقراراتهم التعسفية التي طالت قيادات تربوية تهمتها أنها أحيت احتفالا وطنيا داخل المدارس الحكومية.
وأضاف المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته خشية اختطافه من قبل الحوثيين: رغم تراجع الميليشيات عن قرارات التوقيف بحق الأستاذة فائزة البعداني مديرة مجمع السعيد التعليمي، وإصدار بيانات النفي، إلا أن الاحتفال الذي أقيم في المدرسة شهد تفاعلاً كبيرا وتأييدا من قبل النشطاء والإعلاميين وهو ما أثار غضب الحوثيين ودفعهم إلى إصدار بيانات وصفت المؤيدين للاحتفالات ومنتقدي الإجراءات بأنهم خونة ومنافقون وعملاء للعدوان وغيرها من الأوصاف التي تطلقها الميليشيات ضد المناهضين لهم ولسياستهم الإجرامية.
ماجد ياسين.. الضحية الأولى
المسئول الإعلامي في نادي اتحاد إب، رئيس مجلس إدارة مؤسسة عطاء في المحافظة الصحفي الرياضي ماجد ياسين، كان أول الضحايا الحوثية، حيث تعرض لحملات استهداف عنيفة من قبل قيادات حوثية في المحافظة ومكتب وزارة التربية والتعليم، قبل أن يتم اختطافه إلى جانب أربعة من النشطاء الحقوقيين على خلفية آرائهم المناهضة للانتهاكات الحوثية وآخرها الإجراءات التعسفية التي طالت قيادات تربوية أقامت احتفالات وطنية داخل المدارس.
وكتب ماجد ياسين قبل ساعات من اختطافه منشورا على صفحته في الفيسبوك أوضح فيه أنه تعرض إلى عملية تشهير وتحريض كبيرة، وذكر اسمه في بيان صادر عن مكتب حكومي -في إشارة لمكتب وزارة التربية والتعليم في إب- ووصفه بأنه المرتزق والخائن على خلفية انتقاد أخطاء حصلت في القطاع التعليمي في المحافظة، مضيفا: إن البيان الحكومي الصادر ضدي اتهمني أيضا بالسعي وراء إفشال التعليم وتأجيج الفتن والبحث عن الشهرة.
وعقب نشره هذه الكلمات تفاجأ ماجد ياسين بعناصر حوثية بملابس مدنية تختطفه وتقتاده إلى أحد السجون التابعة لها.
حملة تضييق وملاحقة واختطافات
وشهدت مدينة إب، مركز المحافظة، عملية ملاحقة وتعقب لنشطاء حقوقيين ومدنيين على خلفية منشورات لهم في مواقع التواصل الاجتماعي أعلنوا تأييدهم لإقامة الاحتفالات الوطنية داخل المدارس بذكرى ثورات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، ووجهوا انتقادات حادة للميليشيات وسياستها القمعية وكذا تردي الأوضاع الأمنية وانتشار الجريمة.
وسجلت المدينة خلال الأيام الماضية اختطاف نحو 5 نشطاء حقوقيين ومدنيين بينهم الصحفي ماجد ياسين، والناشط حمدي عبدالرزاق ومراد البناء والناشط خالد الأنس، حيث تم ملاحقة النشطاء في أحياء مدينة إب ومراقبة منازلهم واختطافهم عبر سيارات مدنية ونقلهم إلى سجن المخابرات "الأمن السياسي" الكائن بجوار مستشفى الأمومة والطفولة بمديرية المشنة بمدينة إب.
وتمارس مليشيا الحوثي إرهاب ممنهج لقمع النشطاء والحقوقيين داخل المحافظة، بهدف إسكاتهم عن فضح وتعرية جرائمهم وانتهاكاتهم البشعة داخل إب.