إضراب سائقي النقل الثقيل في أبين.. عصا كسرت عصر الجبايات

إقتصاد - Sunday 30 October 2022 الساعة 08:02 am
أبين، نيوزيمن، خاص:

عاد المواطن "ياسر بو مهدي"، إلى منزله بعد نحو 25 يوما من الغياب بسبب مشاركته في الإضراب الذي ينفذه سائقو شاحنات النقل الثقيل على طول الخط الرابط بين محافظة أبين والعاصمة عدن، للمطالبة برفع الجبايات غير القانونية التي تفرضها بعض النقاط بمبالغ مالية ضخمة.

"ياسر" يعمل في إحدى شركات النقل، كسائق شاحنات تنقل البضائع بين العاصمة عدن ومحافظات: شبوة، حضرموت والمهرة، كان ضمن المشاركين في الإضراب المفتوح الذي أقامه سائقو شاحنات النقل الثقيل من أجل الضغط على السلطات المحلية والحكومية التدخل وإيقاف عمليات دفع المبالغ المالية لنقاط التحصيل التي قاربت على المليون ريال يمني لكل شاحنة.

ويقول ياسر لنيوزيمن: أنا في مهنتي كسائق شاحنات ثقيلة منذ نحو 15 عاما، ولم أعتقد بيوم من الأيام أنني سوف أدفع مبالغ خيالية من أجل المرور بين محافظتين فقط، قبل الحرب كنت أدفع فقط نحو 2000 إلى 3000 ريال رسوم تحصيل من محافظة عدن إلى محافظة حضرموت، ولكن خلال السنوات الأخيرة  أصبحت أدفع نحو 850 ألف إلى مليون ريال يمني.

وأضاف: "دفع تلك المبالغ الكبيرة يختلف من شاحنة إلى أخرى وبحسب الحجم وأيضا بحسب ما تحمله من بضائع، وهو ما يثقل كاهل السائقين وشركات النقل وعلى التجار وأصحاب البضائع الذين يعوضون الخسارة بفرضها على المواطنين".

وبعد نحو شهر تم رفع الإضراب المفتوح، وبدأت الشاحنات المتوقفة على الخطوط الرئيسية من شقرة إلى مدخل عدن بالتحرك والعودة إلى نشاطها في نقل البضائع.

سلسلة من اللقاءات عقدها ممثلو السائقين مع السلطات المحلية والحكومية والمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين، والتي أفضت إلى رفع إضرابهم بعد تلبية مطالبتهم برفع نقاط التحصيل غير القانونية والاكتفاء بالنقاط الرسمية.

الاتفاق نص على رفع كافة النقاط الممتدة على طول الطريق الدولي ابتداء من مديرية المحفد وصولا إلى منطقة دوفس غرب مدينة زنجبار، والإبقاء على مواقع محددة في كلٍ من شقرة ودوفس تتولى مهمة جمع الإيرادات التي تم تحديدها كمبالغ رمزية يتم دفعها كضرائب حكومية. كما نص الاتفاق على السماح بمرور الشاحنات المتوقفة خلال الإضراب دون دفع أي مبالغ لنقاط الجباية.

وبحسب المصادر، فإن تعليق الإضراب أتى بعد اتفاق بين مندوبي سائقي الشاحنات والقاطرات ونائب مدير أمن أبين العقيد بسام كردة، والذي بموجبه تم تخفيض نسبة الرسوم إلى 200 ألف ريال موزعة على 100 ألف لنقطة حسان شرق مدينة زنجبار، و100 ألف موزعة على نقطة وادي سلا وشقرة بواقع 50 ألف لكل نقطة.

رفع نقاط التحصيل أسهم في إنهاء أهم إشكالية كان عدد من التجار الجشعين يتحججون بها لفرض زيادات سعرية على المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، المواطنون وبعد قرار رفع النقاط في أبين يأملون أن يوازي هذه الإجراءات انخفاض حقيقي في الأسعار وردع جشع التجار الذين يستغلون دائماً رفع الأسعار بحجة المبالغ الخيالية التي تستقطعها نقاط التحصيل على طول الخط الدولي في أبين.

نجاح إضراب سائقي شاحنات النقل الثقيل في أبين وتلبية مطالبهم في رفع نقاط التحصيل، وجه رسالة قوية إلى سائقي شاحنات النقل في محافظة تعز الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح والذين يتعرضون لجبايات مماثلة على طول الخط الرابط بين عدن، لحج، تعز.