بدأها باختطاف نجل التاجر الحضرمي “الماهر”.. “داعش” واستراتيجية جمع الاموال
السياسية - Monday 31 October 2022 الساعة 07:00 amبعدَ إعلانِ المملكةِ العربيةِ السعوديّةِ القبض على زعيمِ تنظيم داعش في اليمن أبي أسامة المُهاجر، شهر يونيو من عام 2019م مع المسؤول المالي للتنظيم في اليمن، ضُربت داعش ضربةً قويّةً، ويكون بذلك قد تم القبض على الشخصيةِ الأكثرِ عُنفًا ودَمويّة المُهاجر، وهكذا المسؤول المالي الأول لداعش في ولايات اليمن.
ومِن هُنَا تأتي الأزمةُ الماليّةُ الخانقةُ التي أُصيب بها تنظيم داعش باليمن، مع ما يمر بهِ التنظيم بشكلٍ عام في العراق والشام من أزمات وضربات، ويشتدُّ الخِناقُ يومًا بعدَ يوم على التنظيم في اليمن خصوصًا، ويجعلُ منه مُعاقَ الحركةِ، ويُعيقُ عليهِ استئنافَ العملياتِ الإرهابيّةِ، وفي هذا الصدد يبحث تنظيم داعش عن مصادر جديدة للتمويل.
وقد طرحت العديد من الخطط إلاّ أنّ والي اليمنِ الحاليَّ ذهب يُنفِّذُ استراتيجيةً كَتبَ عنها سابِقًا ونظَّرَ لها، وأمرَ بها -مكتبُ الاقتصادِ- في إدارةِ الولاياتِ البعيدةِ، وكانت قد سربت هكذا وثائق في وقتٍ سابق، وخلاصة ما جاء في الوثيقة المعنيّة، التي تهدف لاستخراج وجمع الأموال، الآتي:
أولًا: كانت الوثيقة موجهة إلى والي ولايات اليمن، بتاريخ 30 - 5 - 1439هـ.
ثانيًا: كانت الوثيقة ردًا على سؤال ورد من والي ولايات اليمن، بخصوص كيفية استخراج وجمع الأموال.
ثالثًا: كان خلاصة الإجابة:
أن يُرصدَ التُّجارُ وأصحاب الأموالِ، ثم يبدأَ التنظيمُ بالحديث معهم عن تقديمِ مساعدات، بحسب حاجة التنظيم، في حالةِ رَفْضِ التاجرِ يَتِمُ ردعُهُ بالطريقةِ المُنَاسِبةِ، وقد يكون ذلك بالخطفِ أو اتلافِ بعض من المُمتلكات، وإذا لَزِمَ الأمرُ قتْلَهُ، وإن استعان بالجهات الأمنية فلا بُد من قتلِه، حتى يكونَ هُناكَ هيبةٌ للتنظيم وعبرةٌ للآخرين؛ كما جاء في الوثائق المُسرَّبة.
ولأَوَّلِ مرةٍ تنظيمُ الدّولةِ في اليمن يبدأ بتنفيذِ هكذا استراتيجيّةٍ لاستخراج وجمع الأموال، ففي مساءِ السبتِ بتاريخ 18 يونيو/حزيران 2022م، وفي مُديريةِ تريمٍ بوادي حضرموت، تختطف عصابةٌ مسلحةٌ نجلَ التاجرِ الحضرمي عبدالله الجُنيد المشهورِ بـ"الماهر"، وقد أفادت مصادرُ خاصةٌ أنّ نجل التاجر الحضرمي -محمّد- قد اختطف من تنظيم داعش، وهو في محافظةِ المهرة في أحد مآوي التنظيم، كما أكَّدَ غيرُ مصدرٍ أنّ التنظيم قد أرسلَ لوالدِ المُختطف يُطالبه بمبالغ خياليةٍ مقابلَ إطلاقِ سراحِ ولدِه -محمّد-، وقد تواصلت بـوالد المُختَطفِ التاجر ورجل الأعمالِ عبدِالله الجُنيد، فكان شديد التَحفُظ ولم يبد أيّ تصريحٍ، ويبدو أنّ الضغوطاتِ والتهديداتِ كبيرة جدًا، واكتفى بقولهِ: "أنا مفوض أمري لله، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم".
كما أكد مصدرٌ خاص أنّ المختطف -محمداً- في صحةٍ جيدةٍ، إلا أنّ التنظيمَ يُبدي اهتماماً بالغًا في زرعِ الأفكارِ المُتَطرفةِ والعقائدِ الإرهابيّةِ، وذلك بتكثيفِ الدروسِ الشرعيّةِ التي يُقيمُها التنظيمُ للمُخْتَطَفِ، كما أكد المصدرُ أنّ الولد سيخرجُ مُتأثرًا بكثيرٍ من هذه الأفكار المتطرفة، وأضاف قائلًا: التنظيم يشيع بين الجنود أنّ الهدف من اختطاف نجل التاجر، لأجل الضغط على الجهات الأمنية لإخراج قيادات التنظيم المسجونة.
كما تؤكدُ عدد من المصادر أنّ تنظيمُ داعش باليمن في مرحلةِ رصدٍ للتُجارِ ورجالِ الأعمالِ، وأصحابِ الأموال، وقد تحصلُ اختطافاتٌ واعتداءاتٌ في الأيّامِ القادمةِ لعددٍ من التُجَّارِ ورجالِ الأعمالِ؛ فإن الأزمةَ الماليةَ الخانقةَ التي يمرُّ بها التنظيمُ تَجعلُه يَتَوَحَشُ أكثرَ وأكثرَ.
وما يمكن قوله إنّ تنظيم داعش في اليمن خصوصًا مُجرد عصابات أشبه بـعصابات المافيا، وقد فتح التنظيم بابًا خطيرًا، سيساعد على انحسار شعبية داعش التي قاب قوسين أو أدنى على أنّ تنتهي، مقارنة بتنظيم القاعدة الذي يملك شعبية قبلية خصوصًا في مأرب والبيضاء، فهل سينجح تنظيم داعش الإرهابي في هكذا استراتيجية لاستخراج وجمع الأموال؟! وهل سيتخطى الأزمة الماليّة الخانقة بهكذا استراتيجية إجراميّة؟! أم أن هذه الاستراتيجية ستضعفهُ في الأيام القادمة وستجعله يغرق؟!