تزايد جرائم القتل بمناطق الحوثي.. شمال ملغم بثقافة الموت
الحوثي تحت المجهر - Thursday 03 November 2022 الساعة 01:59 pmشهدت صنعاء، الشهر الفائت، جريمتي قتل أثارتا الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارتا معهما الحديث حول ظاهرة تفشي جرائم القتل في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي خلال السنوات الأخيرة.
الجريمة الأولى كان ضحيتها الدبلوماسي والشخصية اليمنية البارزة اللواء/ درهم عبده نعمان الذي قتل داخل منزله بمنطقة حدة، ووفق حديث لنجل الضحية فإن الجاني معروف وهو أحد أصدقاء والده وكان يتعهده بالرعاية، موضحا بأنه قام بإطلاق النار من مسدس على والده بصورة مفاجئة دون معرفة الدوافع.
وظهر اليوم التالي من مقتل درهم شهد أحد شوارع المدينة جريمة راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 20 عاماً ويدعى أيمن العلفي، اعترض على قيام مسلح يقود سيارته بعكس الطريق، ليسارع المسلح ويطلق النار عليه ويرديه قتيلاً ويصيب شخصين إلى جواره تم نقلهما إلى العناية المركزة.
الجريمة وثقها مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة أظهر المسلح وهو يقوم بإطلاق النار على الشاب أيمن في وضح النهار وأمام تجمع من الناس ويغادر المكان، وتم تداول الفيديو على نطاق واسع من قبل اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم اختلاف ظروف وملابسات الحادثتين والقبض على الجناة، إلا أن وقوعهما في وقت قصير في مدينة صنعاء يعد مؤشراً واضحاً على تزايد مستوى الجريمة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي وعلى رأسها جرائم القتل، وباعتراف الجماعة ذاتها.
ففي مايو الماضي وفي مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة للحوثي كشف فيه عن وقوع 74 ألف جريمة جنائية خلال العام الهجري المنصرم، وزعم بأن الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة تمكنت من ضبط قرابة 66 ألف جريمة منها.
المركز الأمني التابع لوزارة الداخلية بسلطة الحوثي قدم أرقاما لإحصائيات مفزعة عن عدد الجرائم التي تم ضبطها في مناطق سيطرة المليشيات خلال شهر سبتمبر الماضي، بأكثر من 3 آلاف جريمة جنائية، من بينها أكثر من 300 جريمة قتل عمد وغير عمد وشروع في القتل، بواقع 10 جرائم يومياً.
الإحصائيات التي أشارت إلى وقوع 51 جريمة قتل عمد و15 جريمة قتل غير عمد و246 جريمة شروع في القتل، لم تشمل محافظات صنعاء والأمانة والحديدة وتتحدث عن الجرائم التي تم ضبطها فقط من قبل الأجهزة التابعة لسلطة الحوثي ما يعني أنها لا تشمل الجرائم التي ترتكبها قيادات الجماعة وتقوم بالتستر عليها، وهو ما يعني أن الأرقام على الواقع أكبر بكثير.
اللافت في ظاهرة تزايد جرائم القتل في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي هي جرائم القتل على مستوى الأسرة وغالبية مرتكبيها هم من عناصر المليشيات، كان آخرها وأبشعها إقدام أحد عناصر المليشيا مطلع الشهر الحالي على إضرام النار في جسد زوجته وأمها، في حي مذبح بصنعاء، وذلك عقب عودته من دورة طائفية.
وسبق هذه الحادثة بساعات، إقدام مسلح حوثي على قتل 4 مواطنين بينهم شيخ قبلي وإصابة 3 آخرين، من أسرة واحدة بإحدى قرى مديرية الحدأ محافظة ذمار، وسط اليمن.
وبعيداً عن الخوض في أسباب ودوافع هذه الجرائم وما إذا كان مرتكبوها من عناصر الحوثي أم لا، إلا أن الحقيقة الواضحة تشير إلى أن تزايد أعدادها في مناطق سيطرة جماعة الحوثي يدل على تحولها إلى بيئة خصبة للعنف والقتل جراء خطاب الكراهية والقتل الذي تبثه الجماعة خلال السنوات الماضية.