دبلوماسية "الرئاسي" تفشل بانتزاع إدانة عربية لإرهاب الحوثي
السياسية - Saturday 05 November 2022 الساعة 08:59 amعكست مخرجات القمة العربية التي اختتمت أعمالها الأربعاء، بالعاصمة الجزائرية، فشلاً ذريعاً للجانب الدبلوماسي لمجلس القيادة الرئاسي في مواجهة جماعة الحوثي الإرهابية.
فشل تجسد في عدم القدرة على تضمين بيان القمة العربية لإدانة واضحة لجماعة الحوثي وهجماتها الإرهابية وبخاصة هجومها على موانئ تصدير النفط بالمحافظات المحررة الشهر الماضي، رغم مطالبة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في كلمته التي ألقاها بالقمة.
كما تجسد الفشل أيضاً في غياب ذلك في كلمات قادة وممثلي الدول العربية التي ألقيت في أعمال القمة، باستثناء كلمة الشيخ مشعل الجابر الصباح، نائب الأمير وولي عهد دولة الكويت الذي أدان فيها هجوم الضبة من قبل جماعة الحوثي ووصفه بالإرهابي.
ورغم هذا الفشل إلا أن خارجية الحكومة اليمنية وإعلامها الرسمي لجأوا إلى تزوير خبر يزعم إدانة القمة العربية لجماعة الحوثي وهجماتها وكذا عرقلتها لتمديد اتفاق التهدئة في اليمن.
حيث نشر وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك على حسابه الرسمي على "تويتر" ملخصا صادرا عن الوزارة حول أهم القرارات للقمة العربية، يزعم فيه "إدانة مليشيات الحوثي الإرهابية برفضها لتمديد الهدنة ولهجماتها الأخيرة على المنشآت النفطية".
وكان لافتاً إبراز كلمة "الإرهابية" باللون الأحمر، في محاولة للإيحاء بأنه تأييد عربي لقرار مجلس القيادة الرئاسي بتصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية.
مزاعم ابن مبارك ووزارته نسفها البيان الختامي للقمة الذي لم يذكر مطلقاً اسم جماعة الحوثي فضلاً عن إدانتها، واكتفى بالحديث بفقرة واحدة عن الملف اليمني بتكرار الدعم للحكومة الشرعية والدعوة للتوصل إلى حل سياسي وتجديد الهدنة.
ابن مبارك جدد التأكيد على هذه المزاعم في حوار له مع قناة "الشرق" على هامش القمة العربية، حيث قال بأن "القمة وفي قرارها المُتبنى في الشأن اليمني، تحدثت عن إدانة واضحة لميلشيا الحوثي الإرهابية"، إلا أنه عاد لمناقضة مزاعمه في رده على سؤال عن آمال الحكومة من القمة العربية، وإمكانية تصنيف الحوثيين كـ"منظمة إرهابية".
حيث تهرب من الإجابة على السؤال بالقول بأن "الإشكال في الحوثي وإيران"، مضيفا: وبالتالي لا نتوقع معالجة هذه الأزمة هنا في القمة العربية التي نتوقع منها "تأييداً للمقاربات والمواقف التي تتخذها الحكومة اليمينة، ومباركةً للخطوات المتخذة داخلياً"، في إشارة لقرار مجلس القيادة بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.
تناقض وتخبط يؤكد الضعف الذي يعانيه الجانب الدبلوماسي للحكومة الشرعية، كثمرة من ثمار الأداء الكارثي لقيادة الشرعية السابقة خلال السنوات السبع الماضية، بقرارات تعيين عبثية أفقدت الوزارة والسفارات والملحقيات الكفاءات والكوادر المؤهلة والمتخصصة في إدارة الملف الخارجي وإبراز الصورة الحقيقية لما يعانيه اليمنيون من جرائم ودمار لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً.