قذائف ورصاصات القناصة.. الحوثي شبح موت يطارد أطفال تعز
السياسية - Monday 07 November 2022 الساعة 08:35 amلم تجد الأم "لبنان عوض" إحدى الساكنين في الأحياء الشرقية لمدينة تعز، سوى قراءة آيات التحصين من القرآن الكريم على أطفالها الثلاثة الذين يخرجون صوب المدرسة التي يتلقون فيها تعليمهم، إلى جانب إعطائهم إرشادات بسلك طرق آمنة أثناء العودة وتجنب الجلوس أمام الشبابيك في الصفوف والابتعاد عن أية آليات أمنية أو عسكرية متوقفة أو مارة في الطرقات.
إرشادات يومية يتلقاها الأطفال الثلاثة مع كل صباح قبل خروجهم من المنزل، فشعور الأم بالخطر لا يقتصر فقط على أعمال القصف والقنص التي تشنها ميليشيا الحوثي - ذراع إيران في اليمن، بل أيضا شمل التفجيرات والاشتباكات التي تقودها عصابات مسلحة موالية لحزب الإصلاح الإخواني في مدينة تعز.
وقالت لبنان لنيوزيمن: قبل خروج أطفالي من المنزل أقوم بتحصينهم بقراءة القرآن عليهم، والدعاء إلى الله من أجل حمايتهم وحفظهم، فما أن يخرجوا من باب المنزل حتى ينخطف معهم قلبي وكل تفكيري، وأجلس معظم الوقت أنظر من النافذة، بعد أن عادت قذائف الحوثي ورصاصات قناصيهم من جديد وبدأت باستهداف الأطفال دون رحمه أو رادع.
وأضافت: ما أسمعه من جرائم بشعة طالت الأطفال واستهدفتهم في المدارس والطرقات والأحياء السكنية البعيدة عن خطوط المواجهات العسكرية، يدفعني إلى التفكير بإخراج أطفالي من المدرسة والاكتفاء بتعليمهم في المنازل، بحكم خوفي عليهم، لا أدري متى سينتهي هذا الوضع الصعب الذي يعيشه أبناء تعز في ظل الحصار والقصف المستمر دون رحمه منذ نحو 8 سنوات.
خوف المواطنة لبنان على أطفالها ليس من فراغ فما تعرض له الأطفال محمد ناصر فارع المجنحي (10 أعوام) وهاشم ناصر المجنحي (9 أعوام) وشقيقه بدر (8 أعوام) وغيره الكثيرون من أطفال تعز ليس بالهين أو العادي. الأطفال كانوا عائدين من مدرسة "احمد فرج" الحكومية بمديرية المظهر، وأثناء مرورهم من حي المطار فرحين بالعودة للمنزل جاءت لهم قذيفة من السماء لتنزع منهم الابتسامة وتعطيهم شظايا قاتلة في أنحاء متفرقة من أجسادهم.
عشرات الآلاف من الأطفال من طلاب المدارس بالمحافظة يواجهون شبح الموت والخوف والرعب بكل لحظة نتيجة قذائف الموت الحوثية أو رصاصات قناصاتهم الذين يستهدفون كل شيء حي يتحرك دون استثناء.
إدارة التربية والتعليم في تعز أدانت القصف الإرهابي الجبان الذي طال الأطفال أثناء عودتهم من مدرسة (أحمد فرج بمديرية المظفر)، واعتبرت أن هذه الجريمة تضاف إلى جرائم المليشيا ضد الأطفال والطلاب والمنشآت التعليمية.
وأشارت في بيان صادر عنها، أن استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية المستمر للمدارس وغيرها من الأعيان المدنية، تعد جريمة حرب لا ينبغي السكوت عنها، وتمثل انتهاكاً واضحاً وصارخاً للقانون الدولي، ولواجبات المجتمع الدولي في حماية المدنيين.
وطالبت إدارة التربية والتعليم الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية بحماية المدنيين بتعز وممارسة مزيد من الضغوط لردع الميليشيا الانقلابية وإيقافها عن استهداف المدارس والأحياء السكنية والمدنيين بالمحافظة.
الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، وفي تقريرها الأخير الصادر قبل أيام كشفت عن توثيق (20977) واقعة انتهاك طالت الأطفال في اليمن من قبل ميليشيا الحوثي خلال الفترة من 1 يونيو/ حزيران 2018م وحتى 1 يوليو/ تموز 2022م.
وأشارت الشبكة في تقريرها أن الانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي بحق الأطفال في اليمن، تنوعت بين "جرائم قتل الأطفال وإصابة واختطاف والتشريد والحرمان من التعليم وأعمال القنص والتجنيد ومنع وصول العلاج والغذاء والماء نتيجة الحصار الذي فرضته جماعة الحوثي على أغلب المحافظات اليمنية".
وأشارت إلى أنها سجلت (1343) حالة قتل خارج نطاق القانون بينهم (31) رضيعاً، كما سجلت الشبكة (1620) حالة إصابة بجروح متفرقة في الجسم، كما وثقت (321) حالة إعاقة دائمة للأطفال في اليمن.
ودعت الشبكة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له الأطفال في اليمن من انتهاكات جسيمة والضغط على مليشيات الحوثي واستخدام كافة الوسائل بما فيها القرارات الأممية ومجلس الأمن لمنعها من مواصلة هذه الجرائم والانتهاكات، وإلزامها باحترام القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية.