طهران تبلع تهديد بايدن بـ"تحرير إيران".. وتصب غضبها على السعودية
السياسية - Tuesday 08 November 2022 الساعة 03:42 pmفاجأت تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن "تحرير" إيران الكثيرين، لكن ردة النظام الإيراني، جاءت أقل مما كان يتوقع.
وكان بايدن تعهد خلال كلمة للناخبين في ولاية كاليفورنيا الأميركية، الخميس الماضي، بمساعدة الشعب الإيراني بالقول "لا تقلقوا سنُحرر إيران"، وسط تصفيق من الحضور، قبل أن يستدرك الأمر ويقول إن "مواطني إيران سيحررون أنفسهم قريبا جدا".
وتوقف بايدن عند هذا الحد ولم يشر بعد ذلك في حديثه إلى إيران أو إلى الأوضاع في هذا البلد ولا كذلك للإجراءات الإضافية التي يمكن للبيت الأبيض اتخاذها لدعم المحتجين الإيرانيين.
ومثلما فتحت تصريحات الرئيس الأمريكي، الباب على مصراعيه بشأن الطريقة التي ستتعامل بها واشنطن مع الإيرانيين مستقبلا، خاصة في ظل تصاعد حدة الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ نحو شهرين، دفعت البعض إلى رفع سقف التوقعات للرد الإيراني عليها.
لكن طهران أظهرت قدرة لا بأس بها على ابتلاع حديث بايدن عن "تحرير" إيران، باستثناء تصريح منسوب لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان زعم فيه أن "مسؤولين أميركيين أبلغوا بلاده عبر قنوات دبلوماسية تصحيح موقف الرئيس الأميركي، وأنّ ذلك لا يُمثل الموقف الرسمي".
نبرة تهديد عالية تجاه السعودية
رد عبداللهيان، على بايدن، والذي لا يبدو أكثر من محاولة لحفظ ماء الوجه، دفع كثيرين إلى مقارنته بتصريحات أطلقها مسؤولون إيرانيون رفيعون، في الأيام الأخيرة، وحملت اتهامات وتهديدات حادة تجاه المملكة العربية السعودية، على خلفية الاحتجاجات العارمة في إيران.
وعلى رغم أن السعودية لم تتبن موقفاً رسمياً داعماً للاحتجاجات بذات القدر الذي حمله تصريح الرئيس الأمريكي، إلا أن إيران صعَّدت من تهديداتها للأولى، مدعية -دون تقديم دليل- أنها تمول منافذ إعلامية داعمة للاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ نحو ستة أسابيع، وهددت بشكل غير مباشر بتنفيذ هجمات ضد المملكة.
والاثنين وجه كبير مستشاري المرشد الإيراني للشؤون العسكرية اللواء رحيم صفوي، رسالة تهديد "غير مسبوقة" إلى السعودية وهدد بـ"قصف القصور الملكية"، على حد قوله، معتبرا أن بلاده هي "القوة الأولى في المنطقة"، وذلك وفقا لوكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية.
وقبله حذر قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، السعودية، مما أسماه "زرع الفتنة"، مهددًا بـ"الانتقام من الأعداء"، محملًا إياها مسؤولية الاحتجاجات التي تشهدها إيران جراء موت الشابة مهسا أميني، وهي رهن اعتقال شرطة الأخلاق.
وقال قائد الحرس الثوري، المصنف إرهابيًا من جانب واشنطن منذ عام 2019: "إن المؤامرات التي نشهدها في أرضنا هي نتيجة، وحصيلة تعاقد السياسات الأمريكية، والبريطانية، والسعودية، ومعهم الكيان الصهيوني"، وفق ما نقلته وكالة "فارس" شبه الرسمية الإيرانية والمقربة من الحرس الثوري.
وكانت تقارير استخباراتية سعودية حذرت، مؤخرا، من هجمات بصواريخ باليستية ومسيرات إيرانية على أهداف في السعودية، وأطلقت القيادة المركزية الأميركية، من جانبها، طائرات حربية متمركزة في منطقة الخليج، في إطار عملية تأهب شاملة للقوات الأميركية والسعودية.
وبعد وقت قصير على انتشار أنباء عن احتمال هجوم إيراني وشيك على منشآت سعودية، مؤخرا، نشرت قناة متعاطفة مع الحرس الثوري الإيراني في "تليغرام" لقطات تحاكي هجوما إيرانيا على المملكة.
وتُظهر المحاكاة المتحركة أسطولا من الطائرات من دون طيار يقترب من منشأة نفطية تابعة لشركة "أرامكو" الحكومية السعودية، حيث تسمع صفارات الإنذار مع موسيقى خلفية تنذر بالسوء، بينما تستعد المسيرات لاستهداف المنشأة وتظهر جاهزيتها للقصف.