تناقضات وارتباك يعزز فشل هجوم "الضبة".. هل خسر الحوثي معركة النفط؟
السياسية - Tuesday 22 November 2022 الساعة 08:13 pmبارتباك وتناقض واضح، تبنت جماعة الحوثي هجومها الثاني الذي نفذته، الاثنين، ضد ميناء الضبة النفطي في حضرموت على عكس ردة فعلها مع هجومها ضد الميناء قبل نحو شهر من اليوم، وهو ما يثير الشكوك حول نجاح الهجوم في تحقيق هدف الجماعة باستمرار منع تصدير النفط.
التناقض والارتباك بدا واضحاً من حيث المعلومات والشكل الذي ظهر فيها تبني الجماعة للهجوم بعد مرور أكثر من 6 ساعات على حدوثه، ومن خلال تغريدة نشرها ناطق مليشيات الحوثي يحيى سريع زعم فيها نجاح المليشيات في "إجبار سفينة نفطية -حاولت الاقتراب من ميناء الضبة جنوبي البلاد- على المغادرة".
ادعاء يناقض حقيقة أن السفينة التي حاولت الجماعة استهدافها وصلت إلى الميناء قبل الهجوم بيوم وظلت فيه لأكثر من 24 ساعة، وفق مصادر محلية في الميناء، وهو ما أكده أحد المواقع التابعة لجماعة الحوثي عقب ساعة من وقوع الهجوم وقبل صدور تصريح ناطق المليشيات.
حيث نشر موقع "المساء برس" الذي يديره أحد قيادات جماعة الحوثي معلومات حول الهجوم الذي وقع عصر الاثنين واعترف بأن السفينة وصلت "أمس" الأحد إلى الميناء "تحت حماية أمريكية" وليس كما زعم ناطق المليشيات بأنها حاولت فقط الاقتراب من الميناء قبل وقوع الهجوم.
التناقض الواضح في الروايتين يشير إلى عدم معرفة جماعة الحوثي بلحظة وصول السفينة إلى الميناء يوم الأحد على عكس ما حصل مع السفينة السابقة في الهجوم الأول الشهر الماضي، وهو ما ألمح له الموقع بحديثه عن أن السفينة تم "إعطاؤها تطمينات أمريكية بحمايتها وتضليلها"، كما زعم.
اللافت كان إشارة ناطق المليشيات في تصريحه إلى أن ما وصفه بـ"العدو"، في إشارة إلى القوات الحكومية، "حاول اتخاذ إجراءات تمكنت القوات المسلحة من رصدها والتعامل معها بالشكل المناسب"، ما يعزز صحة التصريح الذي أدلى به مصدر مسؤول بوزارة الدفاع، بتمكن الدفاعات الجوية من اعتراض وإسقاط عدد من الطائرات التي استهدفت ميناء الضبة النفطي، وأن واحدة فقط أصابت منصة تصدير النفط في الميناء وألحقت أضرارا مادية فيها.
التناقض الواضح والارتباك في تعامل جماعة الحوثي مع الهجوم وتأخر تبنيه لساعات وبشكل باهت على عكس الاحتفاء الذي حصل مع الهجوم الأول، يعد مؤشراً على فشل الهجوم في منع عملية تصدير النفط، ويعزز من صحة التقارير والمعلومات بأن السفينة غادرت الميناء بعد أن تم شحنها بكميات النفط، على عكس مزاعم الجماعة.
ويرى مراقبون بأن نجاح الحكومة في تصدير النفط، سيشكل ضربة موجعة لجماعة الحوثي تفقدها أهم ورقة ابتزاز كانت تعول عليها لفرض شروطها على الحكومة وعلى التحالف وإجبارهم على تقديم التنازلات، مستغلة التوجه الدولي والأممي لوقف الحرب في اليمن.
مؤكدين بأن ذلك يفرض أيضا على الحكومة والتحالف تحدياً آخر بمواجهة احتمالية أن تصعد الجماعة بهجمات تستهدف تدمير البنية التحتية لقطاع النفط وتدميرها بما فيها استهداف حقول النفط بالمحافظات المحررة، كرد انتقامي على فشلها في فرض شروطها بتقاسم عائدات النفط.