جرحى تعز.. ملف إنساني حوّله "الإخوان" إلى ورقة ابتزاز ومتاجرة

السياسية - Sunday 11 December 2022 الساعة 02:25 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

من وقت مبكر، يستخدم حزب الإصلاح الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، ملف الجرحى، لأهداف سياسية ومالية ربحية، كما يقوم بتوظيفه كورقة ابتزاز ضد الخصوم.

ولم يعد ملف جرحى الحرب، وتحديدا في محافظة تعز، ملفا إنسانيا، بقدر ما أصبح ورقة ابتزاز ومتاجرة في يد تنظيم الإخوان، يحركها حسب ما تقتضي مصالحه الخاصة.

وفي أحدث استغلال سياسي لهذا الملف الإنساني أو الذي يفترض أنه كذلك، دفع تنظيم الإخوان بالجرحى المنتسبين لمحور تعز، إلى تنفيذ احتجاجات ضد المحافظ نبيل شمسان في أعقاب قيام الأخير بإيقاف وكيل المحافظة المقرب من الإخوان، عبدالقوي المخلافي.

والشهر الماضي، أوقف محافظ تعز، وكيل المحافظة عبدالقوي المخلافي، فحرك الإخوان الجرحى لتنفيذ وقفات احتجاجية، انتهت بتراجع شمسان عن إيقاف الوكيل الموالي للتنظيم.

ويقول مراقبون لنيوزيمن، إن ملف الجرحى فقد قيمته الإنسانية، بسبب الاستغلال السيئ لهذا الملف من جانب حزب الإصلاح الإخواني واستخدامه للابتزاز ولتحقيق مآرب سياسية.

وكان الإخوان قد استخدموا ملف الجرحى في تعز، خلال فترة المحافظ السابق أمين محمود، لتصفية حسابات وتحقيق مكاسب سياسية.

ووقتها دفع الإخوان بالجرحى في معاركه السياسية، حيث استخدموهم في تصعيدهم ضد المحافظ السابق أمين محمود، عندما أغلقوا مقر سكنه ومبنى المحافظة ونصبوا خياما في بوابته، وهو نفس الأمر الذي فعلوه مع محافظين آخرين.

ورغم أن الإخوان رفعوا يافطة المطالب الحقوقية للجرحى في خضم تصعيدهم إلا أن الهدف الحقيقي، لإثارة ملف الجرحى كان الضغط على المحافظ السابق أمين محمود، في سياق أجندة سياسية.

واللافت هو أن حزب الإصلاح الإخواني، يسيطر على اللجان الطبية المكلفة بملف علاج ورعاية جرحى الحرب في تعز، عبر عناصر موالية، لكنه مع ذلك، لا يتردد عن إلقاء المسؤولية على خصومه في السلطة المحلية بالمحافظة، وعن تحويل إخفاقات عناصره وفسادها إلى ورقة لابتزاز شخصيات وأطراف أخرى.

يقول أحد الجرحى لنيوزيمن إنه تعرض لإصابة في العام 2016 في تعز إلا أنه لم يحصل على الرعاية الطبية كالجرحى المنتمين لتنظيم الإخوان، مضيفا إن "حزب الإصلاح مارس عملية انتقاء في علاج الجرحى ونقلهم إلى الخارج، حيث احتكر الأمر على عناصره".

ووصف الاستغلال الذي يمارسه الإخوان في هذا الملف الإنساني بـ"المعيب وغير الأخلاقي".