نشاط "الزبيدي" في الرياض.. الجنوب خيار التحالف بوجه الحوثي والإخوان

السياسية - Saturday 14 January 2023 الساعة 02:05 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

على مدى يومين، سجل عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، نشاطاً سياسياً ملحوظاً منذ وصوله إلى العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء الماضي.

حيث التقى الزبيدي في الرياض، في لقاءات منفصلة، بسفراء الدول الكبرى: الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا والصين، بالإضافة إلى استراليا ونيوزيلندا.

وفي هذه اللقاءات ركز الزبيدي على ملفات عدة على رأسها الوضع الاقتصادي وتداعيات توقف تصدير النفط من موانئ المحافظات المحررة جراء هجمات مليشيات الحوثي الإرهابية عليها، مطالباً بتدخل دولي وإقليمي عاجل لإنقاذ الاقتصاد المنهار.

كما تطرق الزبيدي في لقاءات بسفراء الدول الغربية إلى التعنت الذي تبديه جماعة الحوثي برفض تمديد الهدنة الأممية منذ أكثر من 3 أشهر، بالإضافة إلى المعركة التي تخوضها القوات الجنوبية ضد التنظيمات الإرهابية.

هذا النشاط السياسي للزبيدي في الرياض، يراه مراقبون مؤشراً على محاولة سعودية لإنهاء حالة الجمود السياسي التي يعشيها مجلس القيادة الرئاسي والهيئات التابعة له ومؤسسات الدولة، في ظل جملة من التهديدات التي باتت تواجه الوضع في المناطق المحررة، وتلقي بظلالها سياسياً على دور التحالف في اليمن.

جمود فرضته حالة الصراع داخل مكونات مجلس القيادة ومحاولة البعض منها، وتحديداً جماعة الإخوان، إعاقة المجلس عن المضي في هدفه الرئيسي المتمثل بإصلاح أخطاء المرحلة السابقة، ومنع أي إجراءات تغيير في هياكل مؤسسات الدولة التي فرضت سيطرتها عليها في عهد الرئيس السابق هادي.

حالة الصراع الذي احدثته جماعة الإخوان تزامن مع تصعيد خطير نفذته جماعة الحوثي باستهداف موانئ تصدير النفط بالمحافظات المحررة والتي أدت إلى وقف عملية التصدير بشكل كامل منذ نحو شهرين، وهو ما يهدد بتداعيات اقتصادية كارثية، تهدد بدرجة أساسية قدرة المجلس الرئاسي على إدارة الوضع بالمناطق المحررة.

ويضاف لهذه التداعيات الاقتصادية، تزايد المخاوف من عودة القتال بشكل عنيف في ظل التعنت الذي تبديه جماعة الحوثي برفض تجديد الهدنة الأممية التي انتهت في الأول من أكتوبر الماضي، رغم كل الجهود والمحاولات الأممية والدولية والإقليمية لمنع ذلك.

أحدث هذه الجهود كان الزيارتين اللتين قام بهما وفد من السلطنة العماني إلى صنعاء خلال أقل من شهر، لإقناع جماعة الحوثي بتجديد الهدنة الأممية، وسط حديث لوسائل إعلام مقربة من الجماعة بفشل الجهود العُمانية.

وتخشى الأوساط السياسية من لجوء جماعة الحوثي إلى نسف الهدنة واستئناف الحرب هرباً من حالة الاحتقان الشعبي المتزايد في مناطق سيطرتها، جراء سقوط ذريعة الحرب لتبرير قمعها ونهبها للإيرادات وأموال اليمنيين.

هذه التهديدات الحوثية يضاف لها ما تمارسه جماعة الإخوان من تعطيل لجهود تطبيع الأوضاع بالمناطق المحررة وتوحيد القوى ضد جماعة الحوثي، وما تشهده مناطق وادي حضرموت من حالة احتقان سياسي وعسكري أبرز مثال على ذلك، بالإضافة إلى حالة التمرد في الجوف ضد قرار تعيين محافظ جديد لها.

ولم يقف الأمر عند ذلك، بل صعدت جماعة الإخوان سياسياً ضد التحالف بشكل خطير من خلال تنظيم ما سمي بـ"مؤتمر السلام والديمقراطية" بالعاصمة الأمريكية واشنطن من قبل الإخوانية توكل كرمان، وبدا واضحاً تسخيره للهجوم ضد دور التحالف العربي في اليمن.

تهديدات ومخاطر باتت تحيط بالوضع في المناطق المحررة، تفرض على التحالف العربي تفعيل أداء مجلس القيادة الرئاسي وتطبيع الوضع في المناطق المحررة للوقوف أمام تهديدات الحوثي وابتزاز الإخوان، بالاستناد على القوى الحقيقية وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي.