محمد ناجي أحمد.. المختلِف المختلَف عليه!
السياسية - Tuesday 17 January 2023 الساعة 02:07 pmيا أستاذ محمد ناجي!
يا أستاذ!
فتحتُ الآن حواراتنا على الواتساب، ووجدتها على قلّتها كانت مليئةً بالمعنى، وهي الآن مليئةٌ بالغصة.
ليس هذا مقام الرثاء، ولا مقام البكاء عليك، فكثيرا ما كنتَ أنت. كنتَ بكامل أناك التي أثخنتها الحياة، وأعدتَ ولادتها بالقراءة والكتابة والرهان على فردانيتك واستقلال رأيك.
كثيرا ما كنتَ أنت بكامل عنفوان الكلمة ووضوح الرأي إلى حد الجرح في بعض الأوقات.
كثيرا ما كنتَ ما تراه وما تحسه وما تؤمن به، كنتَ أنتَ بكل وضوح.
اختلفتَ مع كثيرين، واختلف عليك كثيرون، ولكنك ظللتَ أكثر من يكتب ويكتب ولا يتردد في نشر ما يكتبه، لم تفكر بالنجومية التي سلبت كثيرين حقيقة ذواتهم ووضعتهم تحت سلطة ما يريده الجمهور.
كثيرا ما كنت تبحث عن المعنى الأول، وتشد الأبصار إلى حيث لم تألف، وتهتك حجاب العادة.
يا محمد ناجي أحمد، كان ينبغي أن تكون هذه السطور بحيث تراها فلا جدوى لها ما لم تحظَ بقراءتك.
لا أدري أي نعيٍ يمكنه الآن أن يكون لائقا بك وقد أدرت ظهرك لكل هذه الضوضاء، وركلت كل المعاني التي تحتشد في الوقت الضائع؟!
نعم!
أي نعيٍ يليق الآن بهذا المأتم الذي يبتلع الكلمات.
أي نعيٍ يستعيد جلال الكاتب الذي راهن على التنوير ومشى في دربه وحيدا، لم يستوحش ولم يتردد، وظل هو هو، رجلا بسيطا طيبا، سهل المعشر، رغم الشدة التي قد توحي بها بعض كتاباته.
لا أدري هل أكتب عن كاتبٍ تابعته من زمن بعيد ورأيتُ فيه معنى مختلفا يضيف ويضيئ ويُعلّم.
أم أكتب عن إنسانٍ ودودٍ عرفته لوقتٍ قصير فكان قريبا جدا، أم أكتب عن شعورٍ فادحٍ بمرارة الحياة وعبثيتها؟!
لا أدري هل أجمع شتات الكلمات لأنفث ما أشعر به من ثقل الأسى، أم أحاول أن استدرك ما كان يجب أن أقوله وتسمعه وتبدي رأيك فيه يا أستاذ محمد ناجي!
يا أستاذ!
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك