يعدد عبدالملك الحوثي الانتهاكات العالمية.. ضرب مثلاً ونسي جرائمه
الحوثي تحت المجهر - Monday 20 February 2023 الساعة 02:24 pmتمثل الأنظمة الديكتاتورية أحد أبرز النماذج التي تمارس صوراً مختلفة لانتهاكات حقوق الإنسان عبر التاريخ، ويمثل النظام الإيراني الصورة الواضحة على وحشية هذه الأنظمة في وقتنا المعاصر، وعندما كانت انتهاكات حقوق الإنسان حكراً على أنظمة سلطوية دكتاتورية، كانت ممارسات الانتهاكات على مستوى الجماعات وخاصة الدينية أقل حدة مما هي عليه اليوم، حيث برزت جماعة الحوثية الإرهابية كنموذج وحشي يوضح أن الجماعة تمارس أبشع صور الانتهاكات لحقوق الإنسان بصورة تفوق أي نظام ديكتاتوري آخر.
في خطاب وجهه عبدالملك الحوثي، الجمعة 17 فبراير 2023م، من خلف الشاشة في ذكرى مقتل أخيه حسين الحوثي مؤسس الحركة الحوثية في جبال صعدة عام 2004م عقب تمرده على الدولة آنذاك، سرد العديد من صور الانتهاكات التي مارستها الولايات المتحدة لانتهاكات حقوق الإنسان في العديد من الدول منها العراق وأفغانستان إبان احتلالهما، وعلى افتراض صحة ما قاله الحوثي عن تلك الانتهاكات، إلا أن واقعه الذي يمارس فيه كل صنوف الانتهاكات في المناطق التي يسيطر عليها تفضح تناقضاته المستمرة في إدانة انتهاكات الآخرين وإضفاء طابع القدسية الدينية على الانتهاكات التي تمارسها جماعته في كل مناطق الشمال.
تمارس جماعة الحوثية الإرهابية مختلف الانتهاكات وبصورة علنية وتعمل على قوننة انتهاكاتها بحيث تصبح مشرّعة قانوناً وملزمة بصورة تكرس نظامه الديكتاتوري السلطوي المستمد لسياساته من النظام الإيراني الذي هو الآخر يكشف عن وحشية نظامه واستباحته لحقوق الإنسان وخاصة ما قام به في الاحتجاجات التي شهدتها المدن الإيرانية في الفترة الأخيرة، وما العفو الذي أصدره قبل أسبوع عن عشرات الآلاف من المحتجين إلا دليل على حجم حالة السخط على هذا النظام ودليل على أن لدى النظام قدرة في استيعاب هذا الكم الهائل من المسجونين في سجون يبدو أن النظام الإيراني قد تهيأ مسبقاً لممارسة مثل هذه الانتهاكات ومصادرة حق الرأي وحرية التعبير.
ادعى الحوثي في خطابه أن الغرب يمارس اضطهاد المرأة ويصادر حريتها. لا ضير أن يقول ذلك لأنه ينطلق من خلال إطار ديني يحاول أن يستخدمه لمصادرة حق الإنسان وحق المرأة تحديداً، وربما أن عبدالملك الحوثي لم يستوعب حقيقة الأمر عن الحرية السياسية التي وصلت إليها المرأة في الغرب من حقها في التعليم وحقها في ممارسة الوظيفة العامة، لأن هذه القيم التي وصلت إليها المرأة في الغرب غائبة تماماً في قاموس جماعة الحوثي، ولأن اضطهاد امرأة تحت مبرر حمايتها، هو المعيار الذي يرجح في معادلة الحوثي عند المقارنة بالحقوق في الغرب.
تطرق الحوثي في خطابه إلى صور القتل الكثيرة التي مارستها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، يحاول بذلك الاستدلال على أن لا حقوق للإنسان تحترمها أمريكا، وهو الأمر ذاته الذي تمارسه الجماعة الحوثية بحق اليمنيين، فصور الدمار والخرب ومقابر القتلى في الجنوب لا تزال شاهدة على جرائم الحوثي عند غزوه للمدن في 2015م، ولا تزال جرائم القتل وتفجير البيوت والمدارس حاضرة إلى هذه اللحظة في مناطق الشمال، ولا تزال الاختطافات والاعتقالات والاغتيالات المدبرة شاهدة على القيم الحوثية التي تمارسها بحق اليمنيين.
ربما أن ما قاله عبد الملك الحوثي عن حقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية والغربية هي نفسها حقوق الإنسان على الطريقة الحوثية والإيرانية، وربما أشد وأنكى وأبشع، لأن الانتهاكات التي تمارسها الحوثية لن تندمل سريعاً وستبقى غائرة في أعماق اليمنيين عشرات السنين.