أزمة الغاز حولتنا إلى أشباح.. نساء يمنيات يشكين من عدم قدرتهن على مواجهة الحياة
السياسية - Monday 06 March 2023 الساعة 02:22 pmشكلت مادة الغاز المنزلي منذ اجتياح المليشيا مدينة صنعاء عائقا كبيرا أمام المواطنين، دفعت بآلاف النساء والأطفال إلى الوقوف طوابير أمام المحطات وعند أبواب عقال الحارات، إذ أصبحت شغلهم الشاغل وهمهم الذي لا ينتهي.
منذ سنوات ولا تزال إيناس غالب تستيقظ كل صباح ولديها أمل بأن تجد أسطوانات الغاز تملأ المحلات التجارية وكذلك المحطات المخصصة لبيع مادة الغاز المنزلي وبسعر معقول.
لا تتذكرها إيناس (في العقد الثالث من العمر، حامل في شهرها الخامس ولديها 4 أبناء، ثلاثة أولاد وبنت جميعهم في سن الطفولة) أنها حصلت على أسطوانة غاز بدون تعب، فهي من تقوم بعملية المطاردة مع عاقل الحارة والمندوبين الذين أصبحوا عملة صعبة.
تقول. أتذكر من سنوات الرخاء أننا كنا نحصل على مادة الغاز دون إذلال ولو بسعر متفاوت، ما يحدث اليوم للنساء والأطفال الذين نخاف عليهم إن وقفوا في طوابير طويلة طيلة النهار، أمر مرهق نفسيا وجسديا، لم نعد نفكر في شيء غير توفير الغاز.
إيناس آخر مشوار لها استغلت تواجد أولادها في المدرسة، حملت جنينها وذهبت تدفع أسطوانة الغاز بقدميها حتى وصلت منزل عاقل الحارة وتحت لهيب الشمس وقفت في الطابور حتى الساعة 12 ظهرا وحين جاء دورها أخبرها عاقل الحارة أن اسمهم ليس من ضمن الكشف وعليها أن تنتظر حتى يأتي دورها.
تضيف. هذا حالنا مع الغاز، لقد اضطررت إلى دفع أجرة لأحد الشباب حتى يعيد لي الأسطوانة فارغة إلى البيت، نعيش حالة من القلق، غير قادرين على مواجهة الحياة، ما أن نحصل على حصتنا من الغاز حتى نبدأ التفكير كيف نقوم بتقسيمه ومتى سيأتي دورنا القادم.
أحد الآباء يقول. مليشيا الحوثي تجد متعة وهي ترى طوابير النساء والأطفال وهم ينتظرون حصصهم من الغاز، هناك رغبات ودوافع ليست طبيعية، إنهم ينتقمون مننا لا ندري لماذا؛ هناك تلاعب وسمسرة وإذلال متعمد من قبل المتحكمين بمادة الغاز.
إيناس تعيش في صنعاء منذ 13 عاما، تقول: أواجه مشاكل عديدة في ظل غياب زوجي المغترب، لكن مشكلة انعدام الغاز كسرت ظهورنا؛ لا نستطيع الشراء من السوق السوداء لارتفاع أسعاره، نشعر بالخجل من أنفسنا أمام الضيوف من أقرب الناس وحتى مع أولادنا، نحن نعيش خوفا ومجاعة، لا أحد قادر على حل هذه المشكلة.