زراعة القمح في أبين.. تجارب ناجحة تنتظر الدعم

الجنوب - Friday 17 March 2023 الساعة 07:13 am
أبين، نيوزيمن، عبدالله البحري:

بحماس واضح، يقوم العمال في مزرعة محمد ناصر باهدى في منطقة بئر الشيخ بمحافظة أبين، جنوب اليمن، بجني محصول  "القمح" وفصل الحبوب عن السنابل، بعملية بدائية صعبة تحتاج الكثير من الجهد والمثابرة للحصول على كميات بسيطة من هذا المحصول الرئيسي والمهم.

خلال الفترة الماضية، وبمبادرة طوعية من المزارع محمد ناصر باهدى، قام بتحديد مساحة بسيطة من مزرعته لأجل زراعة القمح، حيث حققت هذه التجربة نجاحاً مع جني المحصول. إلا أن فصل الحبوب عن السنابل هي الخطوة الأصعب للمزارع الذي لجأ إلى عدد من العمال لمساعدته في هذه العملية.

ولجأ العمال إلى عملية تدعى محلياً بين المزارعين بـ"الدرأس"، وهي عبارة عن استخدام آلة الفرجسون والمركب عليها آلة الدرأس اللباجة، وهي عملية شاقة وتأخذ جهدا ووقتا من أجل فصل الحبوب عن السنابل. 

بداية جديدة 

يبدأ موسم زراعة القمح في محافظة أبين شهر نوفمبر من كل عام ويستمر ثلاثة أشهر إلا أن عدم دعم المزارعين وتحفيزهم على الاستمرار والتوسع أبقى الفكرة في إطار التجريب فقط.

وحول هذه التجربة يقول المزارع عمر مهدي باهدى في حديثه لـ"نيوزيمن": بدأنا زراعة القمح بحوالي 2000 متر مربع، أي ما يعادل نصف فدان، وكانت النتائج رائعة وأثمر عنها محصول جيد. ولم نستخدم أي نوع من المبيدات ولا أسمدة، والري كان بالطاقة الشمسية، فقط قمح وماء وكانت النتيجة إنتاج نحو 9 جواني صافي من حبوب القمح الغنية. 

ويأمل المزارع باهدى من مكتب الزراعة والري فتح مياه السيول عبر القنوات، لأن مناطقنا لم تصلها مياه السيول لعشرات السنوات. وأضاف: نحتاج للسدود والحواجز المائية وشبكات الري. 

ويمضي باهدى قائلا: نحن كمزارعين نناشد كل الجهات المعنية بضرورة الاهتمام بالمزارعين وبالقطاع الزراعي ودعم المزارعين، كون شريحة كبيرة من أبناء المحافظة يعتمدون بشكل أساسي في دخلهم على الزراعة. 

ولم تكن تجربة المزارع باهدى في زراعة محصول القمح في دلتا أبين هي الأولى. ففي عام 2010م أجريت في منطقة يرامس المعر شمالي محافظة أبين تجربة ناجحة، حيث تم زراعة صنفين من القمح في مساحة فدان واحد لكل صنف فدان، تلتها تجربة أخرى في منطقة أحور الواقعة في المنطقة الشرقية في محافظة أبين لثلاثة مزارعين تكللت جميعها بالنجاح. 

وكذلك في منطقة الفيش بمديرية خنفر قام أحد المزارعين بزراعة القمح على مدى ثلاثة مواسم متتالية.

على الرغم من غياب الجهات الحكومية والسلطة المحلية التي قدمت وعودا كثيرة بدعم جهود زراعة القمح وإنتاجه، إلا أن المزارعين في دلتا أبين يواجهون تحدياً كبيراً في الاستمرار بهذه التجربة في ظل الارتفاع الكبير في التكاليف وأسعار المحروقات والمبيدات الزراعية. 

مبادرات ذاتية 

يجاهد المزارعون في أبين، بمجهود شخصي ومبادرات ذاتية لتوسيع زراعة محصول القمح في المحافظة، والعودة إلى إنتاج هذا المحصول الهام، ورغم المساحات المحدودة التي بدأت بزراعة محصول القمح إلا أن المزارعين يطمحون للتوسع بمساعدة جهات الاختصاص لتأمين هذه المادة الغذائية الهامة.

ويقول المهندس الزراعي عبدالقادر خضر السميطي الذي أشرف على العديد من تجارب زراعة القمح في أبين لـ"نيوزيمن": إن ما قام به المزارع باهدى من تجارب ومبادرات جيدة تستحق الدعم والمساندة، وتعميم التجربة على باقي المزارعين لإعادة زراعة القمح. 

وأضاف المهندس السميطي: قمنا بالنزول إلى مزرعة باهدى في قرية بئر الشيخ لمشاركة المزارعين هناك فرحتهم في إجراء عملية "الدرأس" لمحصول القمح بعد أن تم حصاده قبل أسبوع تقريبا. موضحا: شاركنا في هذا العمل ممثلا عن الجمعية الوطنية للبحث العلمي في محافظة أبين، كما شارك أيضا المهندس الزراعي النشيط زميلي على محفوظ وبحضور العمال الزراعيين وأولادهم ليعبروا عن فرحتهم بهذا العمل الطيب والذي سيكون اللبنة الأولى على طريق الأمن الغذائي.

ويضيف المهندس السميطي: التجربة كانت ناجحة بامتياز، بعد أن تم زراعة القمح بالطرق العادية ودون أي استخدام طرق صحيحة أو أسمدة خاصة أو حتى المبيدات المعتمدة. حيث تم الاعتماد على المزارع نفسه والخروج بمحصول جيد، تستدعي نقل التجربة إلى مزارع أخرى.

واشار إلى أن إنتاجية الفدان من زراعة القمح كانت حصيلته طن القمح الغني والصافي، داعيا المزارعين  في دلتا أبين إلى التوجه لزراعة القمح بناء على النتائج التي ظهرت من خلال هذا الموسم عند كثير من المزارعين. كما ندعو معالي وزير الزراعة والثروة السمكية إلى دعم مزارعي دلتا أبين ببذور القمح المحسن أو على الأقل توفيره للمزارعين القادرين على الشراء والزراعة.