مبارز موزع الرمضانية.. روحانيات تزين ليالي الشهر الكريم

المخا تهامة - Thursday 30 March 2023 الساعة 03:25 pm
موزع، نيوزيمن، خاص:

تختلف ليالي رمضان في مديرية موزع، غرب محافظة تعز، عن باقي الليالي، فهي تكون ليالي عامرة بذكر الله وتلاوة القرآن والمسابقة إلى الطاعات والتراحم والتكافل الاجتماعي.

وعلى مدى سنوات طويلة تبرز المبارز الخاصة الرمضانية في قرى المديرية، ويتوافد إليها المواطنون، سواء أثناء صيامهم أو بعد إفطارهم من أجل تلاوة القرآن والتسبيح والتهليل وتناقل الأحاديث والقصص النبوية وغيرها. وهي لقاءات اجتماعية تكون عامرة ويتسابق إليها الكبار قبل الصغار.

يقول أبو علي، لـ"نيوزيمن": ليالي رمضان بموزع جميلة جداً، لما فيها طابع روحاني من تحميد وتهليل وتسبيح وتلاوة القرآن والإقبال على الصلوات المفروضة وغيرها.

ويضيف: الشيء الأجمل أن ترى فيها أصحاب المبارز يهيئون أنفسهم لاستقبال هذا الشهر، بإعداد مواقعها وتزويدها بالمصاحف والإنارة والماء البارد والقهوة، حتى يكون الاستقبال لائقا بحضور متدارسي القرآن طيلة شهر رمضان. 

أما محمد فيقول لـ"نيوزيمن": ليالي رمضان عامرة بالذكر، وما يميزها صلاة الجماعة في أوقاتها وكذا صلاة التراويح التي تشعر حينما تقوم بها بالراحة والطمأنينة والسكينة. موضحا عقب أداء الصلوات ننتقل إلى المبارز أو المحلات المخصصة للسمرة والتدارس وتلاوة القرآن.

ويضيف محمد: المبارز التي كانت في أيام الفطر للضحك والكلام العادي والتواصل الاجتماعي، إلا أنها تتحول في رمضان إلى مجالس ذكر واستغفار وتلاوة القرآن من أول يوم حتى نهاية الشهر الفضيل. 

وقال: لا نشعر بالوقت وهو يمضي ونحن نتلو القرآن إلا حينما نسمع أذان الجامع الكبير، لنقوم بعدها بالتسبيح والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين قبل دخول موعد الصلاة، وهكذا نعد أنفسنا لمرحلة جديدة بالذهاب للمسجد لأداء الصلاة، فهي ليال جميلة نعيشها ونتمنى ألا تفارقنا.

أما الشاب عبدالرحمن عادل يقول لـ"نيوزيمن":  في ليالي رمضان ننسى همومنا وأجهزة الجوال ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا بما ندر، ففي هذه الليالي تتغير فيها النفوس ويسودها التراحم.

وأضاف: ليالي رمضان تكون عامرة بالذكر أكانت في بيوت الله أو محلات السمر أو المبارز، تجد في كل قرية مجلسا مخصصا لتدارس القرآن يحضره أصحاب القرية طيلة ليالي رمضان، لما بها من روحانية تغمر قلوب الأهالي. 

ويشير الكاتب محمد القاسمي إلى أن شهر رمضان يغير نمط  المعيشة والآلية المتبعة طول العام، فالمساجد والأماكن والمنازل والشوارع تتزين لاستقباله، وتبث الحياة من جديد بحلة جديدة تكسر فيها حالة الجمود واليأس والشقاء والتعب.

ويقول القاسمي: في هذا الشهر يظهر التسامح والتواضع واللين والعطف والتراحم والإنسانية والخير، ويبتعد الناس عن هموم الحياة الكثيرة. ففي هذه الليالي الرمضانية  تضبط الانفعالات والاندفاعات وتخفف التوترات فلا تسمع إلا كلاماً يهذب النفس البشرية بشكل منظم ومرتب وجميل.

ما يميز أهالي موزع في هذا الشهر أن له تأثيرا كبيرا في سلوك وتعامل الأفراد فيما بينهم. فهو محطة للتزود بوقود الإيمان والطهر والصفاء والمحبة، لذا تجد الجميع يتمنون بقاء هذا الشهر الكريم لكي لا تغادر النفوس روحانيتها وخشوعها وتقواها.