آثار اليمن في مزادات عالمية.. رأس تمثال قتباني نادر للبيع في لندن

السياسية - Thursday 30 March 2023 الساعة 08:18 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

تواصل عدة مزادات عالمية متخصصة ببيع الآثار القديمة عرض قطع أثرية يمنية نادرة للبيع، وهي آثار قديمة جرى تهريبها للخارج في ظل الحرب العبثية التي تقودها ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، منذ سنوات.

آخر تلك القطع، تمثال قديم يعود إلى زمن الدولة القتبانية من القرن الأول قبل الميلاد. حيث يجري عرضه في معرض "ديفيد أرون"  وهي شركة تجزئة في لندن للآثار والأعمال الفنية الكلاسيكية اليونانية والرومانية والمصرية واليمنية والأعمال الفنية الإسلامية المبكرة.

وبحسب الباحث اليمني المتخصص في شؤون الآثار المهربة، عبدالله محسن، أن التمثال قتباني من حيد بن عقيل، تمنع، بيحان، يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، وهو من مجموعة خاصة للسير جون ريتشاردسون في نيويورك، حصل عليها في عام 1965م. وتم بيعه في مزاد سوذبيز؛ النحت القديم والأعمال الفنية في 17 ديسمبر 2020م.

وحول القطعة الأثرية يقول الباحث محسن: هو تمثال رأس بوجه بيضاوي ناعم بملامح معبرة، يقف على رقبة طويلة للغاية بهدف إدخاله في شاهد قبر. الأنف المثلث طويل ودقيق، والفم المستقيم يُشار إليه بخط محفور بسيط مع شفاه مرتفعة صغيرة مستديرة. طوق اللحية يبرز الجزء السفلي من الوجه على طول الذقن. عيون كبيرة على شكل لوز مجوفة ولا تزال آثار الجص موجودة، دليل على ترصيع الماضي. 

وأضاف: من المؤكد أن شقوق الحاجب قد تم تحسينها باستخدام حشوات البيتومين أو الجص. يتم عمل هذه التجسيدات في صورة مثالية لشخص ما، فهي تجسد الذاكرة والحضور الرمزي للشخصية التي كرسوا لها.

وأشار الباحث إلى أن الفنانينن اليمنيين القتبانيين يتمتعون بمهارات عالية، ويشتهر إنتاجهم النحتي بدقته وجودته. ولقد سحرت أشكالهم الحديثة اللافتة للنظر وألهمت بعضا من أهم الفنانين في أوائل القرن العشرين، مثل بابلو بيكاسو وأميديو موديلياني.

ومنذ اجتياح الحوثيين لصنعاء وشنهم حرباً عبثية تشكلت عصابات متخصصة لسرقة ونهب الآثار اليمنية وتهريبها للخارج، معظم تلك العصابات مرتبطة بقيادات بارزة في ميليشيا الحوثي الإيرانية. ويجري بيع تلك الآثار والمخطوطات في مزادات علنية في عدة بلدان عالمية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل.

ومطلع مارس 2023، كشفت الحكومة اليمنية عن وجود قضية مرفوعة أمام السلطات القضائية في فرنسا بشأن استرداد عدد من القطع الأثرية المسروقة التي جرى تهريبها إلى باريس.

وسلمت الحكومة اليمنية ملف القضية إلى المحامي ديفيد دومارشيه، وهو محامي متخصص في قضايا الاثار المسروقة. حيث يقوم المحامي بمتابعة الآثار اليمنية التي تم تهريبها إلى فرنسا من قبل عصابات تهريب الآثار والبالغ عددها ستة عشر قطعة.

ووفقاً لوزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني تم تسليم فريق القضية نسخة من كافة الوثائق المطلوبة للمضي قدماً في استعادة الآثار اليمنية المهربة في فرنسا في القريب العاجل. مؤكدا اهتمام الحكومة الكامل وعملها المستمر على ملف استعادة الآثار اليمنية التي تم تهريبها خلال فترة الحرب التي شنتها الميليشيات الإرهابية الحوثية التابعة لإيران على الدولة ومؤسساتها وما نتج عنها من تعرض التراث اليمني للنهب والتهريب من قبل عصابات متواطئة مع الميليشيات.

وأشار الإرياني إلى أن الحكومة تتابع مع عدد من الدول الصديقة مسألة استعادة القطع الأثرية المنهوبة وقد أسفرت هذه الجهود عن الاتفاق مع حكومة الولايات المتحدة الامريكية لاستعادة عشرات القطع الأثرية اليمنية.