في الثلث الأخير من رمضان.. ختم القرآن عادة متوارثة في تهامة

المخا تهامة - Thursday 13 April 2023 الساعة 01:32 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

تعيش الكثير المدن اليمنية بما فيها تهامة ابتهاجات دينية في ليالي الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك، حيث تشهد تلك المدن ما يعرف بـ"ختم القرآن الكريم"، وهي احتفالات دينية تشهدها المجالس الشعبية أو ما تسمى في الحديدة بالمبارز والتي تم فتحها بداية الشهر الفضيل لقراءة القرآن.

تضج تلك المبارز بقراءة أجزاء القرآن، ويتدارس الحاضرون من رواد الفقه والعلم والثقافة والأهالي التلاوة للاقتباس من بركة القرآن، وفي العشر الأواخر من الشهر المبارك، تبدأ ذروة الختومات، وتتعالى أصوات الترانيم والتواشيح الدينية من كل حي وحارة، ويتداعى الجميع للحضور لهذه المجالس، بل يأتي ضيوف خصيصاً من خارج المدن لإحياء هذه المناسبة الفضيلة. 

لكن ما يميز ليلة الختائم، الترنم بخطبة "قاف" لابن الجوزي وهي الأكثر تداولاً في مناطق تهامة، حتى إن بعض الأسر تتوارث مخطوطاتها منذ عقود.

ويقول الفقيه العلامة "محمد طالب عطا" أحد فقهاء وعلماء الحديدة عامة وحيس على وجه الخصوص: عند قراءة خطبة الختم تعتصر قلوب الحاضرين بالألم وأعينهم تغرق بالدمع لفراق شهر رمضان الذي يحل بالخير والبركة، وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وشهر القرآن.

والفقيه العلامة "محمد طالب عطا" يدير أحد أشهر المبارز في حيس، ويقوم بختم القرآن فيه بالعشرين من رمضان، تعقبه عدد من المبارز والمجالس التي تحدد لها يوما مخصصا لإقامة هذه الاحتفالات الدينية.

يضيف: إن ليالي الختم عادة أصيلة ومتوارثة في اليمن وفي تهامة أيضاً، ويتناوب على تلاوة القرآن الحاضرون كل يوم، وبشكل دوري، وكل شخص يقرأ نصف الحزب.

وأكد الفقيه عطا، أن هناك بعض المبارز يختمون في الشهر مرتين ومنهم من ثلاث مرات، وذلك بحسب عدد المتواجدين في المبارز، ونستغل هذا الشهر فرصة لقراءة القرآن بدلاً من تضييع الوقت، لأن شهر رمضان خصه الله بشهر القرآن.

ولفت إلى أن هذه العادات الحسنة بدأت تنقرض في الكثير من المناطق اليمنية، ولكن هناك بعض الأهالي والاُسر العلمية والفقهية ما زالوا يحييون هذه العادات سواءً في المبارز أو البيوت وتعطي الشهر الفضيل بهجته وروحانيته الخاصة.

الكثير من المواطنين المشاركين في هذه الختائم، يؤكدون على الاستمرار في إقامتها لما لها من أجر عظيم وتنقية للنفس والروح، مضيفين إنهم يشعرون بعد إقامة الختومات بروحانية تغمر أنفسهم خصوصاً في ليلة الختم الذي يتناولون فيها قراءة المواعظ والمدائح الدينية.

ويُحيي مناسبة الختم عدد من القضاة والفقهاء والعلماء وكبار السن، وليالي الختم فيها عادة أصيلة، ومتوارثة، وهي فعاليات اجتماعية حيوية وروحانية تمتزج بالبهجة الغامرة ويحرص الجميع في تهامة على إحيائها، وهي عادات حسنة ومتوارثة منذ مئات السنين.

ويرافق ليلة الختم توزيع الحلويات الشعبية مثل السمسم الذي يسمى محلياً بالجلجلان وحلاوة البندري وقهوة الزنجبيل، ويكون للعطر والبخور العود حضوره الخاص الذي يعطي ليلة الختم روحانية خاصة فريدة والشهر الفضيل بهجته الغامرة.