في مواجهة الفوضى والإرهاب.. حملة العمالقة تعيد الأمن والأمل لسكان طور الباحة
السياسية - Thursday 15 June 2023 الساعة 08:58 am
تشهد مناطق مديرية طور الباحة شمال محافظة لحج، جنوبي اليمن، حملة عسكرية واسعة منذ أسابيع، ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار وإنهاء حالة الفوضى التي عاشتها المديرية على مدى سنوات.
إنجازات كبيرة حققتها الحملة بقيادة اللواء الثاني عمالقة، بدءاً من رفع نقاط الجباية والقطاعات المسلحة التي كانت تنتشر على طول الخط الرئيس المعروف بخط (عدن ـ تعز)، وإنهاء حالة الاختلالات الأمنية داخل المديرية. إلى جانب دك أوكار خلايا التهريب التي انتشرت بشكل كبير واتخذت مناطق طور الباحة نقطة انطلاق.
الحملة العسكرية المتواصلة التي يشرف عليها قائد اللواء الثاني عمالقة العميد حمدي شكري، لقيت ترحيباً وإشادة واسعين، وأعادت الأمل لسكان مديرية طور الباحة التواقين للأمن والاستقرار وإنهاء الاختلالات والفوضى التي عاشتها المديرية على مدى سنوات.
عودة الأمن والأمان
المواطن محمود مدحت، من أبناء العاصمة عدن تحدث لـ"نيوزيمن": خلال السنوات الماضية انتشرت الكثير من نقاط الجباية والابتزاز على طول خط طور الباحة الواصل إلى هيجة العبد بمحافظة تعز، لافتا إلى أن تلك النقاط كانت تخيف المسافرين وتبتزهم وتجبر سائقي شاحنات البضائع على دفع رسوم غير قانونية.
وأشار إلى أنه يقوم بزيارة أقارب له يقطنون في مدينة التربة المحررة بين الحين والآخر، مشيراً إلى أنه شهد الكثير من حوادث التقطع والمضايقات التي كانت تقوم بها عناصر مسلحة في النقاط المنتشرة في طريق طور الباحة، موضحاً أنه بعد إطلاق قوات اللواء الثاني عمالقة حملة لتعزيز الأمن والاستقرار في مايو الماضي تم رفع تلك النقاط وملاحقة كل العناصر والعصابات التي تحاول إثارة الفوضى ونشر الرعب والهلع في صفوف المسافرين والسائقين العابرين على الطريق الرئيس الواصل بين لحج وتعز.
وقال: اليوم أصبحنا نسافر بأمان دون أي خوف من التقطع والجباية، موجهاً الشكر لقوات العمالقة والقوات الأمنية والعسكرية المشاركة في الحملة على جهودهم في إعادة الأمان والسكينة ليس فقط لأبناء طور الباحة بل للمارين والمسافرين.
أهالي طور الباحة أكدوا أن هذه المرة الأولى التي تشهد المديرية حملة عسكرية واسعة وجادة لفرض الأمن والاستقرار، مشيرين إلى أن مركز المديرية والسوق العام والطرقات أصبحت اليوم شبه خالية من المظاهر المسلحة التي كانت سائدة قبل الحملة.
وأضافوا إن السوق العام كان يشهد اشتباكات عنيفة بين عناصر مسلحة أسفرت عن مقتل وإصابة الكثير من الأبرياء، إضافة إلى عمليات التقطع والابتزاز التي تعرض لها التجار والمسافرون على يد تلك العصابات.
تحرك إرهابي مضاد
عودة الاستقرار لمديرية طور الباحة أثار حفيظة ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، التي تتمركز في منطقة الأحكوم بمحافظة تعز والمحاذية للمديرية. حيث شرعت الميليشيات وعبر خلايا نائمة تابعة لها بتنفيذ مخطط لإثارة الفوضى بهدف إفشال الحملة العسكرية.
وكشف قائد اللواء الثاني عمالقة العميد حمدي شكري، عن تحركات مشتركة بين ميليشيات الحوثي- ذراع إيران في اليمن، وعصابات الإرهاب والفوضى من أجل استهداف مديرية طور الباحة، موضحا أن ميليشيات الحوثي استحدثت خلال الأيام الماضية عدداً من المواقع الجديدة في منطقة الاحكوم من أجل قطع الطريق الرئيس المعروف بخط التربة "هيجة العبد"، وقال إن آليات شق طرقات تقوم حاليا بأعمال حفر وفتح طرقات في جبال الاحكوم من أجل قطع الطريف الرئيس الواصلة بين لحج وتعز.
وتزامنت هذه التحركات مع قيام خلايا نائمة تغذيها ميليشيا الحوثي بعمليات منظمة بينها اختطاف الشيخ صدام البوكري -أحد قادة الحملة العسكرية- واستهداف مقر المجلس الانتقالي لإفشال الحملة بالمديرية.
وكان مقر المجلس الانتقالي في طور الباحة تعرض لهجوم بعبوة ناسفة زرعتها عناصر مجهولة. حيث تم تفجير العبوة بجانب السور الخارجي للمقر دون أن يسفر عن سقوط ضحايا.
وأكد العميد حمدي شكري مواصلة الحملة العسكرية لتتبع عصابات الفوضى والإرهاب من كامل مديرية طور الباحة الصبيحة شمالي محافظة لحج، متوعدا بالضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الصبيحة، داعيا كل مشايخ القبائل إلى التعاون مع القوات الأمنية وعدم السماح للفوضى في مناطقهم.
وشدد قائد اللواء الثاني عمالقة على رفع الجاهزية القتالية والعسكرية في كل الجبهات الحدودية للتصدي الفوري والحاسم لأي اعتداءات من مليشيا الحوثي التي تعمل على حشد عناصرها، مؤكدا أن القوات الجنوبية ستكون لها بالمرصاد إن حاولت التقدم.
توحيد الجهود
تحركات قوات العمالقة كان في محورين: الأول، الانتشار الميداني وبدء تنفيذ حملات مداهمة لتعقب خلايا التهريب والإرهاب، وكذا خلق تنسيق وتعاون مشترك مع القوات الأمنية والعسكرية المنتشرة في المديرية بهدف تعزيز خطوط الدفاع لحماية المديرية من أية هجمات محتملة من قبل الميليشيات الحوثية.
وترأس العميد حمدي شكري، قائد اللواء الثاني عمالقة، اجتماعا عسكريا وأمنيا موسعا ضم المقدم منصور الودودي مدير أمن المديرية والعقيد مجدي مناضل القيادي في ألوية درع الوطن، والعقيد فدرين طه المصفري القيادي في محور طور الباحة العسكري.
وأكدت القيادات العسكرية المشاركة في الاجتماع أن الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة أعادت الاعتبار لكل أبناء طور الباحة وقبائل الصبيحة، موضحة أن الحملة العسكرية أوقفت حالة الفوضى التي كانت ترتكبها العصابات المسلحة من جرائم القتل على الطرقات، وترويع المواطنين وأصحاب المحلات التجارية.
وناقش الاجتماع مستجدات الوضع الأمني في المديرية والإنجازات التي تحققت منذ انطلاق الحملة الأمنية والعسكرية في مايو الماضي، التي أرست دعائم الأمن والاستقرار والسلام والحفاظ على السكينة العامة في مناطق ومركز المديرية.
ووجهت القيادات العسكرية والأمنية الشكر والتقدير لكل المشايخ والأعيان في طور الباحة والصبيحة الذين أبدوا استعدادهم للتعاون والمساندة مع قيادة الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة منذ الوهلة الأولى.
وتوعدت تلك القيادات بعدم السماح بالمساس بأمن واستقرار المديرية، مؤكدة على ضرورة نبذ وضبط الظواهر الدخيلة على المجتمع المسالم، مشددة على اتخاذها لجميع الإجراءات الصارمة لمنع زعزعة الأمن أو إقلاق السكينة العامة.
مظاهر دخيلة
يؤكد قيادي بارز في قوات الحزام الأمني بمديرية طور الباحة، أن هناك مظاهر دخيلة على المنطقة لم تكن المديرية تعرفها من قبل من تفجير العبوات الناسفة والاختطافات والقتل الممنهج وغيرها من الجرائم التي تغذيها جماعات حزبية باتت اليوم معروفة للجميع.
وقال أركان الحزام الأمني بقطاع طور الباحة غسان الصبيحي، نأسف لما تعانيه المديرية من مؤامرات خبيثة، يخطط لها أشخاص معروفون كنا ننظر إليهم بأنهم مرجعيات للمجتمع، إلا أنهم ظهروا على حقيقتهم بعد نجاح الحملة الأمنية، التي يقودها قائد اللواء الثاني عمالقة حمدي شكري.
وأشار إلى أن تلك قيادات باتت اليوم تتبنى مخططاً هدفه الرئيسي إرباك المشهد أمام مسار حملة قوات العمالقة، للحد من انتشار الجرائم وحمل السلاح، مضيفا إن وراء كل ما يحدث هي أحزاب سياسية وشخصيات قيادية سابقة معروفة للجميع وكانوا بالمديرية وأخرى متحوثة وسيتم الإفصاح عنهم عما قريب.
ونوه في حديثه بأن تلك العناصر وزعماءهم اليوم لا يهدأ لهم بال مع ما حققته الحملة الأمنية من أمن واستقرار، جعلتهم يخسرون تجارتهم التي كانوا يعيشون منها، وإن كانت غير مشروعة ومحرمة إلا أنهم يظنون أنهم سيعودون بالوضع إلى سابق عهدهم، بحكم ارتباطهم بالتهريب بكل أنواعه، حد قوله.
وأكد الصبيحي أن الحملة الأمنية وقيادتها لن تتهاون مع أولئك النفر، وقياداتهم التي لا تريد الأمن والاستقرار بالمديرية، بل تسعى جاهدة بكل ما لديها من قوة لزعزعة الأمن وإعادة المديرية إلى مربع العنف، ليحلو لهم العيش على حساب دماء وأعراض وكرامة الناس.