حواجز الفصل بين اليمنيين.. كارثة "حيفان" وأكاذيب ذراع إيران

تقارير - Sunday 02 July 2023 الساعة 04:09 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

في محاولة جديدة للتغطية على جرائمها بتقطيع أوصال اليمنيين، اتهمت جماعة الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، التحالف العربي باصطناع ما أسمتها بـ"الحواجز السياسية للفصل بين أبناء الشعب اليمني الواحد".

وجاء هذا الاتهام على لسان وزير دفاع الجماعة المدعو محمد ناصر العاطفي، خلال زيارة له الجمعة، لتفقد مقاتلي مليشيات الجماعة في جبهات كرش والقبيطة ودمنة خدير وماوية في محافظتي لحج وتعز.

ونقل إعلام الحوثي، تصريحات للرجل خلال الزيارة أكد فيها على "وحدة اليمن"، ونفى فيها وجود "حواجز طبيعية أو جغرافية تفصل بين أبناء الشعب اليمني الواحد"، متهماً دول التحالف العربي بأنهم "يصطنعون الحواجز السياسية ويريدون تمزيق الوحدة اليمنية وتفكيك النسيج الاجتماعي لليمن".

مزاعم واتهامات وزير دفاع الحوثي ومن هذا المكان، تأتي بعد أيام فقط من أسوأ حادثة مأساوية تشهدها اليمن بسبب استمرار إغلاق الطرق الرئيسية بين المحافظات اليمنية المحررة والخاضعة لسيطرة الحوثي منذ 8 سنوات.

حيث جرفت سيول الأمطار الغزيرة في الـ19 من شهر يونيو عددا من السيارات الخاصة وشاحنات نقل البضائع في سائلة ترابية بمديرية حيفان جنوبي محافظة تعز، والتي تعد طريقاً فرعياً وعراً يسلكها اليمنيون منذ سنوات للتنقل بين المحافظات الشمالية والجنوبية بسبب قطع الطرق الرئيسية.

وتداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة التقطها مواطنون وتوثق الحادثة المأسوية التي وقعت قبيل أيام من عيد الأضحى المبارك، وتظهر عددا من السيارات الخاصة وشاحنات النقل تُجرف وسط السيول الغزيرة في سائلة حيفان، وسط عجز تام من التدخل لإنفاذها.

وعقب أسبوع من الحادثة تداولت وسائل إعلام محلية تقارير تفيد بأن السكان عثروا على 22 جثة لمدنيين من ضحايا المأساة، مع غياب أي بيان رسمي عن ضحايا الحادثة من قبل سلطات الحوثي أو الحكومة الشرعية التي اكتفت بتحميل مسئوليتها لجماعة الحوثي.

وأشارت الحكومة بتصريح لوزير الإعلام معمر الإرياني إلى المعاناة الإنسانية لملايين المدنيين في محافظة تعز، وما يتعرضون له من مخاطر جراء استمرار مليشيات الحوثي في قطع الطرق الرئيسية الرابطة بين المحافظة وباقي المحافظات، وبين مديرياتها، منذ تسعة أعوام، ودفعهم للبحث عن خطوط بديلة غير آمنة.

وأصبحت سائلة حيفان منذ سنوات أحد الطرق البديلة أمام اليمنيين للتنقل بين المحافظات الجنوبية والشمالية، بعد إغلاق مليشيات الحوثي للطرق الرئيسية، فالسائلة تعد طريقاً فرعياً للطريق الرئيسي (الراهدة – كرش) الرابط بين تعز وعدن والذي أغلقته المليشيات بالخنادق والسواتر وحقول الألغام عقب طردها من المحافظات الجنوبية عام 2016م. 

وزير الإعلام الإرياني جدد التذكير بمواصلة مليشيا الحوثي الإرهابية رفض كل الدعوات والمبادرات لإنهاء الحصار عن محافظة تعز وفتح الطرقات بين المحافظات، واستخدام هذا الملف الإنساني كورقة سياسية للتفاوض والابتزاز، وإخضاعها للمساومة السياسية في جريمة حرب وجريمة مرتكبة ضد الإنسانية.

آخر هذه المبادرات، تقدمت بها لجنة التفاوض الحكومية لفتح طرق تعز، قبل أسبوع، في بيان رسمي لها أعلنت فيه عن مبادرة من جانب واحد لفتح 5 طرقات رئيسية تربط تعز المغلقة من قبل مليشيات الحوثي منذ 8 سنوات، وقالت بأن ذلك يأتي عقب قيام بعض أبناء تعز المقيمين تحت سيطرة المليشيات بتقديم مقترح بفتح بعض الطرقات.

ولم يصدر أي تعليق أو رد من قبل جماعة الحوثي رغم مرور نحو أسبوع على طرح هذه المبادرة، في دليل جديد على إصرار ذراع إيران في اليمن على جريمتها بحق اليمنيين في حرمانهم من التنقل بطرق آمنة وسالكة وإجبارهم على طرق أخرى بديلة تصعب تنقلهم وتمثل خطورة على أرواحهم وممتلكاتهم.