مليشيا الحوثي تكرس خصائص الحكم الإمامي: إحصائية مفزعة لعدد الملتحقين بجامعة ذمار

تقارير - Sunday 09 July 2023 الساعة 08:09 am
ذمار، نيوزيمن، خاص:

منذ ثورة 26 سبتمبر 1962 التي قضت على نظام حكم الإمامة، لم يشهد التعليم في شمال اليمن انهياراً كالذي يشهده منذ انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة الجمهورية في سبتمبر 2014.

فبعد أن أغلقت سلطات المليشيا عدداً من أقسام الدراسة الأكاديمية المتخصصة في جامعة صنعاء بذريعة قلة الإقبال عليها، تتجه جامعة ذمار نحو السيناريو نفسه في أربع كليات تضم 26 تخصصاً.

ونشر رئيس قسم اللغة العربية بكلية التربية جامعة ذمار، الجمعة، على صفحته في "فيسبوك"، إحصائية مفزعة لعدد المتقدمين هذا العام للالتحاق بالكليات الأربع، حيث لم يتجاوز عددهم 45 طالباً وطالبة.

وجاء في منشور الدكتور عبدالله صلاح، أن المتقدمين للالتحاق بالجامعة للعام 2023/2024، وبعد أكثر من شهر على فتح باب التسجيل والقبول، لم يتجاوز 17 طالباً وطالبة في كلية التربية بأقسامها العشرة، و17 في كلية الزراعة بقسميها الزراعي والبيطري، و9 في كلية الآداب بأقسامها الثمانية وطالبان فقط في كلية العلوم التطبيقية التي تضم ستة أقسام.

وأشار صلاح، على سبيل المقارنة لمعرفة "حجم الكارثة"، إلى أن طلبة المستوى الرابع فقط في قسم اللغة العربية عام 2002، وهي الدفعة التي تخرج فيها، كان عددهم 500 طالب وطالبة.

وتحول منشور أستاذ اللغة العربية بجامعة ذمار إلى ساحة نقاش مفتوح بين أساتذة جامعيين ومواطنين حول مستقبل الجيل الشاب في ظل حكم المليشيا الحوثية التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة تكرّس كل سمات وخصائص الحكم الإمامي البائد بلا خجل ولا رادع. وبينما علق كاتب المنشور ساخراً بأن "المستقبل زاخر وواعد بالجهل المركّب"، تساءل أحد المعلقين الأكاديميين عن سبب ضعف إقبال الطلاب على الالتحاق بالتعليم الجامعي، واصفاً ذلك بالكارثة والتهديد للمستقبل القريب والبعيد، لتأتي إجابة صلاح بأنه السبب هو الفقر والإحباط ولا شيء غيرهما، وأن الوضع الكارثي هذا يتعدى مستوى تهديد المستقبل إلى مستوى "جائحة لا تبقي ولا تذر".

وأضاف، إن مستوى الإقبال في كليتي الطب والهندسة في جامعة ذمار تراجع هو الآخر بنسبة كبيرة ومفزعة، محذراً من أن عزوف الجيل الشاب عن الالتحاق بالتعليم الجامعي يعني أن أجيالاً عمياء ستأتي وأن ذلك سيكون مشكلة اليمن الكبرى في الحاضر والمستقبل.

وبينما ربط أحد المواطنين عزوف الشباب عن الالتحاق بالتعليم الجامعي بقطع رواتب أساتذة الجامعة الذين يعيشون ظروف حياة شديدة الصعوبة تجعل الشباب لا يتشجعون على مواصلة التعليم، قال مواطن آخر إن إبعاد الناس عن التعليم هو هدف أساسي لمليشيا الحوثي الإمامية لتنشئة جيل جاهل يستطيعون تعبئته بالخرافات التي لا يتقبلها إلا عقل خال من المعرفة.

وقبل يومين فقط احتفلت مليشيا الحوثي الإمامية بما تسميه "يوم الولاية" الذي تتعسف تفسير حديث النبي (ص) في غدير خم عن موالاة علي بن أبي طالب، بما يخدم طموحها في السيطرة على الحكم بما تسميه "الحق الإلهي"، وهو ما يواجهه اليمنيون بالسخرية ويصفونه بالخرافة. وقال أحد المواطنين تعليقاً على المنشور: (صرف الرواتب عامل مساعد لعودة الطلبة للدراسة بدلا من الهروب لكسب المال قصد إعالة أسرهم). وعلق آخر بالقول: (الناس هاجرت للبحث عن لقمة العيش في دول الاغتراب وتركوا التعليم والبلاد لأصحاب الولاية).

وعلق أكاديمي آخر على منشور صلاح، بأن شحة الإقبال على الالتحاق بالتعليم الجامعي سببه اضمحلال الطبقة الوسطى إلى مستوى الطبقة الفقيرة في ظل حكم المليشيا، إضافة إلى إغلاق فرص العمل أمام مخرجات التعليم الجامعي، مما يؤدي إلى الإحجام عن الطلب على الدراسة الجامعية بصورة عامة، وهو ما يعني "العودة إلى زمن الظلام"، في إشارة إلى نظام الحكم الإمامي.

في السياق نفسه، علق أحد المواطنين بأن سلطات المليشيا الإمامية لو خصصت حتى 10% من إجمالي ما تنفقه على المراكز الصيفية وأضافته إلى ميزانيات الجامعات الحكومية، لساهم ذلك في حل مشكلات رواتب الأساتذة الجامعيين وعزوف الطلبة عن الالتحاق بالتعليم الجامعي.

وفي وقت سابق من العام 2022، أثار نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي مشكلة رسوم التعليم الموازي في جامعة ذمار، حيث فرضت قيادة الجامعة مبالغ ضخمة بالعملة الصعبة على الملتحقين بهذا النظام، بما في ذلك فرض رسوم غرامة على المتأخرين في سداد الرسوم أو حتى أولئك الذين يريدون سحب ملفاتهم نتيجة عجزهم عن الدفع.

وتستمر مليشيا الحوثي الإمامية في تكريس التعليم الطائفي عبر المراكز الصيفية التي تقيمها كل سنة لطلبة المدارس وتحقنهم من خلالها بدروس تضمن فيها ولاءهم لـ"آل البيت" أو من تسميهم "أعلام الهدى"، إضافة إلى دروس لمعاداة كل من يعارضهم أو ينافسهم على الحكم والسلطة.