دخلت مرحلتها الأخيرة: محطة الطاقة الشمسية في المخا.. حلم يتحقق بدعم الإمارات
المخا تهامة - Friday 18 August 2023 الساعة 08:28 amينتظر أبناء مدينة المخا الساحلية، جنوب غرب تعز، بفارغ الصبر انتهاء مشروع بناء محطة الطاقة الشمسية التي يجري العمل فيها على قدم وساق لإنجاز هذا المشروع الحيوي الذي سيضيئ إحدى أهم المدن التاريخية المطلة على البحر الأحمر.
المشروع مثل حلماً لأبناء المخا صعب المنال، في ظل تدهور خدمة الكهرباء خصوصاً عقب الحرب العبثية التي قادتها ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، والتي أدت إلى انهيار منظومة الطاقة بشكل كلي.
وفي ظل التدخلات الإنسانية والتنموية التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة، لصالح تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة باليمن، أصبح الحلم حقيقة وواقعا ملموسا في ظل دخول المحطة المرحلة الأخيرة من العمليات الإنشائية لإنجاز هذا المشروع الذي سيغذي مدينة المخا والمناطق المجاورة لها.
المحطة التي بُدئ العمل فيها في مارس الماضي، يتوقع دخولها للخدمة نهاية سبتمبر القادم بطاقة تصل إلى 20 ميغاوات. ويجري تنفيذها من قبل شركة ATGC، وهي إحدى الشركات الإماراتية الكبرى، الرائدة في مجال توليد الطاقة الكهربائية النظيفة والصديقة للبيئة.
مشروع استراتيجي
خلال الأيام الماضية بدأت عملية تركيب الألواح الشمسية والمحولات في محطة الطاقة الشمسية، عقب الانتهاء من تشييد القواعد الخرسانية والأعمال الإنشائية.
وقال مدير المشروع المهندس محمد حسن، إن الفرق الهندسية والفنية ستقوم بتركيب 30 ألف لوح شمسي من أرقى المواصفات العالمية، وكذلك المحولات وكل ما يلزم لإنجاز المشروع الاستراتيجي والذي يعد الأول من نوعه في اليمن، لافتا إلى أن الأدوات اللازمة لتوليد الطاقة الكهربائية وصلت إلى موقع المشروع، وبدأ العمل في المرحلة الأخيرة ضمن الخطة العامة لإنجاز المشروع بمتابعة حثيثة من قِبل العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية.
وأضاف: انتهينا من معظم الأعمال الإنشائية، وبدأنا بتركيب الألواح الشمسية والمحولات، ليكون بعدها المشروع جاهزاً للتشغيل في القريب العاجل، لافتا إلى أن قدرة كل لوح 700 واط، بإجمالي توليد يصل إلى 20 ميغاوات.
توليد طاقة كافية
بحسب المسؤولين في كهرباء المخا، تحتاج المدينة إلى نحو 10 ميغاوات، من أجل توفير خدمة متميزة للمواطنين، وإنهاء الأزمة التي رافقت المدينة لسنوات طويلة خصوصا في فصل الصيف الساخن الذي ترتفع فيه دراجات الحرارة والرطوبة.
وقال مدير مشروع محطة المخا للطاقة الشمسية محمد حسام، إن محطة الطاقة الشمسية التي شارف على الانتهاء منها، ستسهم بشكل كبير في استقرار هذه الخدمة لسكان المخا وضواحيها.
وأضاف: إن المحطة ستولد الطاقة على مراحل حتى الوصول إلى طاقتها الكاملة، لافتا أنه سيتم توليد الطاقة الكهربائية بقوة 5 ميغاواط وتدريج عملية رفع التوليد تباعاً.
وأشار مدير المشروع إلى أنه وبنهاية شهر أغسطس سوف ننتهي جميع الأعمال الإنشائية، على أن تبدأ عملية التشغيل التجريبية نهاية شهر سبتمبر القادم.
وثمن دعم عضو مجلس القيادة الرئاسي - رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، العميد طارق صالح، الذي أولى المشروع اهتماما كبيرا منذ بدء الأعمال الإنشائية في موقع المشروع وحتى وصل إلى هذا المستوى من الإنجاز.
وأضاف حسام، إن إنجاز المحطة سيعقبه مشروع آخر يشمل صيانة شبكة الكهرباء الحالية في المخا، وكذا إدخال عدادات كهربائية بذات مواصفات وذكية (سمارت ميتا)، تستطيع أن تقرأ العداد من مركز تحكم دون النزول للمنازل والوحدات السكنية وغيرها.
ولفت إلى أن الشبكة الكهربائية ستستغرق بين شهر إلى شهر ونصف لإصلاح الشبكة وإعادة تعميرها بعد تدميرها بسبب حرب مليشيات الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، منذ أواخر 2014.
جهود جبارة
بحسب القائمين على المشروع، جرى تشييد محطة المخا بالألواح الشمسية على مساحة 500 متر في 500 متر، فيما بلغ حجم الأعمال الترابية بحدود 300 متر مكعب، و6 آلاف قاعدة أسمنتية. وتم مراعاة اختيار جميع المعدات من الدرجة الأولى في العالم، ومعظمها ألمانية وصناعة غربية من أرقى الصناعات.
كما تم اختيار موقع المحطة بعناية لتكون بين الشرق والغرب لكي تأخذ أكبر كمية من أشعة الشمس في مختلف أوقات النهار، حيث جرى تصميمها على 160 كيلومتراً في الساعة نظرا للرمال والرياح العالية وتم استخدام هيكل حديدي هو الأقوى. وبشأن تنظيف وغسل الألواح سيتم استخدام أعلى التقنيات الحديثة لضمان استمرار التشغيل بكفاءة عالية.
ووصف رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، عادل الأحمدي، مشروع محطة الشمسية القائم حاليا في مدينة المخا بأنه مشروع عملاق أكثر بكثير مما تظهر الصور.
وأضاف: "هذا المشروع الحيوي واحد من جملة مشاريع استراتيجية متزامنة ينفذها المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي وبدعم الأشقاء، لافتا إلى أن تهامة تنهض من جديد، وهناك إنجاز ملموس، وقائمة أولويات يتم تنفيذها بمواصفات عالية".
إنعاش الحياة
تمثل الكهرباء إحدى الأزمات التي عانت منها مدينة المخا التي تضم أحد الموانئ المهمة في الساحل الغربي. سارعت الإمارات عقب تحرير المدينة من سيطرة الميليشيات الحوثية في يناير من العام 2017 لتنفيذ حزمة من المشاريع الرامية إلى إنعاش منظومة الكهرباء والمحطة الرئيسية المتواجد في المدينة وإعادة النور المنقطع منذ اجتياح الميليشيات للمدينة.
وأسهمت التدخلات الإماراتية في بث الروح لمحطة المخا، من خلال توفير قطع الغيار الخاصة بالمولدات والمحولات الضرورية. إلى جانب رفد المحطة بالوقود اللازم وإجراء صيانة للشبكة المتهالكة والمتضررة.
أصبحت المخا اليوم بيئة قابلة للاستثمار ومقصدا للكثير من رؤوس الأموال والتجار والقطاع الخاص في ظل الاستقرار الأمني الذي تعيشه المدينة. الأمر الذي حتم على القيادة السياسية والمحلية إنشاء محطة كهربائية تواكب التقدم والازدهار الذي تعيشه المدينة والساحل الغربي المحرر.
وتعول السلطة في المخا بانتعاشة اقتصادية كبيرة مع دخول محطة الطاقة الشمسية في الأسابيع القادمة. فاستقرار الكهرباء يشكل دعما ورافدا أساسيا لأي اقتصاد، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتوفير الخدمات الأساسية بما فيه إمدادات المياه والصحة.
وأشار رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، عادل الأحمدي، أن مدينة المخا تشهد حركة اقتصادية كبيرة على مختلف المستويات.
وقال: شهور مرت منذ آخر زيارة للمخا، وفي كل مرة أجد قفزة تنموية على كافة المستويات، فالمخا التي كانت شارعا وحيدا صارت مدينة واسعة ضاجة بالحياة، يقصدها المواطنون من كل المحافظات. وأضاف: "في الساحل الغربي، يتجسد اليوم نموذج مشرق لما يفترض أن تكون عليه كافة المناطق المحررة".