نقص الكادر والتحديات المالية يهددان استمرارية مشفى الأمراض النفسية في عدن
الجنوب - Wednesday 15 November 2023 الساعة 07:51 amما بين الإهمال الحكومي والوعود الكثيرة ونقص الاهتمام المجتمعي يواجه أهم صرح طبي في العاصمة عدن "مستشفى الأمراض النفسية والعصبية" الذي أنشئ عام 1965م تحديات وأعباء انعكست على النزلاء من المرضى النفسيين.
يعاني مستشفى الأمراض النفسية خاصة بعد حرب 2015 من هموم جمة أبرزها ضعف التمويل والمعدات الطبية مثل بعض الأجهزة الطبية كجهاز cbc لعمل الفحوصات اللازمة للنزلاء.
نتيجة لتراجع التمويل الحكومي والاهتمام المقدم، تراجعت قدرة المستشفى على استيعاب المرضى بشكل كبير. فقد تراجعت قدرته على استقبال حوالى 500 مريض في الماضي إلى أقل من 100 مريض في الوقت الحالي. ووفقًا لإدارة المستشفى والعاملين فيه، تم إيقاف صرف العلاوات التي كانت تُمنح للفرق الطبية والتمريضية والإدارية وعمال الخدمات. تشمل هذه العلاوات علاوة النوبة والخطورة، وعلاوة العدوى والتطبيب.
وتعاني إدارة المشفى من المماطلة من قبل وزارة المالية في إطلاق التعزيزات للميزانية التشغيلية التي أقرها الوزير في زيارة سابقة له العام الماضي، حسب د.ثابت قاسم محسن مدير عام المستشفى.
ويعاني المشفى أيضًا من النقص الحاد في الطواقم الطبية والتمريضية حيث أغلب الموظفين الفعليين قد وصلوا سن التقاعد، ليتبقى 4 أطباء فقط في وقت يستقبل المشفى الكثير من المرضى الوافدين إليه من أغلب المحافظات.
ويعتمد هذا الصرح الطبي على التبرعات الخيرية في تسيير كثير من شؤونه ونشاطه حيث إن الدعم موجود ولكنَّه محدود جداً، فيما تُقدّم المنظمات الخارجية الدعم بشكل غير منتظم مرة كل عام أو عامين. يتلقى المشفى دعمًا من بعض المؤسسات الحكومية والخاصة والمنظمات والسلطة المحلية. وهناك مشكلات نقص التمويل التي تمتد إلى الغذاء والمياه النظيفة التي يفترض أن يحصل عليها النزلاء بشكل مجاني خصوصا المرضى الفقراء، بالإضافة إلى الأدوية.
وكان وزير الصحة أ.د. قاسم محمد بحيبح في وقت سابق اتفق مع منظمة الصحة العالمية بالعمل على ترميم وإعادة تأهيل بعض العنابر، وكذا الاتفاق مع مؤسسة يمان على ترميم وإعادة تأهيل أقسام الإدارة والعيادة الخارجية.
وأكد الوزير بحيبح، في شهر سبتمر خلال زيارته للمشفى، بأن الوزارة اتفقت مع وزارة الخدمة المدنية بعمل إحلال وظيفي لموظفي الصحة عامة وجعل الأولوية لمستشفى الأمراض النفسية والإسراع في توظيف جميع المتعاقدين ورفد المستشفى بالكوادر الطبية والتمريضية من الخريجين، ولكن لم يتم أي تنفيذ حتى اللحظة..
صحوة مجتمعية
وتوجهت مؤخراً منظمات المجتمع المدني بدعم المشفى حيث دشنت قبل أسبوع مؤسسة البرنس للتوعية والتنمية الإنسانية افتتاح صالة الأنشطة والرياضة للنساء في مستشفى الأمراض النفسية بتمويل من مشروع تعزيز المشاركة الفاعلة للمرأة في عمليات الإغاثة والانعاش المبكر والسلام في اليمن.
وكانت المؤسسة رممت وأعادت تأهيل صالة الأنشطة والرياضة للنساء حيث تم دعم المستشفى بخمس من آلات الخياطة والتطريز الحديثة وكذا بعض الالعاب والأدوات الرياضية كنوع من مساعدة المريضات في المستشفى للترفيه من ناحية والعلاج بالعمل من ناحية أخرى.
يذكر أنه في اليوم العالمي للصحة النفسية في 10 أكتوبر، أفاد صندوق السكان في الأمم المتحدة بأن واحدًا من بين كل أربعة يمنيين يعانون من اضطرابات نفسية ويحتاجون إلى رعاية. تلك الأرقام الهائلة تكشف عن تفاقم الاضطرابات النفسية نتيجة تفشي الفقر والجوع والحرمان بين الشعب اليمني، وهذا يعززه استمرار الحرب التي امتدت لأكثر من ثمانية أعوام.