في يومهم العالمي.. أطفال اليمن يبحثون عن حقوقهم

المخا تهامة - Monday 20 November 2023 الساعة 04:03 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

يحتفي العالم في الـ20 من نوفمبر كل عام باليوم العالمي لحقوق الطفل، إلا أن هذه المناسبة غابت عن أطفال اليمن بسبب الحرب العبثية التي تقودها مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، وقضت على ملامح الحياة في البلاد ونالت الطفولة النصيب الأكبر من هذه الحرب.

وتحمل الأطفال الكثير من أعباء الحياة بسبب تضاعف الانتهاكات والجرائم التي يتعرضون لها، خصوصاً في السنوات الأخيرة التي شهدت انتهاكات جسيمة تعرض لها الأطفال هددت حياتهم ومستقبلهم.

شريحة كبيرة من الأطفال باتوا اليوم نازحين ومحرومين من حق الحياة والحصول على أبسط الحقوق من أمن واستقرار وتعليم وصحة. والكثير منهم بات اليوم يتحملون أعباء الحياة، واتجهوا نحو سوق العمل بحثاً عن لقمة عيش، في تحدٍ لمواجهة الحياة القاسية التي يتجرع مرارتها اليمنيون أجمع، في ظل هذه الحرب المستعرة والظروف الاقتصادية القاهرة، اللتين دفعتا بالأطفال نحو مستقبل مجهول.

ظروف نتج عنها تسرب عن التعليم، واقحمت الأطفال لخوض معركة وجودية من أجل الحياة، إما سلباً وإما إيجابا، وكلتا الحالتين كارثة في حق الطفولة ومستقبل الأطفال.

زين العابدين ماجد، 14 عاماً، طفل من أبناء الحديدة يعاني من ظروف معيشية كغيره من أبناء اليمن، يقول لـ"نيوزيمن"، "اشتغل في بوفية وأعمل في طهي الخبز، ابحث بعد رزق مكتوب للأسرة، صحيح أن العمل فوق النار تعب، لكن من أجل قوت اسرتي وأوفر مصروف، لأن والدي لا يستطيع العمل".

أضاف، "أصحو الصباح، أذهب المدرسة الساعة 7 وأعود الساعة 10، وبعدها أذهب اشتري احتياجات المنزل لوجبة الغداء، وأبدأ في العمل داخل كافتيريا من الـ4 عصراً وحتى الـ10 مساء على هذا الحال كل يوم". 

يقول الناشط التهامي في المجال الإنساني والحقوقي بكيل هاشم النهاري، "هذا اليوم يأتي علينا في وقت تعاني اليمن الكثير من انتهاكات الطفولة في ظل هذه الحرب التي كان ضحاياها أغلبهم أطفال، هذه الحرب جعلت الأطفال يحرمون من حقهم في التعليم والصحة، واستكمال النمو والحياة الطبيعية، وأصبحوا محل استهداف مباشر نتيجة الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي في مختلف الأراضي اليمنية والمناطق التي يدور فيها الصراع".

وأوضح النهاري، أن "المتضرر الرئيس في هذه الحرب ليس فقط المتحاربين وإنما الأطفال، لذلك الطفولة اليوم تُنتهك بشكل كبير، فهناك أطفال يعانون من سوء التغذية والمجاعة، وهناك عمالة أطفال تنتشر بشكل كبير، وهذا يهدد مستقبل الطفولة في البلاد".

ووفقاً لتقارير أممية، فإن الحرب التي اندلعت في العام 2014، وتداعياتها أشاعت الفقر في أرجاء البلاد، وأسفرت عن تزايد كبير في أعداد الأطفال المنخرطين في شتى الأعمال، والتي يشكل بعضٌ منها خطراً عليهم مثل بيع الوقود، والحدادة، والميكانيك، والعمل في البنايات وغيرها من الأعمال الشاقة. بل تم استغلال الطفولة لإجبارهم على الانخراط في الاعمال القتالية وتجنيدهم وإرسالهم لمحارق الموت الحوثية.

ووصفت التقارير الأممية وضع الأطفال في اليمن بـ"يُسلبون من مستقبلهم"، بسبب أكبر أزمة إنسانية تشهدها بلادهم، وأكدت أن 23.7 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدة، بينهم 13 مليون طفل، فضلاً عن وجود أكثر من مليوني طفل خارج المدارس التي عطلتها المعارك.

وتشير إحصائيات إلى أن ضحايا الحرب من الأطفال تجاوزت 11 ألفاً، وما يزيد عن 4 آلاف قتيل، وتضاعفت أعداد الأطفال المجندين إلى أكثر من 4 آلاف، في حين تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنّ الأطفال هم أكثر من يدفع الثمن، وأصبحت الحياة صراعا من أجل البقاء، وفقد الآلاف أرواحهم، ولا يزال مئات الآلاف غيرهم معرضين لخطر الموت. 

وجرى تحديد يوم 20 نوفمبر من كل عام يوما عالميا لحقوق الطفل، لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم، ومناصرة حقوقهم.