ظُلة المرأة التهامية.. أناقة من الماضي تتفوق على قبعات الموضات الحديثة

المخا تهامة - Sunday 31 December 2023 الساعة 09:04 am
المخا، نيوزيمن، علي جعبور:

لا تعتبر الظُلة المزخرفة، بالنسبة لنساء الأرياف التهامية، مجرد وسيلة لاتقاء حرارة الشمس، بل جزءاً مهماً في تكوين هندامهن وزينتهن، وفي مناطق تهامة (الشام) التابعة لمحافظة حجة تدخل الظلة ضمن اللوازم الضرورية التي تشترطها العروس قبل زفافها مثلها مثل الذهب والاكسسوارات الأخرى. ويتوجب أن تكون من النوع الفاخر المصنوع بمواصفات معينة تراعي دقة التصميم ورهافة الخيوط المأخوذة من الدوم وكثرة الزخرفة والحلي عند الحواف، والتي تجعلها تتفوق على قبعات الموضة الحديثة في أناقتها وربما أيضا في أسعارها المرتفعة.

وتعتني المرأة الريفية في تهامة بالظُلة عناية فائقة حيث تحفظها داخل كيس من النايلون حتى لا يتسبب الغبار بتغيير لونها الناصع، وتضعها في مكان بارز داخل المنزل كنوع من الزينة والديكور ولا تقوم أبدا بطيها أو تعريضها للضغط حتى لا تتأثر الشرائط الملونة التي تطرزها أو ينقطع أحدها، وحين تأخذها إلى العمل في الحقل أو الرعي لا تنسى اصطحاب كيس النايلون خاصتها لتحميها به عند حدوث مطر مفاجئ، إذ يجعلها الماء، إذا ما تعرضت للبلل، باهتة وبالية ويقلل قيمتها الجمالية.

وتصنع الظُلة النسائية من سعف نوع خاص من شجر الدوم ينتقى بعناية ويحرص الصانع على أن يكون لونها ناصعا براقا وأن تكون مطرزة بالحلي وبالشرائط الملونة حتى الحواف وبـ(قُبع) مخروطي الشكل وخيوط دقيقة، والا لن يستطيع المغالاة في ثمنها. 

وتعد هذه المواصفات خاصة بالظُلة النسائية حصرا، إذ من المعيب أن يعتمرها الرجل، بل إنه يفضل البقاء في الشمس الحارقة لساعات على أن يضعها فوق رأسه.

أما الظُلة الرجالية فتكون عادية بقبع عريض وجدلات كبيرة ولون باهت وبدون تطريز، وهو عادة لا يحافظ عليها من المطر والغبار لأنها رخيصة الثمن وسرعان ما يستبدلها إذا انقطعت.