موسم حصاد الذرة بأبين.. فرحة ينتظرها المزارعون كل عام
إقتصاد - Friday 19 January 2024 الساعة 09:06 amأصبحت الذرة بأنواعها غذاءً بديلاً للمواطنين في محافظة أبين، جنوبي اليمن، في ظل غلاء أسعار دقيق القمح الذي ارتبط بتدهور العملة المحلية. لذا اتجه المزارعون نحو الاستمرار في زراعة الحبوب المحلية بمختلف أصنافها لتحقيق الأمن الغذائي.
وبعد سنة كاملة عمل فيها المزارعون بكل جهد واجتهاد لزراعة الذرة وانتظار موسم الحصاد الذي يمثل احتفالا كبيرا لجني ما عملته أيديهم، فتمتلئ الأراضي الزراعية بالكثير من المواطنين في المناطق التي تشهد زراعة الذرة، لشراء ومعاينة جودة الذرة التي تكون فرصة سانحة لتأمين مخزون غذاء لفترة طويلة.
بدأ المزارع خالد أحمد محمد خريسان من منطقة خبت لسلوم في حوض دلتا أبين حصاد الحبوب، وسط فرحة كبيرة أنسته عناء موسم الزراعة والأوقات الصعبة التي عاشها للاعتناء بالمحصول حتى وقت حصاده. بمشاركة أفراد أسرته يقف خريسان أمام آلة الحصاد أو ما تسمى باللهجة المحلية في محافظة أبين "باللباجه".
"خريسان" مزارع مجتهد ومتخصص في زراعة الحبوب الذرة الرفيعة والذرة الشامية بمساحة 5 أفدنة وحصد 76 كيساً من الحبوب. ويتميز محصول الذرة الرفيعة بأنه محصول قد يستمر لأكثر من موسمين يعطي إنتاجاً حوالي طنين للفدان.
ويمتلك المزارع خريسان مساحة لا تقل عن مائة فدان ويعمل على تطبيق الدورة الزراعية، حيث يقوم بزراعة كل موسم نصف المساحة والنصف الآخر يريحها للموسع المقبل.
وقال المهندس الزراعي عبدالقادر خضر السميطي لـ"نيوزيمن": حصد المزارع خالد خريسان هذا الموسم إنتاجا وفيرا وحبوبا نقية. وشاركنا معه فرحة الحصاد وفرحة الانتهاء من الموسم الزراعي بنجاح، مضيفا: "كل هذه المحاصيل تدخل في تحقيق الأمن الغذائي وتحقيق سبل العيش في اليمن، ويناضل المزارعون في أبين من أجل استمرار زراعة الحبوب المحلية".
وأضاف المهندس السميطي: المزارعون في أبين يقومون بزراعة أنواع مختلفة من الحبوب خاصة الأصناف البلدية منها ويتم خزن جزء من المحصول ليكون بذورا للمواسم الزراعية القادمة.
وتمتاز مناطق حوض دلتا أبين بأرض خصبة، وتنتشر فيها زراعة الحبوب خاصة محصول الذرة الرفيعة فهي تعتمد على مياه الأمطار، وفق ما أفاد به الدكتور محمد سالم الخاشعة مدير مركز الكود للأبحاث الزراعية في محافظة أبين لـ"نيوزيمن".
ويضيف الدكتور الخاشعة: كل منطقة لها أصنافها، ففي دلتا أبين وأحور تنتشر زراعة "البيني"، داعياً إلى تشجيع زراعة الحبوب بمختلف أنواعها وأصنافها باعتبارها مصدرا للغذاء من خلال توفير وسائل الحراثة الحديثة والمتطورة. وكذا لا بد من توجيه مياه السيول للأراضي الخاصة بزراعة الحبوب في الأراضي الزراعية. ومنتجو الحبوب بحاجة للتحفيز والتشجيع والدعم اللازم من خلال التسويق للمحاصيل وتعزيز دور مركز البحوث الزراعية لإنتاج أصناف محسنة من الحبوب لضمان إنتاجية كبيرة وجودة عالية.
أبوبكر صالح عمر، مدير المركز الإرشاد والتدريب الزراعي بأبين، تحدث لـ"نيوزيمن" وقال: تعد الذرة الرفيعة من أهم الحبوب التي تزرع بالمحافظة خاصة مناطق يرامس التي كانت تعد من أهم المناطق الزراعية والتي ترفد المحافظة وكذا مناطق الدلتا بالحبوب.
ويضيف: في هذه الأيام انتشرت زراعة الحبوب في حوض دلتا أبين، واتجه الكثير من المزارعين لزيادة مساحتهم الزراعية بزراعة الحبوب وبالذات "البيني". ومن لم يتمكن من زراعة مساحة واسعه لجأ لزراعة الشواجب من أجل الحصول على كمية البذور لموسم الزراعة القادم.
وقال عمر: كما تنتشر زراعة الحبوب أيضا في مناطق كثيرة من دلتا أبين ومناطق لودر ومودية والوضيع، وهناك أصناف من الذرة الرفيعة منها الحيمر والصيف والحيق والبكر وغيرها.
وبرغم الجهود التي يبدلها المزارعون في محافظة أبين من أجل عودة الزراعة لسابق عهدها إلا أن القطاع الزراعي في محافظة أبين تأثر كثيرا جراء الحروب والنزاعات التي شهدتها محافظة أبين منذ العام 2011م وكذا 2015م. ولحق الضرر بالبنية الزراعية التي ما زالت تعاني من تبعات تلك النزاعات وكذا تعرض كثير من السدود والحواجز والقنوات الزراعية للجرف جراء تدفق السيول والتي ألحقت أضراراً كبيرة في حوض دلتا أبين في واديي بنا وحسان.