"الشقب" في تعز.. شاهد حي على إرهاب الحوثي وإجرامه
الجبهات - Thursday 11 July 2024 الساعة 04:26 pmفاجعة كبيرة، عاشها أبناء منطقة الشقب التابعة لمديرية صبر الموادم في محافظة تعز، صباح الأربعاء، عقب سقوط قذائف أطلقتها ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، على منازلهم وبصورة عشوائية.
القصف الحوثي أسفر عن مقتل طفلين وإصابة 8 آخرين بجراح خطيرة عقب انفجار أحد المقذوفات التي أطلقتها الميليشيات في باحة إحدى المنازل قرية حبور. جريمة بشعة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الحوثيون بحق أبناء الشعب اليمني منذ احتياجهم للمحافظات وإعلان حربهم العبثية.
ووفقا للقاضية "إشراق المقطري" عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان أن مديريات في تعز ما يزال سكانها عرضة للقصف والقنص.
وأضافت في سلسلة تغريدات على منصة "إكس": الساعة (8:30) صباح الأربعاء، قذيفة تقتل 3 مدنيين (رجل وطفلتين) وتصيب 5 مدنيين جميعهم أطفال ونساء في قرية حبور في منطقة الشقب بمديرية صبر الموادم.
وأشارت المقطري: أن القذيفة أودت بحياة الطفلة أمل رفيق محمد الحبوري (5 سنوات)، والطفل “حسين صادق محمد علي سعد (3 سنوات) فيما أصيب 5 أطفال هم (أريام صادق محمد علي (7 أعوام)، رامز عبدالرحمن عبدالله صالح (12 عاما)، أحمد عبدالقوي محمد الحبوري (12 عاما)، إحسان رفيق محمد علي (7 أعوام)، بيان صادق محمد علي (4 أعوام) ورجل في السبعين من عمره يدعى عبدالله علي محمد سعد)".
إرهاب متواصل
ما تعرضت له منطقة الشقب، جنوب شرق تعز، من إجرام وحشي على يد ميليشيا الموت الحوثية ليس بجديد. فالأهالي يتعرضون وبشكل مستمر منذ العام 2015، لسلسلة من الجرائم والانتهاكات بين القصف والقنص والاستهداف المباشر والتضييق وفرض الحصار والاعتقالات وغيرها من الأعمال الإجرامية التي كشفت القناع الحقيقي لهذه الجماعة الإرهابية
ومنطقة "الشقب" هي عبارة عن مجموعة قرى تضم بداخلها 10 آلاف نسمة، وتتناثر بيوتها على 30 تجمع صغير يتوزع على منحدراتها وسفوحها ووديانها. وسكانها من أوائل من رفضوا دخول ميليشيات الحوثي والتمركز فيها وهو ما جعلها شوكة في حلق هذه الجماعة الإرهابية.
ومع زحم عمليات تحرير مناطق محافظ تعز، هب سكان الشقب للمشاركة مع المقاومة الشعبية لدحر ميليشيا الحوثي من مواقع في منطقهم، تم دحرهم إلى خارج المنطقة، وهو ما جعل الميليشيا تصعد من انتهاكاتها وإجرامها ضد الأهالي انتقاماً على مقاومتهم ورفضهم الانخراط في المشروع الحوثي.
وبرز الانتقام الحوثي ضد أهالي "الشقب" من خلال أعمال القصف العشوائي وإمطار منازل المواطنين بالقذائف والصواريخ التي استهدفت المدنيين بدرجة أساسية. وبحسب تقرير حقوقي مدني صادر عن لجنة الحقوق الإنسانية والتنموية والرصد الشقب–تعز، أسفرت عمليات القصف والاستهداف الحوثي في مقتل وإصابات أكثر من 500 مدني خلال الفترة من 2015 وحتى يوليو 2023.
وأشار التقرير إلى أن حالات القتل بلغت (67) حالة قتل، بينها (13) طفلاً و(10) نساء و(42) رجلاً، جميعهم من المدنيين. فيما بلغت حالات الإصابة (451) منها (216) قنصًا مباشرًا، منهم (83) طفلا و(125) نساء و(218) رجلا، موضحًا بأن هذه الإصابات تسببت بإعاقات دائمة لـ(5) أطفال و(8 نساء و(22) رجلا.
وأشارت اللجنة أن مليشيا الحوثي ارتكبت خلال الفترة المذكورة 11 ألفًا و132 انتهاكا، توزعت بين القصف والقنص وضحايا الألغام والاختطافات وأضرار طالت ممتلكات عامة وخاصة وإخفاء قسري وغيرها من الجرائم التي يمارسها الحوثيون في المناطق اليمنية.
وبحسب التقرير الحقوقي تعرضت منطقة الشقب لأعنف أعمال قصف عشوائية، حيث بلغت عدد القذائف التي جرى إطلاقها ضد المدنيين من قبل الحوثيين أكثر من 5 آلاف قذيفة صاروخية ومدفعية منذُ بدء الحرب في العام 2015م.
إرهاب حقيقي
من جانبها الحكومة اليمنية أدانت ما تعرض له أبناء منطقة الشقب في محافظة تعز، من أعمال قتل ممنهجة على يد ميليشيا الحوثي. مشيرة إلى أن ما جرى من قتل للأطفال في قرية حبور يكشف الوجه الإرهابي الحقيقي لهذه الميليشيات التي تدعي نصرة الشعب الفلسطيني ونصرة أطفال غزة.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الارياني، في تغريدات على منصة "إكس": "لم تكتف مليشيا الحوثي كعادتها في ارتكاب جريمة القتل العمد بحق الأطفال، امتدادا لأعمال القتل الممنهج الذي تمارسه بحق أبناء محافظة تعز منذ 9 أعوام، بل ذهبت عبر وسائلها الإعلامية لتوجيه أصابع الاتهام للجيش الوطني، في محاولة للتشويش على الحادثة والتنصل من مسئوليتها الكاملة عن هذه الجريمة النكراء وتضليل الرأي العام".
وأضاف: "هذه الجريمة تعكس الوجه الحقيقي لمليشيا الحوثي الإرهابية التي تزايد بالقضية الفلسطينية وتدعي كذبا وزورا حميتها وإنسانيتها وتحركها لنصرة "غزة"، فيما أيديها غارقة في دماء اليمنيين، وممارساتها اليومية من قتل وتهجير وتشريد وتفجير للمنازل، وقصف للمدن والقرى والعزل والأحياء السكنية، وقطع الطرقات ومحاصرة المدن، والاختطاف والإخفاء قسري، وتعذيب المختطفين".
وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي سرعة تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية عالمية"، وفرض عقوبات عليها وتفعيل القرارات الدولية وممارسة ضغط سياسي على الدول التي قد تدعم أو تتغاضى عن أنشطتها الإجرامية.