غرق مدينة الحديدة بمياه الأمطار يعري فساد مشاريع الحوثي التنموية

تقارير - Friday 02 August 2024 الساعة 07:32 pm
الحديدة، نيوزيمن:

عرت سيول الأمطار التي شهدتها محافظة الحديدة، غرب اليمن، مدى فساد القيادات الحوثية المعينة في قيادة المكاتب التنفيذية بالمحافظة والعبث المستمر في استنزاف أموال الإيرادات والمنظمات الدولية المخصصة لتحسين المحافظة خاصة في جانب تصريف مياه الأمطار.

وتداول الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة، صوراً لغرق شوارع رئيسية في مدينة الحديدة بمياه الأمطار وتجمعها بشكل كبير، وسط عرقلة حركة المرور وصعوبة التنقل بين المناطق داخل المدينة.

تكدس مياه الأمطار في الشوارع أماط اللثام عن الكثير من مشاريع الفساد التي يشرف عليها قيادات حوثية بارزة معينة في السلطة المحلية ومكتب الأشغال العامة والطرق وصندوق النظافة وتحسين المدينة. فخلال السنوات الماضية جرى اعتماد مليارات الريالات من إيرادات الحديدة أو من قبل منظمات وجهات مانحة دولية بهدف تأهيل قنوات تصريف المياه وإنشاء بدائل للقنوات القديمة في ظل الانسدادات المتكررة.

ومع حلول موسم الأمطار كل عام تبرز مشكلة تجمع مياه الأمطار في الشوارع والأحياء السكنية في الحديدة، وباقي المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية. وهو ينتج عنه لاحقاً انتشار كثير من الأمراض والأوبئة الخطيرة في مقدمتها الملاريا والكوليرا وحمى الضنك وغيرها. ولا تجد قيادات مليشيا الحوثي أدنى حرج في استثمار هذه القضية وأوجاع اليمنيين من أجل الحصول على أموال الإيرادات والجهات المانحة، حيث تتحول الكوارث الطبيعية وأوجاع المواطنين إلى موسم مزدهر للنهب والفساد. 

وتؤكد الكثير من التقارير على أن المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي تنهار وتتسبب الكوارث الطبيعية في مقدمته الأمطار بدمار كبير وهائل كون البنية التحتية متهالكة وغير مؤهلة منذ انقلاب الميليشيات وسيطرتهم على السلطة في 2014. ويعد قطاعات الطرق والأشغال العامة والنظافة أهم القطاعات التي تستغلها الميليشيات للنهب والتدمير والاستحواذ على أموال طائلة.

الناشط الحديدي بسيم الجناني وعبر صحفته في منصة "إكس" قال إن غرق مدينة الحديدة بمياه الأمطار جاء بسبب الفساد المستشري في قيادات الحوثي المسيطرة على السلطة المحلية. موضحا أن هناك نهبا لمليارات الريالات تحت مسمى "مشروع تصريف مياه الأمطار في الحديدة".

وأضاف الجناني: "إن مليارات الريالات نهبها القيادي الحوثي "عبدالجبار الجرموزي" من صندوق المجلس المحلي بالحديدة باسم مشروع تصريف مياه الأمطار وها هي اليوم عند أول اختبار لأمطار غزيرة تغرق مدينة الحديدة بكافة شوارعها".

وفي 1 فبراير الماضي، كشفت وسائل إعلام حوثية بينها "وكالة سبأ" التابعة لهم، أن مكتب الأشغال العام والطرق في الحديدة نفذ مشاريع تنموية وخطة تأهيل وصيانة للطرقات ومشروع تصريف مياه الأمطار وغيرها. وبلغت عدد المشاريع المعترف بتنفيذها 52 مشروعا بتكلفة إجمالية 23 مليارا و482 مليونا و338 ألف ريال، توزعت على 38 مشروعا في مجال الطرق بتكلفة 19 مليارا و48 مليونا و548 ألفا و990 ريالا، و14 مشروعا في مجالات خدمية متنوعة بتكلفة أربعة مليارات و433 مليونا و789 ألف ريال.

وأعلنت الميليشيات عبر تقرير رسمي صادر عن المكتب إنجاز مشروع تصريف مياه الأمطار جوار مكتب التربية بمديرية الميناء المرحلة الأولى بتكلفة 228 مليونا و397 ألف ريال، واستكمال قناة تصريف مياه الأمطار -جولة الساعة الكورنيش المرحلة الثانية بتكلفة 299 مليونا و220 ألف ريال. وتنفيذ قناة مياه تصريف الأمطار شارع الصماد بتكلفة 486 مليونا و497 ألف ريال، ورصف حجري لعدد من الشوارع في شارع النجدة بمساحة 800 متر بتكلفة 329 مليونا و502 ألف ريال.

وأقرت الميليشيات الحوثية باستكمال المرحلة الأولى لمشروع قناة تصريف مياه الأمطار شارع جمال بمدينة الحديدة بتكلفة 593 مليونا و350 ألف ريال، واستكمال مشروع تصريف مياه الأمطار في المدينة للمرحلة الرابعة بتكلفة 157 مليونا و554 ألف ريال، وكذا إنجاز مشروع تصريف مياه الأمطار أمام جامع الكويت بتكلفة 87 مليونا و280 ألف ريال. واستكمال تنفيذ قناة تصريف مياه الأمطار -جولة الساعة الكورنيش المرحلة الثالثة بتكلفة 704 ملايين و734 ألف ريال، وترميم عدد من الشوارع بمدينة الحديدة بترميم الحفريات وعمل طبقة إسفلتية المرحلة الأولى بتكلفة 584 مليونا و995 ألف ريال.

وتتعالى الأصوات المنددة بفساد القيادات الحوثية مع اشتداد الأمطار الغزيرة التي تضاعف من دمار البنية التحتية وتصيب الحياة بالشلل. موضحين أن مشاريع قنوات تصريف المياه تحولت إلى مشاريع لتصريف الأموال من خزائن المحافظة والمنظمات دون المبالاة بما تسببه هذه الكوارث الطبيعية على المواطنين بالمناطق الواقعة تحت سيطرتهم.