عمليات عسكرية مشتركة بين الجيش الأمريكي والقوات الإماراتية في اليمن

السياسية - Tuesday 27 March 2018 الساعة 06:48 pm
ترجمة خاصة، نيوزيمن:

في زيارته إلى سلطنة عمان هذا الشهر، وصف وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس العمليات المشتركة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة لمكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة في اليمن بأنها نموذج ناجح للقوات الأمريكية الموجودة في البلد الذي مزقته الحرب.

واستشهد وزير الدفاع الامريكي بالمعركة التي قادتها الإمارات لاستعادة ميناء المكلا الجنوبي من قبضة التنظيم الإرهابي الذي استولى عليه في عام 2016 قائلاً: "إن دولة الإمارات العربية المتحدة، بمساعدة الاستخبارات الأمريكية، استطاعت بإقامة علاقات مع القبائل والشبكات المحلية وساعدتهم في طرد التنظيم، وسقط ميناء المكلا في غضون 36 ساعة بعد أن استولى عليه القاعدة لمدة عام. ولذا فنحن هناك لنساعدهم في ذلك. ونقدم لهم نوعا من الجهد".

واستولى التنظيم على مدينة وميناء المكلا في أبريل 2016. وتكثفت الجهود الأمريكية-الإماراتية ضد القاعدة منذ ذلك الحين، وتم تحرير شبوة مؤخرًا، وأبين، وأحور، وبلدات أخرى حول محافظة حضرموت.

وأشاد الخبراء الذين تحدثوا لصحيفة "ذا ناشيونال" بالفعالية العسكرية، والمواءمة الاستراتيجية والعناصر المحلية، وراء تعزيز الروابط بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في الحرب.

وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن الأهمية الاستراتيجية لليمن تكمن في موقعه الجغرافي الذي يقع "على أحد أكثر الطرق ازدحاما للتجارة البحرية الدولية في العالم بأسره" ، كما يقول نيكولاس هيراس، وهو زميل أقدم في مركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن، والذي يركز على مسائل اليمن.

وقال الخبير نيكولاس هيراس "إن عدم استقرار اليمن يمثل تهديدا مباشرا على طرق التجارة العالمية الحيوية".

وأضاف هيراس "إن تنظيم القاعدة في اليمن قد استخدم هذا الموقف للتخطيط لشن هجمات ضد الولايات المتحدة".

إن الهجوم على المدمرة "يو اس اس كول" في عام 2000، محاولة التفجير الفاشلة لطائرة ركاب فوق مطار ديترويت، والهجوم على السفارة الأمريكية في صنعاء في عام 2008، ومؤامرة الطرود المفخخة المحبطة في عام 2010 هي أمثلة على تهديد التنظيم للمصالح الأمريكية.

وفي حين أن البنتاجون يعترف فقط بوجود "عدد محدود" من القوات الأمريكية في اليمن، يعتبر هيراس أن الجيش الأمريكي "منخرط بقوة في الصراع في اليمن، بطرق من شأنها أن تفاجئ الشعب الأمريكي".

وقال "ليس من المبالغة القول إن اليمن هي اخطر حرب يخوضها جنود أمريكيون في الشرق الأوسط لم يسمع عنها الأمريكيون أبدا".

وحث ماتيس الأسبوع الماضي الكونغرس بنجاح على إعاقة مشروع قانون كان سيطلب من أي قوات أمريكية غير متورطة في محاربة القاعدة في اليمن مغادرة البلاد في غضون 30 يوما.

لكن عندما يتعلق الأمر بمحاربة القاعدة وداعش في اليمن، فإن مستوى التعاون بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة أصبح الآن قريبا إلى درجة أن الجيش الأمريكي "وافق على القيام بعمليات مباشرة مشتركة مع القوات الإماراتية"، وفقا للخبير هيراس.

من جانبه قال الخبير والمحلل في مؤسسة "نافانتي" الأمريكية للأبحاث والتحليلات جون أرتربيري، لصحيفة "ذا ناشيونال" إن التركيز الضيق للبعثة الأمريكية في اليمن هو "محاربة القاعدة وداعش، في الوقت الذي يدفع فيه أيضا إلى وقف الحرب الأهلية".

وقال أرتربيري والمختص بالشؤون اليمنية: "أصبح القاعدة في جزيرة العرب متقهقرا، فالقوات المحلية المدعومة من الإمارات استطاعت دحر التنظيم بشكل منهجي من البلدات والمدن والمناطق النائية في جنوب اليمن، كما أمنت الأودية الريفية على مدار الشهر الماضي" واعتبر أن محافظتي حضرموت وشبوة مثالين رئيسيين على ذلك.

وترى الولايات المتحدة أن الإمارات دولة تمتلك قوات مسلحة قادرة وذات مصلحة دائمة في جنوب اليمن، كما يقول أرتربيري. مشيرًا أن "هذه الأهداف والقدرات التكميلية تمكن الشراكة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة من مواصلة جهود مكافحة الإرهاب في جنوب البلاد".

وعلى الأرض "تعمل الإمارات مع القبائل والشبكات المحلية الأخرى، ضد تنظيم القاعدة" وفقا لأرتربيري.

إلا أن الخبير أرتربيري حذر من أن أي تدخل في جنوب اليمن يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الفصيل القوي الذي يفضل انفصال الجنوب، معتبرًا أن ذلك سيكون مهمة صعبة لأي دولة تتورط في اليمن في المستقبل.

وهذا الشهر، حذر الجنرال الأمريكي روبرت آشلي، مدير وكالة استخبارات الدفاع، من تزايد تهديد المتمردين الحوثيين للممرات البحرية الدولية، وقال إن قدراتهم الجديدة تشمل "الصواريخ المضادة للسفن والقوارب المحملة بالمتفجرات والألغام"، مما يجعل من حرب اليمن "تهديدا للممرات البحرية الدولية الحيوية عبر البحر الأحمر".

*ترجمة حرفية عن صحيفة "ذا ناشيونال" الأمريكية