الحمادي ومخاوف الإصلاح من بعث اليسار في تعز

السياسية - Thursday 03 May 2018 الساعة 08:44 am
تعز، نيوزيمن، عماد طربوش:

كان عدنان الحمادي أول قائد عسكري يقود لواء في الجيش يعلن انحيازه لصف الرئيس هادي والشرعية عام 2015 ولحقه بعد ذلك عبد الرب الشدادي في مأرب ليشكل الاثنان، حينها، نواة لعمل عسكري مقاوم للتمدد الحوثي في شرق اليمن وجنوبها.

خرج الحمادي من اللواء 35 بعدد محدود من الآليات العسكرية بينها دبابات ساهمت لاحقا في تشكيل خط نار تصدى لمحاولات حوثية متكررة لابتلاع مساحة تواجد المقاومة في الروضة وقلب شارع جمال والتحرير الاسفل والمغتربين والمسبح.

بعد البدايات وتدفق الدعم الخليجي للمقاومة في تعز توجه الحمادي إلى استدعاء قدامى المحاربين من الذين كانوا ضمن قوات المضلات والصاعقة في نهاية السبعينات وذلك للاستفادة من خبراتهم العسكرية كمدربين ومهنيين وفتح جبهاته لكل من يريد الالتحاق بالشرعية من جنود الجيش الرافضين للانقلاب من أبناء تعز واشتغل على تكوين وحدة عسكرية مهنية رافضا فكرة العمل كفصيل مقاومة كما هو حال الفصائل التي تشكلت في المدينة .

خطوات الحمادي لتأسيس جبهة عسكرية ذات خبرات تراكمية لجيلين من الجنود، استفزت الإصلاح الذي اعتبر قدامى المحاربين جنودا ينتمون للتنظيم الناصري والحزب الاشتراكي، وهذا سيبعث روح اليسار واحلام جيل ما قبل ال90 في تعز، الأمر الذي يعتبره الاصلاح خطرا وجوديا بالنسبة لمشروعه في تعز خصوصا وان التحالف العربي اتكأ في بدايات عملياته على الاصلاح كقوة منظمة على الارض وهذا اكسب الاصلاح زهوا وطمعا باقتناص الفرصة وازاحة كل المنافسين.

واصل الحمادي البناء الهيكلي للواء 35 وسط حقل الغام ومؤامرات من قبل الاصلاح وصلت حد استخدام الجبهات ضده وتقديم تسهيلات بشكل غير مباشر للحوثيين للنيل من اللواء 35 وقائده مما تسبب في خسارة اللواء مجموعة من اهم قادته وضباطه كالشهيد العقيد العوني والعقيد علي قحطان وقائمة ليست هينة من الضباط كانوا في الجيش اليمني وانضموا لقوات اللواء 35 ولا زالت هذه المؤامرات تتوالى حتى اليوم بأشكال وصور مختلفة.

فتح الاصلاح للحمادي جبهة في المسراخ من خلال انسحاب مجاميع المقاومة من جبهات صبر وذلك لضرب اللواء 35 من الظهر ومنعه من التواجد في الضباب على مدخل تعز وابعاده عن المدينة والاقتراب منها او الدخول اليها في حال استطاع فتح خط الضباب.

حارب الحمادي في المسراخ والضباب وانتقل الى الصلو وبني عمر والتربة والاحكوم والكدحة، ولازال حتى السبت الماضي يواجه زحف الحوثيين على هيجة العبد وسط تخاذل قوات اللواء الرابع مشاه جبلي الذي شكله الاصلاح مؤخرا ليكون احد فكي الكماشة التي ستخنق الحمادي وقواته الى جانب الفك الثاني الذي يشكله اللواء الخامس حرس رئاسي الذي تم تموضعه في بير باشا ومدخل تعز من جهة الضباب منفذ تعز الوحيد حاليا.

فرض الاصلاح من خلال هادي احد ضباطه اركان حرب اللواء ولم يعترض الحمادي ولم يعلق حتى على التعيين وكذلك عين المحور ضباطا في مناصب قيادية في اللواء بدون العودة للحمادي وسحب عناصر من قوام اللواء الى اللواء الرابع مشاه جبلي والى اللواء 17 مشاه التابعين للإصلاح وكل تلك الممارسات تهدف الى منع بقاء الحمادي خارج دائرة الهيمنة الإصلاحية.

يعتبر الاصلاح اللواء 35 جناحا عسكريا للناصريين ومخرزا اماراتيا في عين نفوذه ويعتبره الرئيس هادي نصيب عبد الله نعمان احد مستشاريه غير المتملقين والذي يخشى ذهابه وحزبه الناصري مع الحزب الاشتراكي نحو خيارات خارج دائرة التحالف الثلاثي مع هادي اضافة إلى الإصلاح.

وبتواجد اللواء الرابع مشاه جبلي بقيادة الاصلاحي الجبولي في مناطق تحيط بالتربة وتفصل لحج عن تعز يضاف لها استحداث تموضع جديد لقوات اللواء الخامس حرس رئاسي في هيجة العبد وتواجد قيادته ومقره في بيرباشا على مدخل تعز، يذهب الاصلاح الى حصار الحمادي وقواته بعيدا عن التماس مع مدينة تعز وايضا مع الجنوب بوضع اللواء الرابع على حدود تعز لحج.

ورغم كل هذه المؤامرات يدين الحمادي بكثير من الود للرئيس هادي ولثورة فبراير وحتى ان تصريحاته حول علاقاته بالتحالف اقل حميمية من تصريحات قيادات محسوبة على الإصلاح، غير أن ثقة التحالف بالحمادي كضابط منضبط وذي مصداقية يراكم حقدا اضافيا عليه من قبل الاصلاح الى جانب المخاوف من أيديولوجية الناصرية كما يصنفونه.

الأيام القادمة ستشهد تكالبا ضد الحمادي واللواء 35 على إثر انشاء التحالف غرفة عمليات في مناطق سيطرة الحمادي لإدارة عملية عسكرية لتحرير تعز من محوري الغرب والشرق وسيكون للحمادي حضور مهم في العملية ولن يتوانى الاصلاح في استخدام اية اوراق يراها مناسبة لتحقيق غاياته.