خدمات "التيار القطري" للحوثيين تشعل حرائق يمنية عشية شهداء ديسمبر

السياسية - Monday 03 December 2018 الساعة 10:27 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

صخب وضجيج منفر خلال يوميات يمنيين على فيسبوك بالتزامن مع الذكرى الأولى لانتفاضة ديسمبر واغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأمين المؤتمر عارف الزوكا. خدمات وفرها "التيار القطري"، كما يقال هنا، لمصلحة الحوثيين بصفة "صنع خصيصاً"، الإلهاء عن معركة كبيرة بحرائق صغيرة ومؤذية، هي خبرة تيار مشهود له بالحرائق، عشية 4 ديسمبر، ذكرى شهداء انتفاضة ديسمبر 2017.

حالة من الاستعادة المفاجئة لسجال وحال 2011 في 2018: خصوم صالح والذين تثوروا على حكمه ورئاسته عادوا إلى الساحة والخيمة نفسها، وكأن الزمن لم يتحرك أو شيئاً لم يحدث خلال ثمانية أعوام. واستعاد أنصاره المتحفزون تماماً مشاعر الألم والحمية معاً لزعيمهم الذي قضى شهيداً وهو يقاتل الحوثيين.

متارس و"حسابات"

"حسابات سيئة" هي ما يمكن قوله بإزاء، حسابات يمنيين في فيسبوك خصوصاً، من أعمار مختلفة وليسوا شباباً فقط، ومن خبرات ومجالات مهنية مختلفة، والقاسم المشترك "نشطاء وثوار"، كانت طافحة بخليط غريب من مشاعر التشفي والاستهزاء والتهجم والعداوة والاستخفاف والتخوين وحتى السباب والشتائم السوداء لم تغب. تخندق صف متنوع من الناس الذين يستعيدون خطاب ولغة وجبهات 2011. من يخدم الحوثيين هكذا والآن؟ سؤال كبير راج خلال الحسابات وما يتخللها من حملة موجهة.

وتمايز إصلاحيون شباب وإعلاميون عن هؤلاء، رافضين قدح معركة بهكذا عناوين في هذه الظروف وتبديد الجهود والصفوف على حساب معركة جمهورية يجب أن تتوحد لها الصفوف والجهود.

وفي الجهة الأخرى، كان "صالحيون" من أعمار ومستويات مختلفة يلملمون أنفسهم ويتداعون إلى فزعة طارئة (..)، هنا غالب الجهود ذاتية. ليسوا جبهة "مؤتمرية"، لأن المؤتمر لم يعد جبهة واحدة (وإن كانوا مؤتمريين) إنما هم الآن "صالحيون" أكثر من أي شيء.

مؤتمريون كُثر غابوا ولم يعودوا يهتمون الآن، بقي فقط النفر المرتبط بصالح الشخص والرمز. ليس لديهم مرجعية الآن. إنهم فقط يمثلون أنفسهم وباسمها يمارسون.
آلمهم، فيما يبدو واضحاً، أن يتعرض صالح في ذكرى اغتياله لحملة قاسية وظالمة ومسفة أحياناً كثيرة.

على موجة قطرية

.. هي حملة بدت منظمة ومقصودة أكثر من كونها ضوضاء وليمة في المناسبة. من يفعل هذ؟ وفي هذا التوقيت؟ ولأي غرض؟

يشار بالبنان علناً وبصوت عالٍ في بعض حسابات إلى جبهة حرب محسوبة على توكل كرمان وتيارها القطري الثوري المعبأ بمواقف وحدة وأحقاد صاحبة نويل. حسابات كثيرة بطابع شابي وأسماء مفروزة سلفاً على هذه الجبهة كانت هي أكثر من مارس خبرة الإغاضة والتسفيه والشتم المقذع والنيل المسف من صالح، بطريقة تجازوت أحياناً سقف خيمة 2011.

خبرات جماعة وجوقة "إسقاط النظام" لم تتوقف أبداً عن مشروعها المقيم في ساحة إسقاط نظام صالح قبل ثمانية أعوام أو يزيد. إلى اليوم لا يزال صالح عدوهم الأول. لا أحد على الإطلاق عرض أو جاء في باله أن يتحدث عن الحوثيين، وكأنهم أيضاً حلفاء الساحة والخيمة نفسها في ذلك الوقت.

حلفاء معركة كبيرة

في الوسط يتموضع دعاة تهدئة وحلفاء مع جهود معركة يجب أن لا تنحرف عن مجال الانقلابيين الحوثيين كهدف جامع.

في محاولة لفهم ما يحدث سنقرأ "مضى صالح وبقي خصومه يحافظون على الخصومة معه والخوف منه. كما هو عندما ترك لهم السلطة ناصبوه العداوة نفسها يوم كان رئيساً. حتى وقد سقطت أباطيلهم وبقي باطلهم. والبطل ترجل مرتين، عن السلطة وعن الحياة نفسها."

ويكتب همدان العليي "السياسيون والصحفيون والأدباء الذين نظروا وطبلوا للحوثي خلال الفترة 2004 - 2014، هم أول من خانوا الجمهورية.. وما قاموا به، أفدح وأقبح من الدور الذي مارسه القبيلي البسيط والذي قاتل إلى جانب الحوثي بسبب فقره وجهله.

ويقول أيضاً، "بعض من نعتبرهم مثقفين ونخبة في اليمن، دأبوا -خلال الفترة من 2004 وحتى 2014- على تلميع الحوثيين وتصويرهم كجماعة مظلومة، و"فتية"، جاءت لمقاومة "القوى التقليدية"..!! سنوات طويلة وهم يخدرون المجتمع ويضعفون مناعته وحساسيته من الإمامة. سقطت صنعاء ووصل الحوثة إلى عدن وتعز.. بعدها بدأت نفس الشلة بالحديث عن القبائل التي "سلمت" صنعاء واليمن للحوثيين..!! ركزوا، القبائل اليوم هم "القوى التقليدية" بالأمس، والتي كانوا يهاجموها بل ويصفقون للحوثي عندما كان يستهدفها..! وفي كل الحالات يخدمون الحوثي.. بالأمس واليوم."

وفي تويتر يكتب نبيل الصوفي "إن أردتم معرفة السر وراء استمرار الحقد الشرعي الإصلاحي على الصالح إلى اليوم، بعد عام من شهادته، فهذه بعض مفاتيح ذلك..
لقد انكشفت أكاذيبهم الضخمة التي راكموها ضد الرجل الذي تركهم يحكمون فاستكثروا عليه تاريخه."

ويضيف جديداً إلى النقاش في تغريدة أخرى، "قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان معزياً في الرئيس علي عبدالله صالح بعد أسبوع من شهادته: "دمه ذمة في أعناقنا". وسألت فرنسا وهولندا سؤالاً مذهولاً: "ألم يقل لنا أن الرجل هو من يتحكم فعلاً بالجيش والدولة.. كيف لم نعرف حقيقة الوضع في صنعاء".

نجيب غلاب، من أكثر من يتصدى لحملة اعتبرها مشبوهة ومغرضة في هذا التوقيت. ويقول "اعتمد الطابور الخامس على تحليلات هدفها الجوهري إحداث خلل واختراق يهز أركان وحدة الصف والإجماع الوطني لإنقاذ بلادنا من كهنوت الخمينية ووكيلها المستعمر الداخلي الخبيث. علينا أن نقاوم بالصبر وبالتسامح فيما بيننا وجعل التضحية لإنقاذ بلادنا هدفنا السامي. مستقبل اليمن أمانة في أعناقنا".

ويشدد غلاب على ‏"رص الصفوف وتحرير المؤسسات ووحدة الإرادة اليمنية والالتزام المطلق بالدولة أهم مرتكزات الحراك المقاوم أين ما كان وأين ما حل..
‏ويجي أحمق يقول لك يعترفوا بالشرعية، طيب وايش بيعمل كل مقاوم رسمي وغير رسمي. الشرعية بجانبها الرسمي وغير الرسمي بما في ذلك المعارضون تكامل وإنقاذ ومسار جمهوري."

"إنه وطن لا حقل ألغام" كما عنون محمد جميح وكتب تحته منشورا طويلا، في ذات النقاش، مستهجنا افتعال معركة جانبية خاطئة "إن الذي يذكي خلافاتكم حول صالح وفبراير والمؤتمر والإصلاح والإخوان والسلفيين والجنوبيين والشماليين، إنما يريد أن ينفرد بكم واحداً واحداً.. لا تجعلوا لكم إلا شعاراً واحداً، هو شعار الجمهورية، وادخلوا فيه على ما لديكم من فروق سياسية.. جربوا أن تتفقوا ليوم واحد وسترون".

وصية جميح "اتركوا صالح وفبراير للتاريخ.. هذا ليس وقت الخوض في التجربتين..
سيأتي وقت لهذا الترف، لكن ليس الآن.. كفوا عن هذه الخلافات الآن على الأقل.. الحوثي يدخل عليكم من خلال هذه الخلافات.. لو برز المشروع اليمني ستسقط شعارات إيران والإمامة".

‏كما هي رسالة نجيب غلاب "لكل جمهوري يماني وعروبة خالصة للمبادئ والقيم الوطنية والعربية لديننا العظيم نواجه خطرا قاتلا ووحدة الصف مجد لإنقاذ اليمن من الخمينية ووكيلها المستعمر الداخلي. أعلنها باليقين اليماني والعربي تسامح وأخوة وحرية ومساواة وأعفو عمن ظلمني من الجمهوريين وأعلن أن لا عدو لي غير ولاية الكهنوت".