إذكاء الصراعات وإسقاط الأنظمة وتقاسم النفوذ

السياسية - Tuesday 02 April 2019 الساعة 03:47 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

أطلق الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الأحد، في القمة العربية بتونس تحذيراً من استمرار التدخلات التركية الإيرانية في الشأن الداخلي للدول العربية، بعد سنوات من استمرار هذا التدخل ومفاقمته للأزمات وإطالته للحروب الدائرة في أكثر من قطر.

ويأتي إطلاق هذا التحذير في وقت تكشفت سيناريوهات وأطماع إيران وتركيا في الوطن العربي ودورهما في تفجير الأزمات وإذكاء الفتن والحروب في عدة بلدان باتت تغرق اليوم في بحيرات الدم، وتحولت منجزاتها ومكتسباتها الوطنية إلى دمار وأطلال بعد أن عصفت بشعوبها وجعلت الملايين من أبنائها ضحايا ما بين قتيل أو مصاب أو مشرد داخلياً أو نازح خارجياً.

وإن اختلفت الوسائل والتكتيكات التي تتبعها الدولتان لكنهما تلتقيان في الغايات والأهداف التي تتعارض مع مصالح الدول العربية المستهدفة وتهدد الأمن القومي العربي.

وإذا كانت إيران، وانطلاقاً من حقدها الدفين ضد العرب والمسلمين الذين قضوا على حضارة فارس، سباقة في نسج خيوط المؤامرات ضد الدول العربية في إطار ما تسميه "تصدير الثورة"، وذلك منذ استيلاء نظام حكم ديني استبدادي متطرف بقيادة الخميني أواخر سبعينات القرن المنصرم، فإن تركيا وانطلاقاً من طموحاتها الاستعمارية لإعادة احتلال الوطن العربي سعت منذ وصول حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب اردوغان الذي يمثل فرع الإخوان المسلمين في تركيا إلى السلطة عام 2002 لرسم استراتيجية جديدة للهيمنة على المنطقة العربية تحت شعار الخلافة العثمانية الجديدة وذلك بعد أن أوصدت أوروبا أبوابها أمام هذا النظام للانضمام للتكتل الأوروبي.

وبالتوازي بات البلدان يعبثان بأمن واستقرار المنطقة العربية ويذكيان الفتن الطائفية والمذهبية وينشران "الفوضى الخلاقة"، الأمر الذي انعكس سلباً على الأمن القومي العربي.

ومثلما يتبنى نظام ولي الفقيه في طهران تصدير الثورة الشيعية وأفكارها المتطرفة التي تسعى لتكريس "حق الولاية" بمزاعم تدعي الحق الإلهي للحكم وحصره في سلالة واحدة من البشر، يسعى النظام التركي لتصدير الإسلام السياسي ممثلاً بفكر جماعة الإخوان المسلمين -الذي يعد منبع فكر الإرهاب القاعدي والداعشي- في سبيل إعادة ما يسميه "الخلافة الإسلامية" العثمانية.

وتتقاطع الاستراتيجيات الإيرانية التركية بأنهما تركزان على تقويض أنظمة الحكم والدولة الوطنية في عدة بلدان عربية لتؤسس على أنقاضها أنظمتها الدينية الاستبدادية أكانت "إمامية" شيعية أم "خلافة إخوانية" سنية.