عبدالسلام القيسي
"الإصلاح ".. من خصخصة الدين إلى قيادة اليمن للهاوية!
سمحنا للإصلاح التحدث باسم الله والقرآن فقادنا إلى الهاوية!
لولا نحن الذين اختصرنا الدين بهم لما نجح الحزب وغرر بالقطيع تحت يافطة "الله"، وهذا الغلط ليس بالدين وليس بالقرآن بقدر ما هو وجود الفجوة والتأصيل لكل ما هو ديني لصالحهم ونحن نعلم كيف يستغلونه لصالح مشروعهم الدنيوي وشواهد ذلك واضحة.
في الانتخابات كان "الاصلاح" يتهم معارضيه بالكفر والإلحاد وهم أكثر منهم صلاة وأقرب لله منهم، فالله للجميع وهم خصخصوه...!
يتحمل حزب الإصلاح وزر هذا الخوف من "القرآن"، وإقران حفظ كتاب الله بالتطرف.
فلولا تحدثهم باسم الله والقرآن وتناقض أعمالهم وتصرفاتهم معه لما وجدنا من يخشى على الوعي الجمعي وعلى البلاد من هؤلاء الذين احتفلوا بكتاب الله.
فالسبب سنوات الرماد، السبب سنوات الزيف باسم الله، السبب سنوات التحدث بلغة القرآن.
السبب لحى الكذب والمخاتلة، فهم الذين دعونا باسم القرآن وتنكروا للكتاب والشهيد صالح يعليه لحقن البلاد، وتخلى الزنداني عن إيمانه وصف مع الشارع، وتركوا يد صالح إلى اللحظة تشهد على زيف خطاب الإصلاح، قرآني القشرة وشيطاني اللب.
الإصلاح أفرغ الدين من محتواه، حولوا الله إلى علامة تجارية وخصخصوه لصالحهم فقط رغم أنهم حزب والديمقراطية من فقه الأرض لا فقه السماء، من فقه الذات السفلى لا فقه الأعلى، وهي شأن دنيوي يختص بتنظيم مدنية الفرد فحولوها إلى أخروية الفرد.
وعوضاً عن إبراز كفاءة الحزب في الحكم وتبجيد البرامج الانتخابية وسبل إيجاد منظومة مجتمع ديمقراطي طفقوا يواجهون خصومهم باسم الله والرسول وباسم الكتاب.. وهنا سقطت رمزية الله.
ولكن النصف الآخر من الخطأ يتحمله هؤلاء الذين يواجهون الإصلاح بالتنكر للثوابت واعتقدوا أن القرآن خطته جامعة الإيمان والله هو خاص بجماعة الإخوان ففاقموا المشكلة وأصبح القرآن تهمة والدين مسبة وتطرفا.
نحن أمام مشكلة كبيرة:
الإصلاح خصخص الدين وأساء له وخصوم الإصلاح بقطيعتهم مع كل ديني أثبتوا بغباء أن الدين دين الإصلاح، فغلِط الإصلاح ولم يفلح سواه من خصوم الإصلاح، فيما الله والقرآن والرسول براء من كل هذه الآراء، ومن كل هؤلاء مبتدعي الغلط ومقارعيه، فكلهم غلط.
حفظة الكتاب تعلموه عن نية حسنة من إيمانهم الحقيقي وإن كان من شيء يحولهم إلى متطرفين فهو الخطاب العام الرافض لفكرة حفظ القرآن، سوف يصابون بصدمة كبيرة إذ أصبح أجمل ما فيهم تهمة، فتخيلوا!
هنا نصل للحقيقة، والتي تقول يجب حظر الأحزاب الدينية ومنع مزاولتها العمل السياسي والرفض للتحدث باسم الله مع تقديس حق الله وكتابه وعدم تجريم واعيه طالما ليس لحزب الدعوة أن الحكم والوطن لمن يحفظ الكتاب، فالحكم شأن آخر وإلا لما تولى ولاة أول الإسلام ممن لا يحفظون شيئا منه فيما ترك حفظته وكبار الفقهاء للفقه والمشورة.
تولى معاوية وعمرو بن العاص والمثنى بن حارثة وابن أبي سرح والوليد بن عقبة والطلقاء والذين كانوا آخر الناس إسلاماً شؤون إدارة الدولة ولا زال حفظة القرآن عن وحي أوحي إلى رسول في أشهاد الناس.
فالتفقه شيء والرئاسة والسياسة شيء آخر.
وهنا تخطر العلمانية في ذهن الواعي ولكن ليست علمانية الحداثة، بل علمانية الإسلام وقيمة كل امرئ ما يحسن، وتنتهي المشكلة.
أرجوكم لا تحولوا حفظة القرآن إلى متطرفين، بذلك الخطاب الأرعن، ولا تدفعوا بواطنهم للقول إن الكهنوت أقرب لهم ولا تحاكموا المقدس، بل المسيء للمقدس.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك