م. مسعود أحمد زين
الهدنة وحوار الرياض.. قراءة في المقاربات الدولية لملف اليمن
إعلان المبعوث الأممي الهدنة لمدة شهرين بين الحوثي وخصومه وترحيب الشرعية والحوثي بذلك خطوة طيبة مع الربط بأن التحالف العربي قد أعلن قبلها بيومين وقفا لعملياته العسكرية باليمن من طرف واحد.
تكمن أهمية هذه الهدنة في مدى استطاعة الأطراف المعنية بالوفاء بها ووقف العمليات العسكرية (وهو ما فشلت فيه بشكل متكرر في سنوات الحرب الماضية). والغرض من مدة الهدنة إعطاء فرصة لأي مفاوضات غير مباشرة بين الأطراف برعاية أممية.
أما خطوات فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة فهي خطوات رمزية فقط لترضية الطرف الحوثي، إذ لن يكون هناك إلا رحلتان فقط أسبوعيا من صنعاء واحدة إلى الأردن والثانية إلى مصر، ولن يسمح الا لتسع شحنات وقود فقط شهريا لميناء الحديدة.
* * *
للتذكير فقط قبل أسبوعين تقريبا كتبت حول الأسباب السعودية (حسب فهمي المتواضع) لتنظيم اللقاء التشاوري بالرياض وهو تأكيد الدور الإقليمي السعودي في ملف الحرب باليمن.
بالامس أعلن المبعوث الأممي هدنة لمدة شهرين بين الحوثي والشرعية، وهي مبادرة سياسية للمبعوث الأممي جاءت من خارج سياق اللقاء التشاوري بالرياض وربما كقطع طريق أمام أي نتائج متوقعة من لقاء الرياض.
هذان الحدثان السياسيان (المبادرة الأممية للهدنة واللقاء التشاوري السعودي) يؤكدان وجود ربما تنافس وتسابق للاستئثار بملف اليمن بين دول الخليج والمبعوث الأممي الذي هو أوروبي الهوى والهوية.
يأتي هذا التنافس بعد تمايز الموقف الخليجي عن الموقف الغربي من الحرب في أوكرانيا وبداية ظهور اصطفافات جديدة في العلاقات الدولية.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك